أرامكو كما عرَّفتها الزميلة رحاب أبو زيد في مجلة "القافلة" بأنها:
"قطرة من نفط تدير حركة التنمية والاقتصاد، ودُفعة من علم تشعل فتيل الفكر والإبداع".
ولقد وثقت أرامكو هذا التعريف منذ نشأتها لتوازن بحكمة فائقة بين مسؤوليتها كمزود عالمي آمن وموثوق للطاقة، ووطنيتها كشركة سعودية ترعى العلم والفكر والمعرفة، خاصة وأنها تعد اليوم رائدة الشركات الصناعية الدولية، وأكبر شركة بترول في العالم، إذ تتولى إدارة احتياطيات 267 مليار برميل من النفط و234 تريليون قدم مكعب من الغاز، ويعمل فيها 68 ألف موظف بنسبة سعودة تزيد عن 75%.
ولمن لا يعرف مسيرة أرامكو في مجال نشر المعرفة، عليه زيارة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، للتعرف على مبادراته الخلاقة في مجال إثراء الثقافة وتوطين الابتكار بما يتلاءم ولغة العصر والتطلع نحو المستقبل.
وإذ إن الثقافة تأتي رديفا للمعرفة والتنمية المستدامة، افتتحت أرامكو عام 1957 أول محطة تلفزيون عربية على مستوى الشرق الأوسط، لتكون الخطوة الأولى نحو تحفيز الفكر وإثراء العقل وترسيخ الوعي ونشر الثقافة والتعليم.
كما عمدت أرامكو إلى تأسيس "معرض الزيت"، الذي يتجول في مناطق المملكة بهدف التعريف بثروة الوطن الاستراتيجية، ليتحول عام 1987 إلى متحف خاص بصناعة الطاقة.
وفي العام الماضي قامت أرامكو بجسر الروابط الاجتماعية والثقافية، من خلال مشاركة الهيئة العامة للسياحة والآثار في تأسيس المعرض الدولي لروائع آثار المملكة الذي انطلق من العاصمة الأميركية، ليصبح أول معرض دولي شامل، يتناول نشأة المملكة الحديثة ويجمع آثارنا التاريخية، ويضم حوالى 320 قطعة أثرية مضى على بعضها آلاف السنين.
ولمن لا يعرف مسيرة أرامكو في مجال العلم والتعليم، عليه زيارة مدرسة الجبل في الظهران التي كانت أول مدرسة متكاملة تم إنشاؤها عام 1941.
وقامت أرامكو بحث موظفيها على الدراسة في هذه المدارس والتزود بالعلم ودراسة اللغة الإنجليزية والاختزال والطباعة والعلوم وإجراءات السلامة، من خلال صرف مكافآت للمثابرين منهم، وترقيتهم لدى تخرجهم بنجاح.
ولمن لا يعرف مسيرة أرامكو في مجال التدريب المهني، عليه التعرف على معهد الحرف العربية الذي بادرت أرامكو بافتتاحه في رأس تنورة عام 1949، ليصبح أول معهد سعودي للتدريب على مهارات العمل.
وفي يوم افتتاحه صدرت التعليمات لجميع دوائر الشركة بتخصيص ساعة واحدة في كل يوم عمل لتدريب الموظفين السعوديين في هذا المعهد الذي أسهم في رفع مستوى المهارات لأكثر من 12 ألف موظف سعودي على مدى السنوات الخمس التي أعقبت ذلك.
ولمن لا يعرف أرامكو في مجال الابتعاث الخارجي والبحث العلمي، عليه أن يطلع على برنامج تمويل ابتعاث الطلبة والموظفين السعوديين إلى أميركا الذي أنشأته أرامكو عام 1947، وبدأ بابتعاث أول 7 موظفين، ليكونوا طليعة الآلاف من السعوديين الذين حصلوا على درجات جامعية من أميركا بواسطة هذا البرنامج.
كما عليه زيارة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي شيدتها أرامكو في قرية "تول" وتم افتتاحها عام 2009، لتصبح اليوم واحدة من أعرق جامعات البحث والدراسات العليا في العالم.
وفي عام 2012 أطلقت أرامكو، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع مؤسسة "موهبة"، برنامج "اكتشِف" العلمي لإشراك المعلمين في التجربة العالمية، وتمكين الطلاب من اكتساب مهارات التفكير الإبداعي، مما أدى إلى إثراء المعرفة لدى أكثر من مليوني سعودي وسعودية، ونجح في تحقيق أهدافه. وينقسم البرنامج إلى مسارين:
الأول يختص بمسار "اكتشف العلوم" بالتعاون مع جامعة "بيركلي" بكاليفورنيا، والثاني يختص بمسار "اكتشف الرياضيات" بالتعاون مع فريق التدريب الأمريكي لأولمبياد الرياضيات.
