تعتمد الامم في تطورها وتقدمها - بعد الله جل وعز - على البحث العلمي الذي يكتشف ابتكارات جديدة تسجل حقوقها للباحثين الذين توصلوا اليها سواء اكانوا افرادا ام شركات ام جامعات وهي - على المستوى الاقتصادي - ذات عوائد مالية هائلة.
ولكنها تضيف - اعني الابتكارات النابعة من البحث العلمي - تضيف ما هو اهم وهو ولع ابناء الوطن رجالا ونساء من الباحثين والمؤهلين والموهوبين ولعهم الشديد بالبحث وتعلقهم بالعلم الحديث وتشربهم لكل مفيد جديد وتطلعهم للارتياد والابتكار حتى تصبح تلك الصفات راسخة فيهم وجزءا منهم فهي قوة ذاتية فيهم وهي الثروة الحقيقية لمجتمعهم اما الثروة الورقية فتذهب مع الريح.. مع الخسائر والمصاريف.. الثروة الريعية تنضب مع نضوب مصدر الريع.. ويتزعزع عائدها مع هبوط سعره.. اما اسهم البحث العلمي فهي دائما في ارتفاع.
ان لدينا في المملكة شركات عملاقة جدا برؤوس الاموال والموجودات وتنوع منتجاتها وقدرتها على التصدير الى مختلف اصقاع الدنيا كسابك وارامكو والتصنيع والمجموعة السعودية والاتصالات، ولدينا ايضا مصارف عملاقة وكل هذه الشركات تولد ارباحا جيدة، ولكن القليل منها الذي يعنى بالبحث العلمي الجاد ويكوّن فرق عمل من السعوديين فيصرف عليهم لكي يتدربوا على البحث العلمي والابتكار ويستفيدوا من وجود الشريك الاجنبي المتقدم في العلوم والتقنية والذي لا يزال مع الاسف يعمل وحيدا او كالوحيد في صناعاتنا المتقدمة تقنيا، والشريك الاجنبي سعيد بكونه وحيدا مع خبرائه مقصيا المواطنين إما بحجة انهم لا يعرفون، او ليس لديهم الاستعداد ولا يرغبون.. او لان البيئة الخصبة التي ينبت فيها العلم الحديث والعلماء غير متوفرة في مجتمعنا وكل هذه حجج واهية اذا جدت شركاتنا واصرت على الشريك الاجنبي بان يدرب خريجي الكليات المناسبة على البحث والابتكار ومعرفة اسرار التقنية..
الشريك الاجنبي سعيد انه ينال ارباحا طائلة بسبب السعر المنافس للخامات المقدمة له مع احتفاظه باسرار التقنية ومحركات البحث ووسائله يرحل بها معه حين يرحل فهو مسافر وكل مسافر سيؤوب يوما ويهمه ان تطول اقامته وغنائمه لانه لا احد من اهل البلد يحل محله طالما كانت التقنية الحديثة لدى اهل البلد اسرارا وطلاسم، وبيئة البحث المعطاءة محجوبة..
انه يحسن بشركاتنا الكبرى مساهمة وغير مساهمة ان تخصص نسبة طيبة من ارباحها للابحاث بشرط ان يتدرب على هذه الابحاث ويقوم بها سعوديون ومن السهل ان تنسق شركاتنا مع جامعاتنا لتعيين البحوث المطلوبة واعداد الباحثين المؤهلين فاذا تم التنسيق والصرف على البحث العلمي بشكل جاد فسوف تزداد ربحية شركاتنا على المدى وسوف تتوطن التقنية داخل وطننا وفي عقول شبابنا وعلى المدى يوجد لدينا بيئة بحث خصبة وعلماء عالميون وابتكارات تنفعنا وتنفع البشر وسوف تنخفض تكاليف الانتاج وتزداد جودة المنتج..
ان ما يصرف على البحث العلمي في العالم العربي كله اقل مع الاسف مما تصرفه جامعة (هارفرد) الاميركية وحدها..
إن مستقبلنا الحقيقي رهن بجديتنا في توطين التقنية والقدرة على مواصلة البحث والابتكار.
نقلا عن الرياض
كلام سليم، وفي الصميم!
الاستثمار في البحث العلمي مجدي ولكنه يحتاج الى نفس طويل. البحث العلمي في الدول المتقدمة تقوده الحكومات فكثير من الاخترعات و الابتكارت الحديثة هي نتاج المؤسسة العسكرية الامريكية مثل شبكة الانترنت.