رفع أسعار السلع والخدمات الحكومية زيادة لدخل الخزينة، ولكنه ليس تنويعا لمصادر دخل المملكة، حيث إنه يعتمد على الإنفاقات التي تعتمد أساسا على دخل النفط، وأيضا يضعف القوة الشرائية التي يصرفها السكان على سلع وخدمات القطاع الخاص، وبالتالي تضغط على الناتج المحلي الإجمالي من الجهة الأخرى.
المملكة لا تعمل على تنويع مصادر الدخل بما يتماشى مع منهجية التنويع والجدوى والاستمرارية، بل تستخدم هامشا غير مجد ومتاح مؤقتا.
تعدّد وتنويع مصادر الدخل يتيح فرصًا أكثر لأي دولة لضمان استمرارية الدخل والانتعاش الاقتصادي عند تأثر أي من القطاعات التي تعتمد عليها تلك الدول، فالدول التي تعتمد على الصادرات النفطية فقط، ستعاني هذه السنة والسنوات المقبلة من تحديات كثيرة، أهمها انخفاض في الإيرادات بأكثر من 50 % مقارنة بالسنوات القليلة الماضية.
يتساءل الكثير، ماذا علينا أن نعمل في المملكة؟ كيف ننوع من مصادر الدخل؟ هل سيضمن لنا تنويع مصادر الدخل إيرادات من خارج المملكة؟ أم أنها من الداخل، فبالتالي هي معتمدة على الدخل من النفط بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟
لكي تبني المملكة هويتها الاقتصادية، عليها النظر إلى المحفزات المتاحة، المملكة لديها احتياطات نقدية مرتفعة نسبيا ودين عام منخفض نسبيا، وهذا يتيح لها الاستثمار ودعم الشركات في تنويع مصادر الدخل.
وتتميز المملكة عن الدول الأخرى بدخل من النفط (وإن ضعف في السنوات القادمة). أيضًا، تتميز المملكة بكبر مساحتها غير المبنية ووفرة الكوادر البشرية بشرط توفير وظائف برواتب مناسبة.
هذه المعطيات تُمّكن المملكة من بناء هوية مؤقتة، وهي الصناعات المتوسطة بجانب هويتها النفطية، وفي نفس الوقت تمكّنها من بناء هويتها المستقبلية بعيدة المدى.
بالنظر إلى صادرات السلع بين دول العالم التي تبلغ 18 تريليون دولار أميركي، نجد أن أكبر السلع غير النفطية المصدّرة بين الدول هي السيارات ومعدات النقل، والإلكترونيات والأجهزة والمعدات الكهربائية والميكانيكية، التي تبلغ قيمتها أكثر من 6 تريليونات دولار.
وبما أن هناك طلبًا على هذه السلع نجد أن أكبر الدول تنتج وتصدر تلك السلع، وأكبرها الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا والمكسيك وفرنسا وإيطاليا وهولندا وكوريا الجنوبية.
هذه السلع تصدّر تقريبًا إلى جميع دول العالم، ومنها المملكة، حيث إننا نستورد السيارات ومعدات النقل والإلكترونيات والأجهزة والمعدات الكهربائية والميكانيكية كأكبر السلع المستوردة بأكثر من 350 مليار ريال سنويًا، وهذا يمثل أكثر من 50 % من واردات المملكة السنوية والتي تضاعفت 4 أضعاف في 10 سنوات.
العمل على صناعة تلك السلع على المدى القصير والمتوسط يتماشى مع إستراتيجية تنويع مصادر الدخل، وإستراتيجية توفير الفرص الوظيفية المناسبة والكثيرة للمواطنين، وإستراتيجية خفض الواردات من الخارج.
يتطلب هذا عمل خطة سريعة تتضمن الدعم والاستثمارات، التدريب وإعادة التأهيل للكوادر البشرية، وتفعيل دور مراكز البحوث والتطوير والدراسات خصوصًا في الجامعات.
بالنظر إلى الإستراتيجيات التي سبق ذكرها، على المملكة بناء هويتها المستقبلية على المدى البعيد معتمدة على مخرجات فكر الإنسان من ابتكارات وتصاميم، وهذا يحدث فقط عندما يكون الهدف تطوير الإنسان من خلال التعليم والتأهيل والتطوير المستمر، وأيضًا بناء وتفعيل مراكز البحوث والتطوير والدراسات ودور الفكر والخبرات.
