تصدر النفط جميع مصادر الطاقة واصبح المصدر الاول للطاقة في العالم في القرن الماضي ولقد استهلك العالم في عام 1965م حوالي 30 مليون برميل في اليوم وتضاعفت الكمية في 1977م لتصل الى 60 مليون برميل في اليوم.
ولكن بعد هذا التاريخ لم يشهد العالم نموا ملحوظا على استهلاك النفط اذ ارتفع الاستهلاك بحوالي 30 مليون برميل في اليوم بعد 35 عاما اي في عام 2012م ليصل الى 90 مليون برميل في اليوم، وهذا يشير الى وصول نمو الاستهلاك العالمي للنفط الى منطقة الاتزان والتي يصبح بعدها النمو غير كبير ولا يقارن بالماضى.
فعلى سبيل المثال في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي كان النفط يشكل اكثر من 45% من مصادر الطاقة مقارنة بحوالي 32% في عام 2014م.
ولا شك ان الغاز الطبيعي سيبقى منافسا قويا للنفط نظرا لتشابه في الاستخدام الا ان الغاز يتميز بقلة الانبعاثات الكربونية وصداقته للبيئة، وبينما يتميز النفط بسهولة نقله واستخداماته المتعددة كوقود لوسائل النقل وكلقيم لانتاج البتروكيماويات.
ولكن وعلى الرغم من انخفاض نسبة النفط في خليط الطاقة العالمي الا ان المصادر العلمية الموثوقة تجمع على ان النفط سيبقى المصدر الاول للطاقة بالعالم ولن يفقد مكانته رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها والتي تأتي البيئية في مقدمتها.
وترى شركة بريتش بتروليوم ان النمو الكبير في عدد السيارات بالعالم سيزيد الاعتماد على النفط كوقود لوسائل النقل وسيبقى النفط أعلى مصدر للطاقة وحتى حلول 2035م. وترى ادارة معلومات الطاقة الامريكية ان السوائل البترولية ستبقى اهم مصدر للطاقة حتى عام 2040م.
واما شركة اكسون فترى ان النفط سيبقى سيد الطاقة الاول بلا منازع في عام 2040م وذلك بسبب ارتفاع الطلب على وقود وسائل النقل وارتفاع الطلب على النفط ومشتقاته لاستخدامه كلقيم للصناعات البتروكيماوية لانتاج البلاستيك والمواد الكيماوية الاخرى.
ولكن لا يمكن اغفال ما ذكرته اكسون في تقريرها وهو ان 40% من الزيادة العالمية في الطلب على الطاقة حتى العام 2040م سيتم تلبيتها من الغاز الطبيعى.
اذا لا احد يستطيع التشكيك بأهمية النفط كعصب رئيس للطاقة وربما حتى 2050م. ولذلك فان الدول التي تملك احتياطيات كبيرة من النفط التقليدي ويمكن استخراجه بكلفة قليلة وبدون تخريب للبيئة سيكون لديها عوامل قوة تساعدها على مواجهة تحديات المستقبل.
وتبلغ الاحتياطيات العالمية المؤكدة من النفط التقليدي حوالي 1700 بليون برميل منها حوالي 300 بليون برميل من النفط الفنزويلي الثقيل. وتبلغ كمية النفط الموجودة في الدول المطلة على الخليج العربي اكثر من 800 بليون برميل.
وتملك كل من العراق وايران حوالي 150 بليون برميل والكويت والامارات لكل منهما 100 بليون برميل وتبقى المملكة صاحبة اكبر احتياطي للنفط بحوالي 267 بليون برميل.
ولقد نشرت شركة بريتش بتروليوم في تقريرها الاحصائي الاخير ان الاحتياطيات النفطية المؤكدة في المملكة هي 267 بليون برميل، واما ادارة معلومات الطاقة الامريكية فترى ان احتياطيات المملكة هي 266 بليون برميل واما ارامكو السعودية فلقد اعلنت في التقرير السنوي الاخير ان احتياطياتها النفطية تقدر بحوالي 261 بليون برميل.
وعلى كل حال فيبدو واضحا ان النفط في المملكة متوفر بكميات هائلة وهو صمام امان وضمان لمستقبل الاجيال القادمة.
