تفاجأ عدد من الموظفين السعوديين في إحدى شركات الاتصالات الكبرى في المملكة بقرار إنهاء عقودهم من العمل؛ بحجة «مصلحة العمل» ودمج عدد من الإدارات، وبعد إطلاعي على أحد خطابات إنهاء العقد المتداولة بين العديد في مواقع التواصل الاجتماعي، اتضح لي أن الشركة تعاني من مشاكل مالية كبيرة جداً قد تصل إلى مراحل خطرة على المستثمرين فيها؛ مما دعاها إلى التوجه إلى تقليص عدد من الموظفين بهذه الطريقة العشوائية.
التطورات في الأساليب الإدارية التي حصلت في السنوات الأخيرة، انعكست بشكل كبير على زيادة حدة المنافسة في الأسواق؛ مما تطلب الأمر إلى توجه العديد من الشركات إلى البحث عن كوادر بشرية مبدعة تمتلك أساليب إدارية لتخفيض التكاليف وتحسين جودة العمل، والطريقة المثلى لمواجهة الأزمة المالية لأي شركة هي زيادة الإنتاجية وإعادة هيكلة العمليات الداخلية؛ لتقليل التكاليف وليس تسريح العاملين.
ومن وجهة نظري، أن الشركة كان أمامها خيارات عديدة في تخفيض التكاليف، بدلاً من عمليات تسريح الموظفين عشوائيا، فعلى سبيل المثال: توجه الشركة لإنشاء نظام إدخاري داخلي لجميع موظفي الشركة، فهذا التوجه سيكون له أثر إيجابي كبير مادياً (بما أن الشركة لديها عدد كبير من الموظفين وأغلبهم برواتب عالية مقارنة بالسوق)، وسيساعد الشركة في تقليل الدوران الوظيفي الخارجي لموظفيها أثناء الأزمة.
ومن الأمثلة أيضا، لو طبقت الشركة نظرية (كايزن) على عملياتها الداخلية لكان قرارها في تسريح الموظفين مستبعدا.
السؤال هنا: ما هو ذنب من تم إنهاء عقده من الموظفين؟ وهل برنامج (ساند) سيحل المشكلة؟ وهل تتوقع الشركة بأن باقي موظفيها سيشعرون بقيمة الأمان الوظيفي ويعملون بإخلاص في الشركة أم أن وقتهم سيتركز في البحث عن وظائف أخرى أكثر أماناً من الوضع الحالي؟ وهل تتوقع إدارة الشركة بأن تخليها عن الموظفين لن يسمح لباقي الموظفين بالتخلي عنها في عز أزمتها؟
تسريح الموظفين توجه سيء جداً وسينعكس على الشركة مستقبلاً (إذا استمرت)، ويجب أن يعي مجلس إدارة الشركة بأن هذا التوجه سيكون له تأثير سلبي كبير في استقطاب أي كوادر بشرية مميزة مستقبلاً؛ لانعدام الثقة والأمان الوظيفي في الشركة.
وجهة نظري: أي شركة لا تستطيع زيادة إنتاجيتها / مبيعاتها وعمل توازن بين التكاليف والإيرادات فهذا دليل على ضعف إدارتها العليا ومن المفترض البدء في تسريح التنفيذيين فيها قبل الموظفين.
نقلا عن اليوم
كيف حكمت على تصرف الشركة بتسريح بعض موظفيها بأنه (عشوائى) !؟ هل أنت مع إحترامى أدرى بمصلحة الشركة من مدرائها ومسئوليها. فى وقتنا المعاصر أصبح الذى يحدد الحاجة لزيادة أو تخفيض القوى العاملة البشرية معايير معتمدة مبنية على دراسات وتجارب لا على رغبات وعواطف وإجتهادات شخصية.