عندما تستعرض بعض الشركات القائمة في الأسواق حاليا والتي تم تأسيسها خلال القرن الماضي تتعجب من قدرة هذه المنظمات على الصمود ومجابهة الكثير من الظروف الاقتصادية الصعبة خلال تاريخها.
دعني أثير دهشتك أكثر وأخبرك أن بعض الشركات اليابانية تم تأسيسها منذ ما يقارب الألف عام.
في اليابان حاليا ما يقارب السبع شركات المتواجدة في سوق العمل منذ أكثر من ألف عام بالإضافة لنحو ثلاثين شركة أسست قبل خمسمائة عام.
وعندما تتحدث عن شركة مثل surugaya للحلويات التي تم تأسيسها عام 1461 للميلاد فأنت بالتأكيد تستعرض تاريخ ارتبط بذاكرة الكثير من اليابانيين مع أسفك الشديد أن مثل تلك الشركة واجهت الإفلاس مؤخرا بسبب ضعف الين الذي انعكس على ارتفاع تكاليف المواد المستوردة.
وفي اعتقادي الشخصي أن مسؤولية حماية مثل تلك الشركات التي تحمل تاريخ وموروث بشري كبير تقع علينا جميعا. فأحد أهم الأسباب التي جعلت من تلك المنظمات تحافظ على نشاطها خلال تلك الفترة الطويلة من السنوات هو القدر الكبير من التاريخ المتراكم الذي يمكن الاستفادة منه من خلال الرجوع للتجارب والأحداث السابقة وكيفية التعامل معها.
ولأن الإدارات في تلك الشركات تسعى للاستدامة، فهي لا تحرص على تحقيق الثروة بشكل سريع دون خطة واضحة. وفي كل الأحوال فتلك الشركات دائما ما تضع الموظفين في مقدمة اهتماماتها فهم بمثابة القلب النابض للشركة والترابط بين الأسرة و الشركة يهدف لتحقيق السعادة والرخاء للموظف بشكل عام.
ليس هذا فحسب ولكن هناك قانون الأسرة الذي ينص على مبدأ الترابط صراحة.
إن اختيار الموظف الكفء بالمقام الأول أيضا عامل مهم فهو يسعى لتسليم الأمانة لمن بعده على الوجه الذي يساعده في إكمال المسيرة. وهذا الموظف هو القادر على إضافة قيمة حقيقية لكل عمل أو مهمة يقوم بها.
ولأن تلك الشركات أوجدت لتحيا وتستمر، فهي تسهم في كل نشاط يفيد الصالح العام.
وتطور وتبتكر باستمرار فلا تعيش فقط على نجاحات الماضي التي تحققت سابقا.
وأخيرا وليس آخرا فإن توريث القيم للأجيال التالية مبدأ أساسي في العمل هناك بحيث يتم التذكير بالإجراءات والمؤسسين وإسهاماتهم حتى تبقى شعلة العطاء مستمرة ومتوهجة في روح كل شخص ينظم لتلك المنظومة.