اعـــــداء و لكن ...

09/03/2016 3
محمد مهدى عبدالنبي

"استأجر عدوا و ستكتشف انه اكثر ولاءا من الصديق ، لأن عليه ان يثبت الكثير"

هذا ما فعلته الولايات المتحده الامريكيه عندما رفعت العقوبات عن ايران بعد 36 عاما من القطيعه المعلنه والتواصل السرى فى توقيت يؤكد ذكاء صانع القرار الامريكى وسعة حيلته ، فمن الناحيه السياسيه فقد التهبت منطقه الشرق الاوسط بثورات وصراعات فى عدة دول فكان لابد من احداث توازن للقوى الخامله والمفقوده بتفعيل قوى على دكة الاحتياطى واشتباكها فى ملعب السياسه الدوليه بشكل معلن .. فهذة فرصة متوسطة الاجل لإحراز اهداف مدروسه فى مرمى الجانبين ... غير ان ايران تصدر لشعبها ( 80مليون نسمه ) فكرة الانتصار على القوى العالميه ليتسق ذلك مع الشعارات المعاديه للغرب التى رفعت لأكثر من ربع قرن مضى.

وعلى الجانب الاخر يضحك الغرب ضحكات سريه و يبتسم ابتسامات صفراء معلنه مبررها الاعلامى هو السلام العالمى و التعاون الدولى.

ومن الناحيه الاقتصاديه لرفع العقوبات عن ايران، فقد جاءت فى توقيت اقتصادى مؤلم فى اوائل عام 2016بأنهيار اسعار النفط دون 30$ للبرميل بعد كانت 125$ فى مايو 2008 وتضخم عضلات الدولار الامريكى ( الدولار = 30185 ريال ايرانى ) وانتشار الازمات الاقتصاديه فى دول جوار ايران وحلفائها الرسميين من الصين وروسيا ... معاناة اليوان الصينى وتدهور الروبل الروسى امام الدولار خير شاهد على ذلك.

 وامام هذا كله تم الافراج عن 100 مليار دولار من اصول ايران المجمده فى البنوك العالمية المركزيه لتبدأ ايران عمليات شراء واسعه لتحديث اسطول الطيران لديها بأكثر من 100 طائره AIRBUS و 40 طائرهITR هذا غير صفقات للسيارت ب 435 مليون دولار مع شركة بيجو الفرنسيه .. و صفقات مع ايطاليا تبلغ قيمتها18 مليار دولار .

واعادة نظام التحويلات الماليه العالميه SWIFT لتسعه بنوك ايرانيه ، و زيارات وزاريه لمجموعات اقتصاديه اوروبيه وصفقات اخرى فى الطريق ... غير سعى ايران لأستيراد السلع الاساسيه من دول العالم ... 

وبعد هذا الانفتاح الكبير فعلى ايران التزامات ضخمه تجاه النظام السياسى والاقتصادى العالمى فى الخمس سنوات المقبله .. وأن تلعب بالشروط الدوليه مباراه صعبه تتخلى فيها عند لهجتها الثوريه وتخفف فيها من حدتها السياسيه وتعيد تشكيلتها الاجتماعيه.

لكن الســــؤال هو الى اى مدى يمكن ذلك ؟!

هذا المدى يحكمه سياسيا تنازلات ايرانيه فى اتجاه التطبيع مع الغرب الذى رفع عقوبات تغير من اعراب ايران فى الجمله السياسيه من فاعل الى مفعول به وان ظهر على السطح غير ذلك.

هذا المدى يحكمه ايضا اقتصاديا تكلفة انتاج النفط الايرانى (12$ للبرميل (والتزامها برفع الانتاج المتواصل ليستقر النفط فى انخفاضه السعرى وتخمتة المعروضه لصالح امن مشروع الطاقه الامريكى فى المقام الاول.

وهكذا فليس هناك صديق للولايات المتحده يمكنه ان يضرب عشرة عصافير بحجر واحد مثل ايران ، وليس هناك افضل من عدو مستأجر مثل ايران التى بدأت فى اثبات الكثير من الولاء وستستمر حتى اشعار اخر .