ليست دعوة إلى الاقتراض لشراء المسكن، إنما هي محاولة لاستقراء توجهات حلول الإسكان التي نقرأها بتصريحات مسؤولي الوزارة، والتي يفترض أنها معنية مباشرة بإيجاد حلول تناسب كل الأطراف، وتهيئ البيئة المناسبة لصناعة عقارية ترفد الاقتصاد الوطني وتسهم بمعدلات نمو جيدة بالناتج المحلي الإجمالي.
وفي التحليل للواقع الحالي لما يطرح من حلول ومعالجات، لا نعني به من يمتلك المال الكافي لتملك السكن بل الشريحة الواسعة التي تنتظر الفرصة المناسبة.
بالسعر والمنتج السكني والتمويلي الذي لا يرهقها ويؤثر على مواجهة تكاليف المعيشة، ودور المستهلك المهم جداً بالنمو والنشاط الاقتصادي.
فاذا كانت الإحصاءات في أغلبها تتفق حول أن نسبة 60 % من الأسر السعودية تعد طالبة سكن حقيقي حالياً، بخلاف من سيدخل ضمن طالبي السكن مستقبلاً، فإن عدم تحقق طلبهم يعود لارتفاع الأسعار وعدم ملاءمة التمويل لهم من حيث تكاليفه واستقطاعه الباهظ من دخلهم، فإن المشكلة تنحصر في غلاء الأسعار، لأنه كلما زادت المبالغ المطلوبة لتمويل شراء السكن ولا تصل إلى مستويات الأسعار وتصطدم باقتطاعها لنسبة عالية من الدخل، فهذا يؤكد أن الحلول لم ترقَ إلى المعالجة الصحية بجانب العرض حتى تتراجع الأسعار، وتتنوع المنتجات السكنية.
فاستحقاق أكثر من 750 ألف أسرة بحسب ما اعتمد في برنامج الدعم السكني الذي أطلقته وزارة الإسكان منذ حوالي عامين يضاف لهم مئات الآلاف، لم يبت بوضعهم بالبرنامج، بخلاف القوائم الطويلة التي تنتظر دورها في صندوق التنمية العقاري، بما يعني أن أكثر من 1.3 مليون فرد أو أسرة على الأقل يعدون على قوائم طالبي السكن، وهو ما يفسر أن خطة وزارة الإسكان تستهدف بناء 1.5 مليون وحدة سكنية في السبع سنوات المقبلة.
واذا اعتبرنا أن متوسط القرض المطلوب يصل إلى 500 ألف ريال على الأقل كتمويل من مؤسسات التمويل العقاري التجارية، فهذا يعني أنهم محتاجون لتوفير ما لا يقل عن 650 مليار ريال، وفي ظل أن الإقراض سيكون على مراحل وسيتولد من الدفعات الشهرية من المقترضين فإن المبالغ التي يتطلبها السوق ستبقى كبيرة ولن تقل عن 200 مليار ريال بأضعف الاحتمالات، بخلاف ما سيدفعه صندوق التنمية العقاري، إضافة لبرنامج الدعم السكني، وبالتأكيد أيضاً احتياجات شركات التطوير العقاري للتمويل لبناء مشروعاتها، أي أن سوق الإقراض العقاري سيزداد بما لا يقل عن خمسة أضعاف القائم حالياً خلال سنوات قليلة لن تتخطى العشرة بأي حال، وقد يصل حجمه إلى قرابة 800 مليار ريال وهو رقم كبير كقفزة خلال مدة زمنية تعد قصيرة.
فلا يخفى عن السوق، أن نمو المعروض النقدي شهد تباطؤاً كبيراً في نموه العام الماضي عند 2.5 % بعد أن كان نموه يصل إلى 10 % بالسنوات السابقة، ويتوقع أن لا يتحسن كثيراً بسبب تراجع أسعار النفط.
ومع طرح السندات الحكومية واحتياجات التمويل للقطاع الخاص والأفراد، فإن التوسع بالتمويل سيشهد صعوبات بتلبية الطلبات، ومع توقعات استمرار رفع أسعارالفائدة على الدولار والتي ينتظر أن تصل إلى 3.5 % وسيتبعها خطوات مماثلة محليا، فإن هذه العوامل ستؤدي لارتفاع بتكاليف التمويل على المقترض النهائي بما قد يتخطى 5 % إلى مستوى 8 % مستقبلاً لبعض المقترضين بحسب ملاءتهم المالية وقطاعهم الوظيفي خصوصاً من يعملون بالقطاع الخاص.
