كان سبتا مختلفا بامتياز ، ذاك السبت ليس كمثل سائر الأيام ، ولا هو كمثل يوم السبت في الأسابيع الماضية، كان سبتا استثنائيا أذا كانت الرياض منذ صباح ذلك اليوم وهي تستشعر أن هناك حدثا هاما سيولد هذا اليوم، وكان جو الرياض يتفاعل مع حرارة الانتظار والانتعاق فيزداد سخونة، فاليوم سيتم الإعلان عن قرارات ملكية هامة .
وهذا التفاعل والحماس لهذه القرارات المتوقعة يأتي من عدة أسباب منها أن الزمان والظرف الوقتي في البلد مختلف كما أن الملك سلمان ملك الحزم والعزم وقراراته ستكون على مستوى حزمه وعزمه.
هذه المعطيات جميعها إضافة الى حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ على استمرار مسيرة التنمية والتطوير التي دأبت عليها بلادنا ولله الحمد والمنة منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- ومن بعد أبنائه البررة ، حيث بدا عهده الميمون بمواصلة هذه المسيرة في إطار استراتيجيه متكاملة و وفق خطط مدروسة وضعت بعد إجراء العديد من الدراسات المتخصصة ، والتي بدأت أولى ثمارها بإعادة هيكلة أجهزة مجلس الوزراء وإلغاء العديد من المجالس والهيئات واللجان و إيجاد مجلسين أحدهما للشؤون السياسية والأمنية والآخر للشؤون الاقتصادية والتنمية اللذين باشرا مهامهما بما يخدم مصالح الوطن والمواطنين.
صدرت القرارات وكانت كما توقع لها قوية وحازمة فجاءت متفقة مع منطلق التطوير المستمر ومنسجمة مع رؤية المملكة العربية السعودية (2030) فتم هيكلة بعض الوزارات والأجهزة والمؤسسات والهيئات العامة بما يتوافق مع متطلبات هذه المرحلة والرؤية وبما يحقق تطلعات القيادة السياسية في ممارسة أجهزة الدولة لمهامها واختصاصاتها على أكمل وجه وبما يرتقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم وصولاً إلى مستقبل زاهر وتنمية مستدامة فتم دمـج «الميـاه والـزراعـة» و«العمـل والشـؤون الاجتـمـاعيـة» وإلحـاق «الاستثمـار»بـ«التجارة» وإضافة العمرة إلى وزارة الحج.. ونقل مسؤوليات المنافذ البرية إلى مصلحة الجمارك في خطوة كانت منتظرة ومطلوبة.
كما تم استحداث هيئـات عـامـة للرياضـة والترفيه والثقـافـة مما سيؤدي بإذن الله الى قدرة المملكة على الاتجاه نحوالمستقبل.
وهذا بالتأكيد يأتي إيمانا برؤية المملكة 2030 حيث ان الدولة تطمح ليس لتعويض النقص في المداخيل فقط، أو المحافظة على المكتسبات والمنجزات،ولكن التحدي الأكبر هو أن نبنيَ وطناً أكثر ازدهاراً يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دولا لعالم، بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة،في التوظيف والرعاية الصحيّة والسكن والترفيه وغيره.
يقول الأمير الشاب عراب هذه الرؤية " نحن نملك كل العوامل التي تمكننا من تحقيق أهدافنا معاً، ولا عذر لأحد منا في أن نبقى في مكاننا، أو أن نتراجع لا قدر الله .
رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر. سنرحب بالكفاءات من كل مكان، و سيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح" .
حفظ الله الوطن وأدام نعمة الأمن و الإسلام على هذا البلد المعطاء. ووفق الله ملك الحزم وولي عهده وولي ولي عهده الى ما يحبه ويرضاه.