السعودية تصدر الابتكارات قريبا

12/11/2015 2
م. برجس حمود البرجس

الجامعات والمدن التقنية والتكنولوجية في المملكة ينتهي دورها عند اكتمال فكرة القطاع أو الفرد وتحويلها إلى ابتكار بعد أعمال بحوث وتطوير وإثبات نجاحات، والقطاع الخاص في المملكة لن يخاطر في اقتحام أنشطة جديدة لم يعتدها من قبل، ويرى أن نسبة المخاطرة فيها عالية ويتخوف كثيراً من منافسة المستورد فقد يحتاج لاستثمارات عالية دون أرباح في السنوات الأولى والتي ترفع من نسبة المخاوف.

المملكة مثل أي دولة في العالم لديها شباب وشابات استطاعوا التقدم في الابتكارات وبناء الفكر وإن كان العدد قلة إلا أن هذا طبيعي في أي بلد في العالم، ولكن المعضلة الكبيرة أن هذه الابتكارات لم تتحول إلى منتجات.

يعزى ذلك إلى غياب أدوار وسيطة بين المبتكر والمصنع تعمل على تطوير الجانب التجاري والصناعي لتحويل الابتكارات إلى منتجات نهائية.

عملية تحويل الفكرة إلى منتج تبدأ من المبتكر الذي يكون تركيزه على الفكرة فقط، والمفترض أن تنتهي عند المصنع الذي يحتضن الفكرة ويطورها، ولكن مع الأسف الشركات في المملكة بعيدة كل البعد عن هذه الأعمال، وهنا تتكون الفجوة.

فدور الوسيط المفقود يفترض أن يلتقط الفكرة بعد نجاحها في المعامل من المبتكر ويعمل لها دراسة هندسية ودراسة جدوى اقتصادية بحيث تكون مهيأة وجاذبة للقطاع الخاص.

فالمنشآت التي يجب أن تلعب دور الوسيط عليها إجادة دراسة التسويق والاقتصاد وإدارة التصنيع وشبكة علاقات مع القطاعات الحكومية والعسكرية والخاص.

هذا الدور ليس جذابا للقطاع الخاص، حيث إنه جديد على الأسواق المحلية، ولذلك يجب أن تتبنى الدولة بداياته حتى يكتمل ويحقق نجاحات، ومن ثم يكون جاذبا للقطاع الخاص.

تعاني المملكة من مشكلة البطالة والوظائف غير المجدية وعدم تنويع مصادر الدخل، وأيضا تعاني من ارتفاع الواردات التي وصلت قيمتها إلى ٦٥٠ مليار ريال بعد أن كانت ١٥٠ مليار ريال قبل ١٠ سنوات.

وليس أمام المملكة مخرج من هذا المأزق إلا تحويل ابتكارات أبنائها وبناتها إلى منتجات يعمل على تصنيعها كثير من الكوادر البشرية.

طبعاً هذا يختلف كليا عن التعاون مع شركات أجنبية ليتم التصنيع في المملكة والتي لن تفي بجميع الأهداف المراد تحقيقها، فنحن لسنا تايلند ولا فيتنام ولا الصين التي تتميز بالعمالة الرخيصة.

عندما تقتحم المملكة الصناعات الحقيقية والمتقدمة ستكون أرباحها فقط من التصاميم، فالأيدي العاملة ليست رخيصة ولن نجني أرباحا من قسم التنفيذ، وأيضا لن نجني الأرباح من معدات التركيب "الروبتات"، فنحن لا نصنعها بل نستوردها من الخارج وهي تعمل على تقنيات متقدمة، وليس لدينا مواد تصنيعية غير الحديد والألومنيوم والبلاسيتك ولكن صناعتها محدودة، إذًا لن نستفيد من هذه الأقسام الثلاثة عدا تشغيل الكوادر السعودية ولو بدون أرباح من تلك الأقسام، وليس بالضرورة أن تكون هذه الأقسام ربحية ولكن الأهم تغطية تكاليفها.

يبقى القسم الأهم وهو التصميم والابتكار والتجارب والبحوث المتعلقة، فلدينا خياران إما أن نتشارك مع شركات أجنبية ولن نستفيد من الأرباح، وإما أن نعتمد على ابتكارات الكوادر السعودية، وهنا يأتي الربح الحقيقي.

لكي نوجز ما سبق ذكره، قيمة الفكر في المنتج هي من سيدر الأرباح وسيولد وظائف كثيرة في التصنيع.

الأجيال الجديدة منفتحة على العالم ولديها ابتكارات وأفكار، وتحتاج إلى بيئة حاضنة للفكر والتطوير، وإن لم يجدوا البيئة التي تساعدهم على تحويل تلك الابتكارات إلى منتجات فإنهم سيصدرونها للخارج وهم في منازلهم عن طريق الإنترنت، فالشركات المسوقة والوسيطة موجودة.

نقلا عن الوطن