وبالعودة إلى أن ما يقرأ من حلول الإسكان يصب بتضخيم التمويل، حيث تناقش الوزارة منذ فترة خفض نسبة اشتراط امتلاك المقترض لمبلغ يعادل 30 % من قيمة المسكن مما يعني زيادة الأعباء على طالبي السكن، أضافة إلى ما بدأ يُطرح من منتجات تمويل عقاري من بنوك ومؤسسات تمويل عقاري تسمح بأن يصل الاستقطاع إلى 65 % من الراتب، بشرط أن لا يقل الراتب عن 12000 ريال، أي سيبقى للمقترض 4200 ريال من دخله فقط لهذه الشريحة ولسنوات طويلة جداً قد تصل إلى 20 عاماً، وحتى مع العلاوات المحتملة، فسيبقى من دخله القليل ليواجه به تكاليف المعيشة الأساسية من مواد غذائية وفواتير خدمات ومتطلبات عديدة مما سيشل حركته تماماً ويلغي تأثيره بالاقتصاد، ويبدد أي خطوة سيقدم عليها للانفاق على تحسين أوضاعه، أو أي متطلبات ستواجهه مستقبلاً سواء بتعليم أبنائه أو امتلاك بعض الأساسيات كسيارة وغيرها مما لا يمكن الاستغناء عنه.
فما هي مقومات الحياة التي سيرزح تحتها، وهل تتوقع الجهة الممولة أو وزارة للإسكان أو مؤسسة النقد أن لا تزداد حالات التعثر؟!.
إن التوجه لمعالجة التمويل للأفراد لرفعه كي يتناسب مع قيمة المساكن الحالية، يعد خطأ كبير يجب التنبه له مبكرا إضافة إلى أنه قد يقابل بالرفض من الأفراد عندما تطرح عليه منتجات التمويل من القطاع الخاص ويرى بأنها ستاكل دخله، بما يعني أن المشكلة ستبقى قائمة بضعف نسب تملك السكن.
كما أن تصريحات وزير الإسكان عن عودة النشاط لسوق العقار خلال الشهور القليلة القادمة كونه يعاني من ركود حالياً، لم يُفهم منها في أي جانب ستعود، هل بحركة البناء والبيع على الخارطة، أو الضغط على التمويل للأفراد بزيادته للتملك؟..
فاذا كان التفسير الأخير هو المقصود فهذا يعني شراء أصول متضخمة عمليا حتى لو لم يتم الاعتراف بذلك من قبل الوزارة بأن الأسعار مرتفعة لأن «جمود السوق أكبر مجيب على ذلك».
كما ان ما اتضح من توجه في اليات تنفيذ نظام رسوم الاراضي البيضاء التي يبدو أنها ستنفذ بالمرحلة الأولى بطريقة تفرغه من محتواه وأهدافه، تعني أن عرض الأراضي لن يزداد، وهي أكبر مسبب لارتفاع الأسعار، وضعف فرص تملك السكن، أي أن الحلول ستبقى دون معالجة اقتصادية حقيقية تأخذ بعين الاعتبار الابعاد التي يجب تحقيقها لصناعة عقارية مستدامة يعد الفرد هو محورها وهو من سينجحها لأنه هو المشتري النهائي، فإذا لم يتوافق العرض مع إمكانياته فلن يقبل بتحميل نفسه ديوناً تثقل كاهله لعقود من الزمن.
إن جل ما يطرح من حلول يبدو أنه يتمحور حول خدمة شركات التطوير العقاري، فالمحفزات الموعودة ستريحهم وسيأخذون دوراً كبيراً وواسعاً بتوفير المنتجات السكنية، وبدعم ظهر منه بعض الإجراءات وآخرها تعهد الوزارة سواء مباشرة أو عبر صندوق التنمية العقاري بضمان 15 % من القروض التي يطلبونها من البنوك ومؤسسات التمويل، وهو تعهد غريب جداً إذ لا يفترض أن تحمل جهة حكومية نفسها التزامات وتدخل في متاهات من هذا النوع.
فمن ليس مؤهلا مالياً لا حاجة لمنحه فرصة أكبر من قدراته، وعلى الوزارة أن تترك السوق حراً بما يخص تمويل المطورين. فالبنوك أقدر على تقييم أوضاعهم وإمكانياتهم، كما أن أصرار الوزارة على معالجة دفعة 30 % مع مؤسسة النقد أيضاً هو في صالح المطور بنهاية المطاف، فإذا فرح الفرد المقترض بزيادة التمويل له فهو لن يكون سعيداً لسنوات طويلة وهو يسدد قيمة مسكن مبالغ بسعره ويقتطع جزءاً كبيراً من دخله.