تطوير الفكر والعقول يُنتج أعمالا تستطيع المملكة من خلالها صناعة تلك المخرجات بكميات كبيرة (استهلاك محلي وصادرات) التي ستتوفر من خلالها وظائف كثيرة مناسبة في صناعة العلاج وصناعة الأجهزة الطبية وصناعة الإلكترونيات وأجهزة الاتصالات والخدمات التكنولوجية بالإضافة إلى الصناعات والخدمات المتقدمة.
نقلا عن الوطن
فهمت أن الكاتب يريد أن يقول أن التنويع الاقتصادي هو شي استراتيجي ومستدام وأفضل من تنويع مصادر الدخل المؤقت.. لكن لم أفهم السبب لكتابة عشرات الأسطر لشرح الفكرة المعروفة للجميع من الخطة الأولى للتنمية!
محاربة واضحة لمقالات الكتاب الجميلة في هذا الموقع لماذا ؟؟؟؟
لا حرب ولا شي يالغالي ..وتعجبني بعض تحليلاته .. هو يستخدم مصطلح تنويع مصادر الدخل بينما يقصد التنويع الاقتصادي وبينهما فرق شاسع .. ..
مقالة ممتازة توضح اين الخلل وكيفية علاجه بصورة مبسطة وواضحة ففعلاً لدينا اختلال واضح في مجال الواردات يجب التفكير في سده محلياً
تحياتي واحترامي للمهندس برجس البرجس.... قراءة مقالاتك عبارة عن قراءة كتاب بمواضيع متنوعة تطرح معالجة لوضع يبدو معوجاً، وتساهم في رفع الوعي لجميع المهتمين ... شكراً أستاذنا الكريم
من افضل مصادر الدخل هو استثمار الفوائض الماليه الهائله قبل تنفذ , مثل مافعلت ابو ظبي وقطر حيث يمثل العائد السنوي من مصدر الاستثمار اكثر من نصف دخلهم . فاين العقول الاستثماريه ؟؟؟ وليس الحل تخزين هذه الاموال اما ودائع في بنوك امريكيه وبريطانيه او شراء سندات امريكيه عائدها ضئيل جدا كما هو معمول الان .
سنبقى نحلم بتنويع مصادر الدخل حتى نستيقض ونحن في مؤخرة الركب . برجس يحلم بصناعة السيارات وغيرها من الصناعات التنافسية جدا وأقوله هذا من شبه المستحيل خاصة مع الثقافة السائدة عندنا ومخرجات التعليم وغير ذلك . الحل جلب المصنعين عندنا لدعم صناعات الابستريم مثل البتروكيماويات والمعادن والطاقة والخدمات والضرائب حتى لولم نملك قرشا فيها . وتوفير جل احتياجات البلد والمنقة منها وتصدير الباقي. كل الدول النامية تتنافس على جلب الصناعات لها . واحنا نحلم نسوي مصنع سيارات حتى اسمها ماعرفوا له (غزال). معقول مافي أحد فاهم الشغلة ذي. الهند أطلقت حملة اصنعوا في الهند make in India كازاخستان ...... الخ . غير كذا حنبقى نحلم بغزال !
سلام اخي برحس كيف يمكن لي مستثمر او مضارب يفيد وهو عاجز تماما وحساباته مجمده عند مبلغ بسيط فيزا قيمتها ١٥ الف تغلق اكثر من مائه مليون هذيه الحقيقه
ببساطة ودون لغو كلامٍ http://gulf.argaam.com/comment/repliestostatuscomment/commentid/249069
يمكن تعزيز اقتصادنا وتنويع مصادر الدخل 1- استغلال موقع السعودية تخيّل إقامة مصانع تجميع سيارات على ساحل البحر الأحمر أسواق أفريقيا كلها بالجوار شمالها وشرقها وجنوب شرقها.. 2- صناعات تحتاجها المنطقة مثلا قطع غيار سيارات بأنواعها .. لكثرة الطلب عليها محليا وإقليميا السوق قريب ما يكلف شحن مثل الصين والمكسيك 3- إقامة شراكة مع السودان ومصر لإقامة مشاريع زراعية وحيوانية وتطوير صناعات غذائية لإمداد 50 مليون نسمة في الخليج واليمن وملايين الحجاج والمعتمرين ..أتحدث عن مشاريع عالمية مثلا 50 شركة مثل المراعي. 4- استغلال مواسم الحج والعمرة وتطوير المشاعر لاستيعاب 10 ملايين حاج و50 مليون معتمر سنويا