الوجه الاخر لأسواق المال

23/02/2010 2
بدر البلوي

يعطينا التاريخ بعض الأمثله الرائعه والمرعبه للأسواق المالية, عندما تشتعل الأسواق أكثر مما ينبغي , عندما يتم تسعير الأسهم بأعلى من قيمتها الحقيقيه , عندما يتفشى الغش المحاسبي بالشركات , عند زيادة نسبة القروض بشكل مبالغ فيه والتخبط بالقرارات , عندما يكون الجشع في أقصى حدوده ... ماذا يحدث , اليك بعض أهم الأحداث التاريخية التي بينت لنا حقيقة الوجه الاخر لاسواق المال , فكانت حقيقه مرعبه عندما تسير الاسواق على نحو سيء.

وول ستريت:

مرت الولايات المتحدة الأمريكية بأسوأ انهيار لسوق الأوراق الماليه شهده التاريخ , كانت الأسعار تتصاعد بوتيره حاده طوال خمس سنوات متصله , حيث كانت الأسعار تتضاعف خمسة اضعاف , ثم انهارت على نحو مفاجئ في 24 أكتوبر 1929 ويطلق على اليوم الأول لانهيار وول ستريت اسم (الخميس الأسود) وأخذت الأسعار في الانخفاض بشكل حاد لمدة شهر كامل ولم تعد الي متسوياتها السابقه الا في منتصف الخمسينيات. وقبيل حادثة انهيار وول ستريت كان هناك عدد هائل من المستثمرين يدفعون في استثماراتهم على نحو مبالغ فيه , حتى انهم اقترضوا لشراء الأسهم وهي استراتيجية تحمل الكثير من المخاطر والمجازفه.

فقاعة شركات الانترنت:

وقعت بين الفتره من 1995-2001 , عندما شهدت أسواق البورصة نموا هائلا نتيجة الاستثمار في قطاع  شركات الانترنت (أسهم الدوت كوم) , كان مفهوم الاتجار والاستثمار في مجال الانترنت لم يزل حديثا انذاك وكان المستثمرون يضعون أموالهم بافراط في عمل لم يتم تجربته من قبل , الي ان اتت الكارثة العظمى وانهارات تلك الأسهم بوتيره سريعه.

فقاعة ساوث سي:

حدثت في أوائل القرن الثامن عشر , حيث اسفرت المضاربة الحادة في شركة ساوث سي عن تحطم أسعار السهم في سبتمبر 1720 , كانت الشركة تتمتع بحقوق حصريه في الجنوب الأمريكي والأسباني, وكان المستثمرون يكدسون أموالهم في هذه الشركة بناء على شائعات أطلقتها الشركة عن نمو متوقع في سعر الأسهم , كما عمدت الي اعطاء أسهم مجانية لمجموعة من السياسيين وبعض الأسماء البارزه ومن ثم قامت بالإفصاح عن الأسماء بوصفهم مستثمرين لديها , ونتيجة لتلك الأحداث ارتفع سعر السهم من 128 جنيها استرلينيا في يناير 1720 الي 550 جنيها في شهر مايو من نفس العام , وفي نهاية المطاف وصل سعر السهم الي أكثر من 1000 جنيه استرليني بحلول شهر أغسطس من نفس العام , الا أنه وقبل نهاية العام كان سعر السهم 100 جنيه.

الأربعاء الأسود:

في 16 سبتمبر 1992 , تم استبعاد الجنية الاسترليني من الية سعر الصرف الاوروبية نتيجة لنشاط المضاربين بالعملات , يذكر ان أحد المضاربين (جورج سوروس) قد ربح اكثر من مليار دولار من نشاطه في المضاربه بالعملة , وأظهرت الحسابات فيما بعد أن ذلك الأربعاء الأسود قد كلف المملكة المتحده 3.4 مليار جنية استرليني وقد بلغ معدل الفائدة انذاك 12% لتشجيع المستثمرين لشراء الجنيه الاسترليني بدل من العملات الاجنبية.

فضيحة انرون:

انرون شركة امريكية تعمل في مجال الطاقة ومقرها تكساس , في عام 2001 أعلنت الشركة افلاسها , ثم ظهرت بعد ذلك أشكال عدة من الغش المحاسبي , وهو الأمر الذي كان يدعم بقاء الشركة ماليا فيما سبق , وعندما انتشرت اخبار هذه الفضيحة تراجع سعر السهم من 90 دولار الي 30 سنتا .

في الحقيقه كنا نعيش خلال السنتين المنصرمه أزمة مالية جديده من نوعها وهي أزمة الرهن العقاري لتنال جميع الدول حصة من هذه الأزمة , الجميع شاهد الوجه الاخر لجميع الأسواق محليا واقليميا وعالميا , كما رأينا الوجة الاخر للسوق السعودي في فبراير 2006 عندما انهارت أسعار الأسهم بوتيره سريعه جدا فقد كان المؤشر العام للسوق السعودي عند مستويات 21000 نقطة تقريبا لينهار الي متسويات متدنية .

أخيرا :

اذا أردت ان ترى الوجه المشرق لأسواق المال راجع الحدث قبل حدوثه.