الأسواق العالمية من المرجح أن تظل تحت الضغوط

17/11/2015 0
جميل أحمد

في أعقاب الأحداث المأساوية المفجعة التي شهدتها فرنسا مساء يوم الجمعة وبعد الخسائر التي تلتها في كافة الأسواق الناشئة ليلتها، تزيد التوقعات بأن الأسواق العامية ستظل تتعرض للضغط خلال التداول هذا الأسبوع.

ومن المرجح أن تؤثر الأحداث المفجعة التي شهدتها فرنسا تأثيرا سلبيا على معنويات المستثمرين وقد تؤدي إلى تشجيع المستثمرين على الامتناع عن المخاطرة بعض الشيء.

وكانت معنويات المستثمرين تجاه الأسواق العالمية قد تعرضت للاهتزاز في ختام الأسبوع الماضي، ومن المنتظر أن تزيد الأوضاع الأخيرة الأمر سوءا.

ومن بين الأسباب الأخرى التي تدعوني لتوقع افتتاح ضعيف للتداول هو أن سعر خام غرب تكساس الوسيط قد انخفض إلى أدنى مستوياته في شهرين في نهاية الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى الأنباء التي تم الإعلان عنها خلال وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين والتي أكدت أن الاقتصاد الياباني قد أصابه مزيدا من الانكماش.

ونظرا لزيادة شهية المستثمرين تجاه أصول الملاذ الآمن في أعقاب المأساة التي حدثت مساء الجمعة الماضية والتوقعات بأن انخفاض سعر النفط سيواصل الضغط على أسواق الأسهم، فإن أنباء تعرض اليابان لمزيد من الانكماش لم يتم تسعيره بشكل فعلي في الين الياباني. 

وبالتطلع إلى المفكرة الاقتصادية هذا الأسبوع، نجد أن أهم البيانات الاقتصادية التي ينتظرها المستثمرين هي محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الذي سيصدر مساء الأربعاء المقبل.

وفي أعقاب الارتفاع الأخير للتوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيقوم أخيرا بتنفيذ تعهده المتكرر بالبدء في رفع سعر الفائدة في اجتماعه القادم الذي سيعقد في شهر ديسمبر القادم، سيبحث المستثمرون عن مزيد من الوضوح بأن أعضاء اللجنة حريصين على رفع سعر الفائدة في ديسمبر.

خام غرب تكساس الوسيط ينخفض لأدنى مستوياته في شهرين 

هبط سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياته في شهرين عند 40.21 دولار متأثرا بالمزيج المستمر والقوي الذي يضم كلا من الدلائل المتكررة على وجود تخمة شديدة من المعروض النفطي في الأسواق جنبا إلى جنب مع تباطؤ الطلب على السلعة بسبب المخاوف العالمية.

وتبدو معنويات المستثمرين ضعيفة تجاه خام غرب تكساس الوسيط، وبالأخذ بعين الاعتبار أن جاذبية النفط محدودة في الوقت الحالي فإن هناك مخاطر بأن السعر سينخفض إلى أقل من 40 دولار.

وسيؤدي ذلك إلى إلقاء مزيد من الضغوط على أسواق الأسهم وإلحاق ضرر كبير بالعملات المرتبطة بهذه السلعة.

ولن يكون من قبيل المفاجأة بالنسبة لي أن أرى تعرض مؤشر فوتسي 100 لضغوط حيث إن المؤشر يرتبط ارتباطا قويا بأسهم التعدين والتي يمكن أن تتأثر تأثرا سلبيا بانخفاض سعر السلعة. 

ومن منظور التحليل الفني على الرسم البياني اليومي، يبدو أن خام غرب تكساس الوسيط قد أنهى نمط الرأس والكتفين المقلوب.

وقد انخفضت السلعة أيضا تحت خط الاتجاه السفلي وانخفضت معه السلعة نحو مستوى 40 دولار على النحو الذي أبرزناه في تقرير السوق هذا.

وعلى الرغم من أن كلا من مؤشر القوة النسبية ومؤشر ستوكاستيك يوضحان أن خام غرب تكساس الوسيط في وضع ذروة البيع، ربما ينظر المتداولين إلى التحرك نحو مستوى 40 دولار باعتباره عاملا مشجعا على الهجوم على السلعة مرة أخرى ودفع السعر للانخفاض مرة أخرى إلى الثلاثينات من الدولارات للبرميل الواحد.



انخفاض زوج اليورو/الدولار الأمريكي لأدنى مستوياته في ستة أشهر

إن عودة التناقض الصارخ بين المعنويات الاقتصادية والنقدية في كلا من الولايات المتحدة وأوروبا ما يزال يشجع البائعين على الهجوم على زوج اليورو/الدولار الأمريكي.

ويقع زوج اليورو/الدولار الأمريكي في الوقت الحالي قريبا جدا من أدنى مستوياته في ستة أشهر عند 1.0673 وفي ظل أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في أوروبا قد جاء أقل من التوقعات عندما تم الإعلان عنه في أواخر الأسبوع الماضي، من الصعب أن نتوقع ارتفاع زوج اليورو/الدولار الأمريكي.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن أن يرتفع زوج اليورو/الدولار الأمريكي مع بداية الأسبوع؟

حتى يحدث ذلك يجب أن يؤدي محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة والذي سيصدر في وقت لاحق هذا الأسبوع إلى ضعف كبير للدولار.

وبوجه عام، هناك اختلاف شاسع في المعنويات النقدية والاقتصادية، ومن المنتظر أن يؤدي هذا الاختلاف إلى أن يستمر زوج اليورو/الدولار الأمريكي معرضا للضغوط.