ويسعى إلى تطوير مهارات التفكير الإبداعي وحل المسائل الرياضية عن طريق التشويق والتشجيع والتنافس.
ولمن لا يعرف أرامكو في مجال الاستثمار، عليه أن يقتنع أولا بمفهوم الاستثمار الحقيقي لدى أرامكو الذي يهدف إلى تنمية رأس المال البشري واقتصاد المعرفة كأساس من أسس التنمية المستدامة.
لذا خصصت أرامكو أكبر وأعلى برج في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وأطلقت عليه "برج المعرفة". وأطلقت برنامج "التعلم مدى الحياة" لأنه الوسيلة التي ستمكن الفرد السعودي ليكون عنصرا بنّاء في مجتمعه، فأصبح هذا البرنامج أداة من أدوات الوطن المتعددة التي تهدف إلى تأهيل المواطن السعودي لمجتمع المعرفة وتضمن تحقيق رؤية الوطن، الذي تطمح إليه أية دولة تعيش روح التحدي الحضاري العالمي.
وخصصت أرامكو الطوابق الخمسة في برج المعرفة لتكون مركز "التعلم مدى الحياة"، لتستوعب 1700 متعلم في اليوم الواحد.
ونظرا لضعف مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في توطين الوظائف، التي لا تتجاوز 25% من إجمالي الموارد البشرية على مستوى المملكة، ولا تتعدى 33% من الناتج المحلي الإجمالي، قامت أرامكو عام 2012 بتأسيس شركة مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال المحدودة "واعد"، بتمويل 750 مليون ريال للإسهام في تنمية وتمويل قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة في المملكة، التي تمثل 90% من مجمل الشركات السعودية.
وقبل 5 سنوات أطلقت أرامكو مشروع تنفيذ برنامج رأسمالي، قد يكون الأضخم من نوعه في تاريخ هذه الصناعة، لتكون النسبة الأكبر من استثمارات هذه البرنامج موجهة إلى قطاعات الغاز وتكرير النفط ونقله وتسويقه، لضمان استدامة هذه المصادر وتلبيتها لاحتياجات هذه الأجيال.
هنيئا للمجلس الأعلى الجديد لشركة أرامكو بالمزيد من التوفيق والنجاح.
نقلا عن الوطن
احترم شخصك واتحفظ على بعض ماكتبت و نقلت
لا خلاف على ما ذكر الكاتب عن أرامكو وإيجابياتها، غير أنه لم يتعرض لأي من سلبياتها، والتي جاءت في الغالب بعد مغادرة الإدارة الأمريكية عنها... المشكلة إن الناس لا يدركون أن نجاح أرامكو يأتي في المقام الأول والأخير في كونها تتحكم في أهم ثروة لدينا، وإن كثرة المال تزيل كثير من السلبيات بقدرة قادر.
الحمد لله اولا وأخيرا ان جعل رزقنا رغدا ويأتينا من كل مكان ونسأل الله عز وجل ان يلهمنا الشكر فبالشكر تدوم النعم ... الشئ الاخر ماذكره الأخ ( sharpshooter ) صحيح المال يغطي على كثير من السلبيات بل ينسيها !! ...تكلفة استخراج البرميل الواحد من البترول لدينا لا تتعدى الثلاث او الأربع دولارات ... غيرنا ينحت في الصخر لاستخراج برميل واحد بتكلفه تفوق الأربعين والخمسين دولار ويربح بعد هذا العناء بضعة دولارات !!
عزا الله ان الكاتب من جنب القدة. يمجد ايامآ ما في البلد غير ها الولد. اتعرف يا سيدي لماذا ارامكو برزت؟ لأنها محطة الوقود الوحيدة في قرية نائية. إنه عنصر المنافسة اعني غياب المنافسة.
شكرا وانت قلتها بالاضافة الى عنصر التدقيق وغياب المراقبة من الجهات الرسمية...
دعك من ارامكو الان ألست من قاد مفاوضات الانضمام لمنظمة التاجرة العالمية ؟ ما هي القيود التي فرضت وتسببت بسيل من دعاوى الاغراق ضد المنجات السعودية ؟ ولماذا عاد اللوم على فريقك في الوقت الحاضر بعد 10 سنوات من الانضمام للمنظمة ؟ ننتظر مقالك القادم بهذا الخصوص دمت بخير