•• شعرت بالمرارة.. وأنا أتابع تغطية الإعلام السعودي الباهتة لزيارة لاعب فريق الأرسنال.. الماني الجنسية من أصول تركية "مسعود أوزيل" للمملكة وأدائه العمرة برفقة عائلته المسلمة..
•• ليس فقط بالنسبة للإعلام.. وإنما بالنسبة للأجهزة ذات العلاقة بالشؤون الإسلامية.. والحج والعمرة.. والثقافة والإعلام.. والرياضة وغيرها من الأجهزة ذات العلاقة بالصورة الذهنية للمملكة في الخارج.
•• ذلك ان شخصية مسلمة كهذه.. بجماهيريتها.. وزخمها الإعلامي تقوم بزيارتنا.. وتؤدي العمرة في المشاعر المقدسة التي تلتف حولها أفئدة المسلمين في مختلف انحاء العالم.. وبإنجازاتها "الكروية" الضخمة التي اكتسبتها من خلال لعبه في "ريال مدريد الاسباني" ثم في الفريق الإنجليزي الحالي "ارسنال"... شخصية بهذا الحجم.. وبهذا الوهج الإعلامي العالمي.
كان يجب أن نحتضنه وعائلته.. وان نستثمر وجوده.. وأداءه لمناسك العمرة.. لإرسال رسائل عديدة الى كل الدنيا.. بعضها يعمل على تصحيح صورة الإسلام "المشوهة" في الكثير من دول العالم وبين شعوبه.. والبعض الآخر يوضح مدى القيمة الروحية بين المسلمين في كل أنحاء العالم لهذه البقاع المقدسة التي لا تتقدم عليها أي دولة في العالم في جمع وتوحيد قلوب المسلمين وقيادة مسيرتهم الخالدة نحو السلام.. والمحبة.. ونشر التسامح في العالم.. والبعض الثالث يخص شباب العالم.. ورياضييه.. ومؤسساته.
وذلك بتقديم هذا النجم العالمي بهذه الصورة الإيمانية الجميلة التي تنبئ عن ان أبناء هذه العقيدة والمنتمين اليها قادرون على إثراء مسيرة شباب العالم في كل مجال وحقل ومن ذلك المجال الرياضي.. وبالذات ان "أوزيل" يعتبر لاعباً نموذجياً رفيعاً ليس فقط في ادائه الرياضي المتميز كمحرك أساسي في الفريق الإنجليزي الكبير.. وإنما أيضاً في دماثة خلقه ورقي تعامله..
•• والحقيقة ان كل ذلك يُشير إلى شيء واحد هو.. غياب الاستراتيجيات والرؤى العلمية في استثمار ما يمكن استثماره من معلومات.. أو شخصيات.. او إنجازات.. لصالح بلادنا بالصورة الذكية.. وبالاستيعاب الكامل لوظائف تقديم الأوطان لدول وشعوب العالم الأخرى بالصورة المؤثرة.. والقوية.. والصحيحة.. وهذا يعني اننا نفتقد "الحس" المطلوب للعمل بكفاءة في هذا الاتجاه وعلى كل مستوى.. وبالذات على المستويين الإعلامي والسياسي.
•• ولو حدث هذا في بلد آخر يعرف كيف يسوِّق نفسه لرأينا كيف تعاملوا مع هذا النجم وأسرته.. وكيف استثمروا الزيارة على أحسن وجه.
•• ان علينا ان نعترف بأننا لا نعرف كيف نسوق أنفسنا.. وكيف نقدم بلادنا إلى هذا العالم التقديم الصحيح.. وإلا فان بلداً يملك هذه المكانة الروحية.. وكل الإمكانيات ولا يعرف كيف يوظفها.. هو بلد مظلوم منا.. ومعنا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
••ضمير مستتر:
•• (لا يوجد بلد في الدنيا يملك ما نملك.. ومع ذلك فان هناك من يتقدم الصفوف على حسابنا.. ونحن قاعدون في مكاننا..).
نقلا عن الرياض
ضيعت وقتي