راقبت الحملة التي شنت بلا هوادة على وزير الإسكان والتي اختلفت مواقف كثير من المثقفين والكتاب وقادة الرأي العام وأرباب المهنة حيالها.
في الدراسات السيسيولوجية تشكل مثل هذه المسألة أنبوب اختبار لـ «الحالة» الاجتماعية والثقافية والنفسية للمجتمع وتعكس بامتياز طبيعة ومكونات المزاج الشعبي الذي يعيشه.
هناك من شارك في هذه الحملة مؤيدا ومشاركا وهناك من وقف على الحياد مراقبا، وهناك من طرح رأيه معارضا بل معاكسا للتيار.
بين الجدل العقيم والبحث عن الحقيقة شعرة دقيقة فقط، فهناك من كانت مساهمته في هذه الحملة غير المسبوقة عن قناعة، وهناك من كانت له مآرب أخرى، وهناك من يعتقد ببساطة أن موقف المثقف التقليدي أن يكون دائما «ضد» وليس «مع».
على أية حال، خرجت من الحملة بجملة من الحقائق أولها أن أدوات التواصل الاجتماعي أصبحت قوة مؤثرة وجامحة في عملية التغيير الاجتماعي، وأنها نسفت بقايا النسق الإعلامي التقليدي القديم والذي كان -هو الآخر- عقبة كأداء في سبيل الوصول إلى الحقيقة.
الثانية أن الأطر الحاكمة للثقافة الإعلامية المتوارثة التي عادة ما تشكل وتصنع الحكم والانطباع العام على الناس والأشياء ذهبت في خبر كان وأن مسألة تكوين رأي عام إزاء قضية عامة أصبحت تطبخ في معامل أدوات التواصل الاجتماعي.
الثالثة أن الناس قابلون للانقياد مع أول تغريدة وتكوين رأي عام وسريع حول قضية ما على اعتبار أن القاع الاجتماعية خصبة جدا وتشكل منصة الانطلاق لهذه الحملات التي لا تزهر عادة إلا بسوء الظن بالآخر.
الرابعة أن القراءة السطحية للأحداث على حساب التحليل والتروي هي أفضل طريقة لتزوير الحقائق أحيانا أو التشويش عليها أحيانا أخرى.
نقلا عن عكاظ