وزارة الإسكان تعمل بزخم كبير، ولديها عدد ضخم من المستشارين، وقد لا تنظر إلى أي حلول تقدم من خارج الدوائر التي تعتمد عليها وهذا حقها وواجبها، ولكن بالمحصلة ستقاس الأعمال بالنتائج التي تظهر إيجابيتها بالسنوات القادمة على الاقتصاد الوطني والمجتمع وليس بالفترة الحالية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، في ظل كل ما تقوم به وزارة الإسكان ونقدر أنها تسعى لمعالجة ملف الإسكان بأسرع وقت ممكن، ما هي الحلول الفعلية العملية التي قدمتها وتحقق المعادلة للفرد وللأسرة بتملك سكن لا يقتطع أكثر من 30 % من الدخل، وبما لا يؤثر على معيشتهم والتزاماتهم إلى الآن؟.
نقلا عن الجزيرة
مقال ممتاز .. اهدي صوره من الى وزير الاسكان .. ليقرأه لعله يستفيد.
نشكر الكاتب على هذا المقال الرائع مايحدث في ملف الاسكان مخز والمواطن مل واصابه اليأس والاحباط والان تاتي المؤامرة بين وزارة الاسكان والبنوك لصالح تجار العقار بمباركة مؤسسة النقد نتمنى ان يدرك المجلس الاقتصاد ي خطورة مايحدث اذاعجزنا عن فرض الرسوم بشكل عاجل فكل مايطرح لافائدة منه
لا يتم فهم المشاكل الا باعادة المشاكل الى اصلها ... تم رصد ٢٥٠ مليار لبناء ٥٠٠ الف وحده سكنيه وهذا قبل خمس سنوات ... وفي بداية تشكيل وزارة الاسكان ايضا قبل خمس سنوات قامت الوزاره بجمع اكثر من ١٠٠ مليون متر مربع من الاراضي .... لو ( ولو تفتح عمل الشيطان ) ... اقول لو تم استقدام شركات عالميه متخصصه بالبناء ومتمرسه بهذا العمل لتم بناء حوالي ١٧٥ الف وحده سكنيه ( بعد ان يتم خصم ثلث ال ١٠٠ مليون متر للخدمات العامه مثل مدارس مساجد وخلافها ) تسليم مفتاح ويكون دور الوزاره دور اشرافي للتأكد من الالتزام بالمواصفات المتفق عليها .... لكن ماحدث هو ان الوزاره اضاعت اربع سنوات في دراسات وبحوث ووضع اليات الاستحقاق !!..لو تم توزيع ١٧٥ الف وحده سكنيه قبل سنه اوسنتين من الان لربما نزلت اسعار الاراضي والبيوت والاجارات بدون رسوم ... لكن مع الاسف ضاع الكثير من الوقت واصبحت الامور الان اصعب بسبب الوضع الاقتصادي الذي لا يخفى ...
فكوا احتكار الاراضى والامور راح تنظبط ان شاء الله او قوموا بانشاء ضواحى جديدة خارج النطاقات العمرانية المحتلة وراح تنحل الامور اما المحاولات المستميتة من قبل القائمين على الاسكان لتصريف ما يملكه كبار العقارين على الشعب بأسعار مرتفعة جدا وتحميل الناس اقساط طوال حياتهم الى ان يتوافاهم الله من اجل مصلحة القلة فهذا لايتناسب اطلاقا مع مايعلن عنه المسؤلين من قرب حل مشكلة الاسكان من الواضح ان وزارة الاسكان تعمل لمصلحة اصحاب الشيوك ومن على شاكلتهم
عند قرأه خطط التحول الوطني المزعومه خلال خمس سنوات وتعيين شخص لديه استعداد ان يضر كامل الشعب السعودي كوزير الاسكان من اجل كم هامور عقار محكتار الاراضي وليس عنده اي علم او عقل او منطق كي يصبح من اصحاب الثروات الفاحشه راح تعرف تماما ان بلدنا وزراء اوروبين او امريكان مخلصين لادارتنا ماهو تفرير شركات استشاريه معروفه ومكرره لجميع الدول الناميه
أتوقع ان أول خطوة بالاتجاه الصحيح في حل أزمة الاسكان هي نزع "نظرية المؤامرة" من عقول المواطنين .. يلي ذلك اقناع المواطن بأن له دور في حل الازمة لا ان يترك فيركن الى التواكل ثم يلقي كل شئ على عاتق الدولة و يعيش حياته هو كيفما اتفق بلا أهداف مستقبلية و بلا تخطيط .. اخيرا ان ترفع الدولة يدها تماما عن الاسكان و تدع المواطن على قدر اجتهاده يحصل على منزل فمن اجتهد و حصل على شقه فهذا باجتهاده و من حصل على منزل 500 متر فهذا باجتهاده و من حصل على 2000 متر فهذا باجتهاده و هذه سنة الله في كونه من يعمل يحصل على ما يوازي عمله .. اسال الله الرزق للجميع و اولهم انت يا سمي :)
بلدنا يحتاج وزراء اوروبين او امريكان تصحيح