الترف يختلف عن الثراء

13/05/2016 7
عبدالله الجعيثن

سبق ان كتبت هنا بعنوان الترف يؤدي الى الفساد وعرضت فيه رأي العلامة ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع والذي ملخصه ان المترفين يسرفون في نفقاتهم ويندفعون مع شهواتهم ويترفعون عن مباشرة اعمالهم فيعتمدون على غيرهم فتفسد اخلاقهم فردا فردا ثم ينشرون الفساد في مجتمعهم اذا كثر عددهم وطغى وبما ان مصاريفهم تزداد باستمرار لتفننهم في الشهوات فإن ايديهم حسب ابن خلدون تمتد الى المال الحرام بكل الوسائل المتاحة لاشباع ترفهم ونهمهم الى الشهوات وتسرب جزءا كبيرا من اموالهم الى من يقوم بخدمتهم ويشرف على اعمالهم فيفسدون في انفسهم واولادهم الا قليلا منهم والاخطر انهم ينشرون الفساد في المجتمع، كما تنتشر النار في الهشيم.

وبما ان جريدة «الرياض» واسعة الانتشار ومن اكثر الصحف قراء ومتابعة وتتناقل مقالاتها المواقع فقد كثرت التعليقات على المقال، وهذا يسعد كل كاتب ويجعله ممتنا لقرائه الكرام..

والذي اريد التعقيب عليه الآن هو تعليق عدد كبير من القراء على الموضوع في موقع الرياض الالكتروني وفي موقع ارقام ممن رأوا ان الفقر لا الترف هو سبب افساد وهو الذي ينشر الرذائل ويوقع في المخدرات والموبقات.

قلت: الفقر اساس العلل الاجتماعية ومن اكبر اوجاعها واسبابها ولكن ما هو اساس الفقر وما هي اسبابه؟ والجواب الواضح هو الفساد المالي والاجتماعي وهذا الفساد سببه الاول هو الترف والمترفون لانهم اعتادوا على مستوى مرتفع من الصفر يفوق انتاجهم باضعاف هذا ان كان لهم انتاج يذكر لان عادة المترفين جدا في كل زمان ومكان الاعتماد على الآخرين في تسيير اعمالهم وتدبير امورهم اما حضراتهم فانهم مشغولون بتلبية شهواتهم التي يجر بعضها بعضا وبامتداد ايديهم الى المال الحرام بكل السبل الممكنة وبمعاونة مساعديهم الذين لهم منه نصيب كبير ينتشر الفقر ويكثر.

ان الثراء لا يستلزم الترف دائما ولا غالبا الا لدى الكثير من الوارثين، اما الذين جمعوا ثرواتهم بجدهم وكدهم وعرق جبينهم فانهم لا يعرفون الترف الرخو ولا يطيقونه ولا يعتمدون على غيرهم في تسيير اعمالهم بل يباشرون العمل بانفسهم ويجدون فيه سعداتهم هؤلاء منتجون مصلحون لان العمل قيمة مضافة مهما كسب كصاحبه من ثروة بالطرق الشريفة.

 

نقلا عن الرياض