أحد المفاهيم الاقتصادية المتفق عليها في المملكة اليوم تقليديا فكرة التنويع الاقتصادي.
التنويع الاقتصادي يعني شيء واحد : تقليل الاعتماد على الصناعة النفطية وايجاد مصادر بديلة عن هذا المصدر الاساس والناضب.
لا اعرف خطيئة اقتصادية مقبولة لدى الغالبية الرسمية و غير الرسمية اكبر من هذه.
الخطيئة تاتي في كونها محاولة قتل مصدر دخل البلد المؤكد و الثابت بالرغم من تقلباته في المدى المنظور .
كما انها خطيئة من ناحية عملية - سلوكية - فالبحث في المكان الخطاء يؤدي حتما الى منظومة مستندة ومنخرطة في حلول شكلية وحبلى بالعلاقات العامة والاستشارات التي لا تنتهي لسبب واحد : المرجعية الاقتصادية ضعيفة ولذلك لم ياتي البديل لأسباب منطقية.
المرجعية الاقتصادية تقوم على استغلال ما لديك من ثروة طبيعية و خاصة لما تكون ليست " الطاقة " فقط ولكن سلسلة الصناعة الهيدروكربونية.
البوصلة الاقتصادية للاقتصاد ككل في الجوهر ليست مسالة خيار في المدى القصير او المتوسط.
الرهان على المدى البعيد خيار أكاديمي و فلسفي في احسن الاحوال وعمليا ليس لدينا القدرة على معرفة الميزات النسبية المستقبلية و لكن أيضاً هذة الميزات لن تتطور دون تعمق حقيقي ( وضوح سلسلة القيمة المظافة وفعالية التوجهات و الأداء ) في استغلال النفط و الغاز و المعادن وما لدينا من قدرات بشرية في هذا الشان.
يقول كينز حول المفاضلة الاقتصادية الزمنية انه في المدى البعيد كلنا سوف نموت.
إثبات القدرة والفعالية والتنافسية بما لدينا هو البوصلة الاقتصادية الحقيقية وليس من خلال خطط واستراتيجيات وخاصة لما ترسم من استشاريين ليس لهم علاقة بالحالة المجتمعية بمعناها الشامل.
اخترنا منظومة اقتصادية توزيعية لأسباب تاريخية ( بعضها موضوعي وبعضها صدفة ) وهذة بطبيعتها في خصام مع الإنتاجية و الكفاءة.
ولكن أيضاً المطالبة بالانتقال من منظومة قوامها التوزيع الى منظومة إنتاجية من خلال ندوات وعصف ذهني اقرب الى الأكاديميات منها الى برامج اقتصادية يمكن الدفاع عنها.
التحدي الاقتصادي ان تكون بلادنا الاكثر معرفة في سلسلة الصناعة النفطية والتعدينية من الاستكشاف الى جزيئات الصناعات التحويلية أفقيا و راسيا.
المعرفة في صناعات بهذا التنوع و الحجم والتعقيد سوف تعدنا لأي تحدي اقتصادي مستقبلي.
بل انها تتظمن درجة عالية من التنويع وتصدير المعرفة والمحتوى.
الخوف من نظوب النفط غير مبرر جولوجيا و اقتصادي في المدى المنظور.
التحول من صناعه الى اخرى أسهل بكثير من التحول من العالم الثالث الى العالم الثاني ناهيك عن العالم الاول.
معايير وقياس الصناعة الهيدروكربونية معروفة ولذلك هناك بوصلة ومساحات كافية للعمل لعقود من الزمان.
بعد حوالي ثلاثة أجيال على الصناعة النفطية وجيلين من تركيز التخطيط على تنويع القاعدة الاقتصادية يتضح ان هناك خطيئة فكرية ومنهجية.
بل ان النجاح الاقتصادي الذي تحقق كان بسبب التعمق وليس التنوع في القاعدة الاقتصادية من خلال الصناعات البتروكيماوية.
التنويع الوحيد الذي استثني هو الطاقة الشمسية وهذة أيضاً مورد طبيعي وافر لدينا.
السياسة الاقتصادية الحصيفة هجومية من خلال السعي لتعظيم القيمة المظافة ولكنها أيضاً دفاعية من خلال الترشيد وبعض الصناعات الاستبدالية بغرض دعم الصناعات التي فيها ميزة نسبية اليوم وليس مستقبلا.
الصناعة بطبعها تكاملية أفقيا وراسيا و لذلك فان التعميق في الصناعة النفطية سوف يجر حتما الى التفوق علميا و بحثيا وبالتالي هناك تبعات للتطور المجتمعي.
لا اعرف كيف تم إقناعنا بهذة الخطيئة الاقتصادية دون تمحيص او وعي اقتصادي . استسلمنا لأفكار الاخرين.
اعتقد ان الخطيئة الاكبر ان نستمر في سياق تنموي اقتصادي دون مراجعة فكرية على درجة من المصارحة والثقة بالنفس و المخاطرة.
الحديث عن الخيارات الاقتصادية دون وعي بالمخاطر المرادفة اقرب الى التنظير في الهواء .
المخاطرة الظاهرة ان نحارب مواردنا قبل استغلالها للانتقال الى مدار اقتصادي اعلى.
الاستاذ الفواز من الكتاب عميقي الطرح في المواضيع الاقتصادية لكن ليسمح لي بالاختلاف معه في هذه المقالة فالمطروح هو التنوع والاظافه وليس الاستبدال لا احد يقول بالاستغناء عن الاستثمار بالنفط ومشتقاته عند العمل على تفعيل الموارد الاخرى كالسياحه الدينيه والعمل على مضاعفتها
اخي ناصر اشكرك الحقيقية ان القيمة المظافة من السياحة الدينية لازلت سلبية ، كما ان السياحة عامل مساعد داءيما و ليست مقوم اساس للتنمية
اشرت للسياحه كمثال لكن لو نجحنا بالسياحه او الصناعه واصبحت ذات اثر اقتصادي مهم سواء بالنسبه لتشغيل الاقتصاد او زيادة موارد الحكومه الماليه بالاظافه الى (وليس بدل ) الاستمثارات النفطيه اعتقد ان هذا امر جيد واعتقد ان هذا هو المقصود بالتنوع الاقتصادي في حديث المهتمين بالشأن الاقتصادي
اخي ناصر في نظري ان مساله التكوين الرأسمالي المادي و المعرفي علمية و تنظيمية و تقنية في المقام الاول . عدم تمكننا من السيطرة بهذا المعنى على ما لدينا من مصادر و خاصه اهمها يدل على عدم استعداد للتنويع . أنا اعتقد ان التنوع لة مكان و ضروري و لكن نحن لسنا مستعدين للعمل الجاد و المصارحة .