تحويل الرياض لمركز عالمي للسياحة العلاجية

09/07/2015 4
عبد العزيز الجميعة

بات من الواجب النظر في الإستفادة من حجم الطلب العالمي المتزايد بشكل سريع على السياحة العلاجية، وإعطاء أولوية قصوى لتوظيف المزايا التي تمتاز بها "العاصمة السعودية" في مجال الرعاية الصحية  -على المستوى المحلي والإقليمي- لصالح تعظيم مكانتها ودورها الريادي على المستوى الدولي ومسؤوليتها نحو المجتمع العالمي، وأيضا الدفع نحو إقتصاد المعرفة، وجلب مزيد من العملة الصعبة للدولة، وإستحداث وظائف ذات أجور ممتازة للمواطنين، لاسيما أن "مدينة الرياض" باتت اليوم المرجع الطبي الرئيس في المنطقة، ووجهة رئيسية مفضلة "للعلاج" يتقاطر إليها الزوار من الداخل والخارج، بالإضافة إلى أن قطاع الرعاية الصحية يعد من أسرع القطاعات نمواً وتوسعاً على مستوى العاصمة والمملكة والعالم أجمع.

إذاً لا مناص من إعادة تأهيل القطاع الصحي "العام" و"الخاص" بالكامل، وتبني أحدث السياسات، وتطبيق أعلى المعايير العالمية، وإجراء تطوير شامل لجميع المراكز والمستشفيات والمدن الطبية في مدينة الرياض، وتشديد الرقابة والجودة الشاملة عليها، بالإضافة تبسيط إجراءات الحصول على تأشيرة العلاج للسياح الأجانب وأيضا تأشيرة العمل للأطباء المتميزين، والحرص على العمل على تجويد الهواء والبيئة، والقضاء على المشاكل المرورية، "وإنشاء إستراتيجية عصرية للتعليم والأبحاث والصناعات الطبية والرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة والسياحة العلاجية، ووضع رؤية شاملة لتحويل (الرياض) إلى عاصمة الطب في الشرق الأوسط وإحدى أفضل الوجهات للسياحة العلاجية حول العالم، من خلال الشراكة بين الهيئة العليا لتطوير الرياض والجهات المعنية بالأمر".

ويجب على الهيئة العليا لتطوير الرياض بالشراكة مع وزارة الصحة والهيئة العامة للإستثمار تشجيع ودعم المستثمرين الأجانب لإقامة مصانع في الرياض تنتج المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية واللقاحات والأدوية ومستحضرات العناية والتجميل، وذلك من خلال تقديم جميع التسهيلات اللازمة وكافة الحوافز لهم، وتوفير البنية التحتية الشاملة والمتطورة.

وفضلاً عما ذكر في الأعلى يجب النظر في إنشاء "مدينة دولية متكاملة وخضراء للرعاية الصحية" وفق أحدث وأفضل المواصفات الدولية -على غرار مركز الملك عبدالله المالي- في إحدى ضواحي العاصمة، ويجب أن تصبح هذه المدينة مركزاً دولياً على مستوى متقدم ومتميز في المجالات الآتيه: 

التعليم والأبحاث والصناعات الطبية، المستشفيات والمراكز التي تركز على علاج الأمراض المستعصية والنادرة والأمراض النفسية والعقلية وإجراء عمليات التجميل وزراعة الشعر، وأيضا إقامة المعارض والمؤتمرات الطبية.

وينبغي للمدينة المقترحة أن تعمل على جذب سياح من جميع الجنسيات العالمية بغرض "التعليم" أو"العلاج".

وكما أن من المجزي أن تصبح "المدينة" منطقة حرة مستقلة إدارياً ومالياً وذات مساحة ضخمة، يتجمع فيها جميع مايتصل بالرعاية الصحية، وتقع بالقرب من المطار، ومرتبطة بمترو الرياض مباشرة، وتستقطب إستثمارات ضخمة ونوعية من قبل القطاع الخاص المحلي والعالمي، وإستثمارات من قبل القطاع العام، وتضم منتجعات وفنادق صحية، وينشئ فيها "مقر إقليمي رئيسي جديد" من قبل منظمة الصحة العالمية، خصوصا أن المملكة من أكبر الدول الداعمة لمنظمة الأمم المتحدة، وينبغي للدولة أن تهدف إلى المدينة أن تشتهر بأن "شركات الخدمات والصناعات الطبية المحلية" تتخذها كمقراً رئيسياً لها، ومقراً إقليمياً لعديد من الشركات المتعددة الجنسيات، وتقدم خدمات متميزة وخاصة في مجال التاكسي الجوي والإخلاء الطبي.

ومن المهم أيضاُ أن تضم المدينة جامعة حكومية ذات مستوى عالمي للدراسات العليا والأبحاث الطبية.

ويفترض أن تسمى المدينة باسم "مدينة الرياض العالمية للرعاية الصحية"، وذلك لتعزيز حضور أسم منصة إنطلاق تأسيس الدولة السعودية في أهم وأنبل الحضارات البشرية.

وأتمنى من وزارة الصحة وفي أسرع وقت، تطبيق التأمين الطبي على المواطنين وخصخصة جميع مراكزها ومستشفياتها ومدنها الطبية.