اذا تملك المملكة حوالي 16% من الاحتياطيات النفطية التقليدية في العالم. وكانت هذه الاحتياطيات قد مرت بفترات مختلفة، ففي عام 1987م جاء في تقرير بريتش بتروليوم الاحصائي ان احتياطيات المملكة من النفط بلغت 170 بليون برميل وكانت تشكل حوالي 18% من الاحتياطيات العالمية المؤكدة في تلك الفترة.
وجاء ترتيب كل من العراق والكويت والامارات وايران بعد المملكة بالنسبة لامتلاكها للاحتياطيات النفطية المثبتة اذ امتلكت كل دولة من هذه الدول حوالي 100 بليون برميل.
وبذلك اصبحت هذه الدول الخمس تملك حوالي 60% من احتياطيات العالم النفطية لتلك الفترة. وفي العام التالي جاء في نفس التقرير للعام 1988م ان احتياطيات المملكة قد ارتفعت الى 255 بليون برميل خلال عام واحد وكانت احد اكبر الاخبار النفطية لتلك السنة، وقد تم الاعلان عن انشاء شركة ارامكو السعودية في نفس العام.
بينما لم ترتفع احتياطيات الدول الاربع الكبرى الاخرى بنسبة تذكر. ومنذ عام 1989م والى الآن حافظت المملكة على احتياطيات نفطية لا تقل عن 260 بليون برميل رغم ان المملكة احد اكبر منتجي النفط في العالم.
وبحسب احصائيات بريتش بتروليوم وادارة معلومات الطاقة الامريكية فان الاحتياطيات الايرانية والعراقية النفطية قد ارتفعت في عام 2014م الى حوالي 150 بليون لكل منهما واستقرت احتياطيات الكويت والامارات عند حوالي 100 بليون برميل في اليوم لكل منهما.
وبحسب الادارة الامريكية فان الاحتياطيات السعودية النفطية قد سجلت 268 بليون برميل في عام 2014م. وبذلك فان هذه الدول الخمس تملك حوالي نصف الاحتياطي العالمى للنفط التقليدي.
تنتج المملكة سنويا حوالي 3.5 بليون برميل من النفط وهذا يعني ان الكميات المنتجة من الاحتياطيات النفطية منذ 1989م وصلت الى حوالي 88 بليون برميل. اذا استطاعت المملكة اضافة حوالي 88 بليون برميل نفط الى الاحتياطيات التي لم تتغير قيمتها عند 260 بليون برميل منذ 25 عام بل هي في ارتفاع مستمر لكن بوتيرة محدودة. وهذا يعطي مصداقية كبيرة لكمية الاحتياطيات النفطية للمملكة.
وتجدر الاشارة والاشادة بأنه وعلى الرغم من ان المملكة اكبر منتج للنفط في العالم الا انها حافظت على كمية الاحتياطيات من الانخفاض رغم مرور اكثر من 30 عاما من الانتاج الكبير.
الاكيد ان خلف هذه الثروات الهائلة والاستكشافات اجهزة ورجالا تبحث في كل بقاع المملكة عن الذهب الاسود وتضيفه الى رصيد المملكة ليساهم في بناء ونهضة المملكة.
ولقد اشارت أرامكو السعودية في تقريرها السنوي الاخير إلى أنها اكتشفت 8 حقول نفط وغاز جديدة في شرق البلاد في العام 2014، وحافظت على طاقتها الإنتاجية القصوى الثابتة عند 12.5 مليون برميل في اليوم، ويجري العمل الجاد على تحقيق زيادة كبيرة في إنتاجها من الغاز التقليدي وغير التقليدى.
وفي الختام تتغير قيمة الاحتياطيات مع تغير اسعار النفط فلقد فقدت نصف قيمتها بهبوط اسعار النفط ما بين منتصف عام 2014م والوقت الراهن. ولذلك فان الامل ان تتحول المملكة الى مجمع عالمي لصناعة النفط وتحويله الى منتجات متطورة تصدر الى اسيا عبر الخليج العربي والى اوروبا عبر البحر الاحمر.
تقع المملكة في وسط العالم بين اسيا واوروبا وتملك اكبر احتياطي للنفط الخفيف بالعالم بالاضافة الى ان نسبة الشباب في سكانها كبيرة، وكل هذه العوامل تؤهلها لاخذ دور قيادي ورئيسى ليس بتصدير النفط الخام فحسب بل في تصنيعه وتصدير المشتقات البترولية النظيفة والمواد البتروكيماوية المصنعة من النفط الخام.
نقلا عن اليوم
حلوة التلميحة عن تزوير العراق و ايران لأرقام الاحتياطيات