ما ذكرته وكالة رويترز نقلا عن مندوبين لدى منظمة اوبك بأن هناك تحركا دبلوماسيا من ايران وفنزويلا لخفض انتاج النفط، لا يدل سوى على كارثية الوضع في هذه الدول التي لا يستوعب القائمون عليها ابجديات أسس ديناميكية تحرك الاسواق.
والتحرك والمطالبة بخفض انتاج النفط في هذه الظروف يعطي دلالة واضحة على الفشل في ادارة الشأن الداخلي في هاتين الدولتين. فنزويلا قامت بتأميم المصارف وشركات النفط الأجنبية ووصل بها الامر حد مضاعفة احتياطاتها النفطية بجرة قلم حتى اصبحت بين ليلة وضحاها صاحبة اعلى احتياطات نفطية في العالم، كما ولم توفر جهدا ولا طاقة في ايواء المنظمات الإرهابية وعصابات غسيل الاموال حتى اصبحت مأوى وملاذا لكل هارب من العدالة. ايران بالمثل، لا هم ولا شاغل لها سوى التدخل في شؤون دول جوارها والانفاق بسخاء على قنوات اثارة الفتن الطائفية، ودعم حركات التمرد الإرهابية. وبعد كل هذا تقوم هاتان الدولتان بتحركات دبلوماسية لخفض انتاج النفط، وكأنها تطالب الدول المنتجة بالانتحار الجماعي.
انخفاض اسعار النفط ليس نتيجة مؤامرة حيكت في ليل اظلم. بل هي نتاج ركود عميق يمر بالاقتصاد الدولي، كما ساهم في هذا الانخفاض التقدم التقني في استخراج النفط، والذي ادى الى اعادة الحياة في كثير من الحقول التي (ماتت) من زمن بعيد.
انخفاض النفط لم يكن سببا في يوم من الايام في المأساة التي يعيشها الشعبان الايراني والفنزويلي، انما السبب في ذلك يعود الى سياسة القائمين على هاتين الدولتين في حرق الاموال في الارهاب والدسائس وإثارة القلاقل والفتن.
وهذه السياسة انعكست الآن في وضع هاتين الدولتين اقتصاديا واجتماعيا، وستؤدي لا محاله الى انهيارهما مع الوقت. لم يستخدم ساسة هاتين الدولتين الفوائض المالية الناتجة عن ارتفاع اسعار النفط في التنمية الاقتصادية والعلمية والاجتماعية.
كما لم يسع القائمون على هاتين الدولتين الى العمل على شراكات اقتصادية مع دول جوارهم بل على العكس، سعوا الى حرق وتدمير كل حالة استقرار وتقدم.
وحقيقة سعي الدولتين الى اقناع دول اوبك في خفض الانتاج لا يثير سوى الشفقة على الشعب الايراني والفنزويلي الذي يرزح تحت حكم من لا يفقه ولا يستوعب عواقب مثل هذا العمل اقتصاديا على الدول المنتجة للبترول.
الدعوة لخفض انتاج النفط في هذه الظروف ليست مستغربة من مثل ايران وفنزويلا، الا انها تستغرب فعلا من غيرهما ممن لم يسلك مسلكهما.
اما التعامل مع الانخفاض فيجب ان ينعكس في جدية العمل التنموي سواء على مستوى التخطيط او التنفيذ.
فالتعليم ومكافحة الفساد وتطوير التشريعات الاقتصادية وتنويع القاعدة الاقتصادية لفك اعتمادها على النفط، وتشجيع جذب الاستثمارات الدولية خير ما يجابه به تقلبات الاسعار.
فالنفط سلعة اساسية ووقود لتحريك الآلة الاقتصادية، وليست مصدر دخل للحياة. واذا ارادت ايران وفنزويلا الانتحار، فليقوما بذلك وحديهما، وبعيدا عنا.
نقلا عن اليوم
أخي الكريم لا تنسى أنه يوجد عندنا هنا في السعودية بعض الخبراء يدعون لخفض الإنتاج كذلك. طبعا خفض الإنتاج يساعد كثير لوقف تراجع السعر لكن يجب أن يكون التخفيض من جميع المصدرين داخل أوبك و خارجها. عموما ليس من الواضح تماما أي طريقة هي الأنسب لرفع سعر النفط.