مرض نظام الاقتصاد العالمي وأصبحت أوجاعه كثيرة ونوباته مستعصية والحلول باتت بعيدة المنال فينتقل من مشكلة إلى أخرى دون أن يستريح وتتغير الخرائط وتزداد المشاكل وتثبت التجربة أن أغلب الاقتصاديات الدولية، التي كانت مضرباً للمثل، ما هي إلا اقتصاديات هشة تحتاج إلى الجذر من أماكنها.
مما لا شك فيها أنه خلال الخمسين سنة الأخيرة قامت دول بإثبات نفسها على الساحة الاقتصادية وفرضت أمراً واقعاً انها دول اقتصادية عظمى ولكن في السنوات الماضية بدأت هذه الدول في الدخول شيئاً فشيء في مشاكل اقتصادية.
وتظهر هذه المشاكل في انخفاض معدلات النمو في الصين واليابان مثلاً وتأثيرها على حجم التجارة العالمي وتأثر أغلب الدول بهذا الانخفاض.
يعتقد الباحث الاقتصادي أن النظام سليم - على الرغم من وضعوا عناصره أناساً – فهل يكون سليما وأمراضه كثيرة ومستعصية.
لم تمر أكثر من سبع سنوات على الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالكثير وكانت كالفيضان الذي يجتاح الأرض المنحدرة؛ وأصبحنا على أبواب أزمة مالية جديدة تلوح في الأفاق؛ دول على وشك الافلاس وأسعار تتدنى وأسهم تخسر المليارات في ساعات.
وبالعودة إلى النفس وإلى ما قرء من أبحاثٍ وكتب ومقالات لكتاب عظام، فهل النظام حقاً سليما، ام نحتاج إلى رجلاً يخرج من حيث لا ندري ليكشف عن نظرياته وقواعده لتكون نظام اقتصادياً جديداً أقل مشاكل وأكثر تطوراً.