للمستثمرين.. هذه الفأس ستكون في هذا الرأس

23/11/2015 3
خالد بن عبد العزيز العتيبي

أكبر المآسي التي تقع على المستثمرين ومنها مأسي الخسائر الكبيرة لأموالهم، تقع بسبب جهلهم بالمراكز المالية، وعدم معرفتهم بتفاصيلها، وإلا لتوخو الحذر ولما اشتروا أسهم شركات مساهمة مثقلة بالخسائر المتراكمة والديون، ومعرضة في أي وقت من الأوقات للتعليق والإبعاد عن سوق الأسهم.

قبل عشرة أيام تحديداً، ذكرت هنا أن العيب ليس في أسواق المال، بل في من لا يتعامل معها بكفاءة ومهارة، ولا يستطيع سبر أغوارها وكشف خباياها، وأيضاً في من يلهث وراء الإستراتيجيات الاستثمارية المعاكسة في البيع والشراء، وأن من يتعامل مع الأسواق المالية بعد فترات من التأهيل والتدريب واكتساب المهارات والممارسة والقراءة والاطلاع على كل جديد ستنمو مداركه ويزيد اطلاعه ويتخذ من خلالها القرار السليم وستنمو أرباحه.

وأشدد اليوم، على أن القرار السليم الذي يأتي مما ذكرت سابقاً لن ينمي الأرباح فحسب، بل سيختصر على المستثمر في سوق المال الطريق في مراحل كثيرة، ومنها مرحلة تلقية الخسائر ووقوعه في فخها، وهي المرحلة الأصعب التي كثيراً ما تنهي البعض من المستثمرين وتدفع بالبعض الآخر إلى توخي الوقوع في أخطاء مماثلة لما وقعوا بها والتحسب لأخطاء قد يرتكبونها وتكون كُلفتها باهضة.

ومن يشاهد هذا الاندفاع وراء أسهم الشركات المتراكمة خسائرها أو ممن يُطلَق عليها مجازاً في السوق الشركات المتعثرة سيقتنع بأن من يتسابقون للركض وراء النسب العليا أو حتى ما دون تلك النسب لهذا الشركات إنما يتسابقون دون وعي منهم وتحت تأثير أطماع وقتية قد تجلب لهم المعاناة مستقبلاً أكثر من الفرح والسرور، ولن يفيد الصراخ من الألم فيما لو وقع ما لا يحمد عقباه.

أجدها فرصة لأحذر المستثمرين الذين لم يقرؤوا أو لم يطلعوا بعد على كل جديد، وأذكرهم بأن نظام الشركات الجديد سيكون صارماً وبقوة مع الشركات المساهمة والمتداولة أسهمها في السوق التي تبلغ خسائرها أكثر من 50 بالمئة، ولن يكون رحيماً معها، وأتوقع بألا يكون لها أي وجود في سوق الأسهم مستقبلاً مع البدء بتطبيق نظام نظام الشركات الجديد.

كما أن النظام لن يكون رؤوفاً بالشركات التي تبلغ خسائرها 50 بالمئة؛ حيث أوضح من ضمن مادته بهذا الشأن أنه يجب أن تعقد الجمعية العمومية خلال 15 يوماً فور علم مجلس إدارة الشركة ببلوغ خسائر الشركة نصف رأس المال المدفوع.

وبلا شك فإن فأس تعليق الشركات المتراكمة خسائرها بأكثر من 50 بالمئة ستقع في رؤوس الأبرياء ممن لا يحذرون من مخاطر السوق المالية، والسوق بحاجة لتوضيح حول الإجراءات المتعلقة بهذا الشأن والذي أفصح عنها نظام الشركات الجديد الذي ألغى المادة السابقة في النظام القديم التي كانت تتعامل برأفة مع الشركات المساهمة التي تبلغ خسائرها أكثر من 50 بالمئة.

نقلا عن الرياض