وهذا المزيج - الذي يضم عودة التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيقوم برفع سعر الفائدة في اجتماعه المقبل الذي سيعقد في الشهر القادم بالإضافة على تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي في أوروبا والمخاوف المستمرة بشأن ركود النمو مع التضخم المنخفض بدرجة خطيرة – يلقي بضغوط على البنك المركزي الأوروبي للجوء إلى مزيد من الحوافز، وهذا هو السبب في أن بعض المتداولين مازالوا يتفاءلون بأن الزوج من الممكن أن يصل لمستوى التعادل هذا العام.



زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي يحاول التعافي من الخسائر

نجح زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي في استعادة بعض الثبات بعد فترة من الانخفاض الشديد، ومع ذلك فإن الزوج يجد صعوبة الآن في الارتفاع فوق مستوى 1.53 على النحو الذي أوضحنه من قبل في تقرير السوق.

ويواجه زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي خطر فقدان الارتفاع الأخير في الزخم مع بداية أسبوع التداول الجديد.

وفي حين أن ذلك يمكن أن يحظى بتشجيع من فترة الإحجام عن المخاطرة في أعقاب الأحداث المأساوية والمفجعة التي شهدتها فرنسا إلا أن هناك أسبابا أخرى تدعوني لتوقع انخفاض الطلب على الجنيه الإسترليني.

فعلى سبيل المثال، أدلى كبير الاقتصاديين في البنك المركزي البريطاني أندي هالدين بتصريحات متشائمة عن الاقتصاد البريطاني في أواخر الأسبوع الماضي وهو الأمر الذي يمكن أن يضع جاذبية العملة للمستثمرين على المحك.

ولا يقتصر السبب في التأثير المحتمل لتصريحات هالدين المتشائمة على جاذبية العملة للمستثمرين، ولكن لآن موقف هالدين الواضح المعارض لرفع سعر الفائدة في بريطانيا قد تم استخدامه سريعا لتبرير وتأكيد إحجام أعضاء البنك المركزي البريطاني عن رفع سعر الفائدة.  

ستكون أحدث بيانات عن التضخم في بريطانيا هي أكبر المخاطر التي يواجهها الاقتصاد البريطاني هذا الأسبوع.

وفي ظل أن للبنك المركزي البريطاني على الدوام أراء صارمة تجاه التضخم، ستؤدي أي قراءة ضعيفة أخرى للتضخم إلى مزيد من التأجيل لتوقعات رفع سعر الفائدة البريطانية.

ومن منظور التحليل الفني على الرسم البياني، ما يزال يتم تداول السعر أسفل المتوسط المتحرك لمدة 50 و200 يوم ومن المرجح أن يشكل ذلك مقاومة قوية لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي إذا نجح الزوج في الارتفاع.

وكان مؤشر ستوكاستيك قد ارتفع الآن بعيدا عن منطقة ذروة البيع ويبدو الآن في وضع ذروة الشراء، وهو الأمر الذي يمكن أن يفسر لماذا من المرجح أن ينخفض زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي في بداية الأسبوع.



الأسواق الناشئة 

ما تزال المعنويات تجاه الأسواق الناشئة ضعيفة ومعرضة للضغوط الشديدة بسبب العوامل المتكررة الحدوث مثل التفاؤل بشأن رفع سعر الفائدة الأمريكية وانخفاض أسعار السلع وتصاعد الموقف بشأن دخول الاقتصاد الصيني في مرحلة من التراجع الاقتصادي العميق.

وفي ظل أن الاحتمالات تقف بشدة ضد الأسواق الناشئة وأن الكثير من الأسواق الناشئة تتأثر بتهديدات الانخفاض المستمر في أسعار السلعة فإنه من الصعب أن أكون متفائلا بأن المعنويات يمكن أن ترتفع في الوقت الحالي.    

وبصراحة شديدة، فإن زيادة المخاطر بأن سعر خام غرب تكساس الوسيط يمكن أن يتراجع تحت مستوى 40 دولار يعد من قبيل الأنباء غير السارة بل والخطيرة بالنسبة لعملة أي بلد يعتمد اقتصاده على تصدير هذه السلعة.

ويؤدي ذلك إلى إلحاق الضرر بالاقتصادات الناشئة بقدر أكبر من بقية البلدان لأن معظمها لا تتمتع بتنوع مصادر الدخل مثل اقتصادات البلدان المتقدمة، وأيضا لأنها تعتمد بشكل أكبر على تصدير السلعة. 

وفي ظل مزيد من الانخفاض الحاد في سعر خام غرب تكساس الوسيط واستمرار الضغوط بوجه عام في سوق السلعة، من المرجح أن يواصل الرينجت الماليزي انخفاضه إلى مستوى قياسي أمام الدولار الأمريكي .

فعدم قدرة العملة على الاستقرار على استعادة القوة الدافعة بالإضافة للتوقعات بارتفاع التضخم خلال الشهرين القادمين هي الأسباب التي تجعلني أتوخى الحذر من أن البنك المركزي الماليزي قد يقوم برفع سعر الفائدة في وقت ما في المستقبل.

ومن المتوقع أيضا أن تتخلى الروبية الاندونيسية عن قدر من التعافي الذي شهدته قوتها الدافعة بعد إعلان الحكومة عن مجموعة من الحزم الاقتصادية لإعادة التوازن للمعنويات على الصعيد الداخلي.

وتبدو سوق الأوراق المالية الاندونيسية هي الأخرى في خطر في أعقاب عودة الانخفاض في أسواق السلع.

وتزيد الآن فرص انخفاض النفط لمستوى قياسي آخر قبل نهاية العام، مما يعني أن الأسواق الناشئة ستظل معرضة لخطر تكبد مزيد من الخسائر.