خبر التأمين الصحي على المواطنين من خلال موظفي القطاع الحكومي بات في دوامة وارجوحة بين الظهور تارة والخمود تارات اخرى ومع كل ظهور يستفيد بعض مضاربي سوق الاسهم من هذا الموسم " موسم ظهور الخبر وانتشاره بناء على تصريح مختصر يفسر حسب اهواء المستفيدين من انتشاره.
فعلى سبيل المثال لا الحصر قبل اربعة ايام صدر تصريح من وزارة الصحة بان نظام التأمين الصحي على المواطنين بات وشيك وقريب من حيز التنفيذ فقط مسألة اقراره من مجلس الوزراء ومن المتوقع ان يتم البدء به حيث صرح وزير الصحة وقال:
ان موضوع التأمين الصحي على المواطنين تعدى مرحلة الدراسة وبدأنا في البحث عن وسائل عملية في التمويل من الحكومة أو القطاع الخاص للمشاركة، ونتوقع البدء في التأمين على المواطنين خلال السنوات المقبلة.
لاحظ المدة المتوقعة " السنوات المقبلة" كم هي سنة، سنتين، خمس عشر، لم يتم التحديد.
هذا التصريح صدر يوم الثلاثاء الماضي وبكل تأكيد استفاد منه الكثير من المضاربين على اسهم بعض الشركات المستفيدة من تطبيق التأمين..!!
ولكن المثير ان وزارة الصحة صرحت اليوم عبر نفس الجريدة التي نشرت الخبر الاول بما ينفي قرب تطبيق التأمين الصحي على المواطنين وقالت:
علمت» المدينة» ان هناك 5 اسباب جوهرية تقضي بعدم تطبيق «التأمين الطبي «على المواطنين في الوقت الحالي تتضمن عدم توفر البنية الاساسية للقطاعات الصحية الخاصة، واستحالة خصخصة المستشفيات الحكومية التي ستقدم الخدمة، الى جانب تهرّب القطاع الخاص من المستشفيات الطرفية، ووجود مناطق لا تتوفر فيها خدمات صحية خاصة، بالاضافة الى عدم دراسة المشروع بشكل وافٍ حتى الان.
لاحظ الفرق الجذري بين الخبر الاول والثاني ففي الاول اكد ان الموضوع تعدى مرحلة الدراسة!!
وفي التصريح الثاني قال بان المشروع لم يدرس بشكل واف حتى الان..!!
كل من اتخذ قراراته بناء على التصريح الاول حتما سيصاب بالدهشة وربما الخسارة هذا الصباح.
الصحف -بالنسبة لي- ليست من مصادر المعلومات بل أداة للتأثير على الرأي العام ويتحكم بها اصحاب النفوذ والمال
لاحظ إن ثلاثة من أسهم المستشفيات ارتفعت اكثر من المؤشر .. هذا قد يدل أن الناس لايأخذون أخبار الصحف على محمل الجد