الاتجاه العام لاسواق الخليج والتحليل النفسى

12/01/2015 0
د. عصام الملا

يذكر علم النفس الاستثمارى كما ذكرنا سابقا ان المتعاملين فى الاسواق الماليه سوا ءكانوا مستثمرين او مضاربين ينظرون الى اعلى الاسعار على انها الاسعار التى يجب ان يرجعوا اليها ، فمثلا ينظرون الى سعر المائه دولار لبرميل النفط على انه السعر المرجعى الذى سيصل اليه البترول خلال الفترة القادمه يعزز ذلك ميل المتعاملين الى ما يؤكد لهم ذلك وهو خطأ سلوكى ونفسى يقع فيه المستثمرين والمتعاملين يسمى بخطأ التحيز لاراء المتعاملين ، فقد صرح بعض وزراء البترول الى ان سوق النفط سيعاود اسعاره الى اسعار الثمانين والمائه ، لكن التحليل الاساسى يظهر انه منذ هذه التصريحات عندما كان سعر البرميل يتجاوز الستين دولار انخفض سعر البرميل الى مادون الخمسين يوم امس الجمعه ، واتوقع ان يواصل البترول انخفاضه كى يصل خام برنت الى اقل من مستوى الاربعين دولارا .

اذن ماذا يتوقع اذا حدث ذلك ؟ بالتأكيد انخفاض فى الانفاق الحكومى وعجز مستمر لميزانيات دول الخليج وما سيؤديه ذلك الى شح فى السيوله يجعلنا نتذكر ايام التسعينات من القرن الماضى ، ويتوقع ان تواصل اسواق الاسهم الخليجيه انخفاضها واتوقع ان تصل الاسعار الى مستويات اقل من الحاليه بنسبة تتجاوز الثلاثين فى المائه

اذن ما الذى ينقذ الاسواق ؟ تصرفين بيد هيئات الاسواق الماليه الخليجيه اولهما ان يسمح بنظام الشورت سيليج والمعروف بالبيع على المكشوف يليى ذلك السماح للاجانب من مختلف دول العالم بدخول اسواق الاسهم الخليجيه ، لان الاجانب يستهدفون معدلات مطلوبه للعوائد تقل عن ما يطلبه الخليجيون بنسبه كبيره فلك ان تتخيل انهم يطلبون سته الى ثمانيه فى المائه معدلا للعائد لذا سيتم تقييم سهم مثل سابك مثلا وفى ظل هذه العوامل العامه السيئة بحوالى مائه وعشرين ريال لذا سيزداد الطلب على سابك حتى يصل الى مستوى مائه واربعين ريالا ، هذا مثال من عدة امثله ، والسماح بالبيع على المكشوف سيجعل الاجانب مشتاقين جدا ومتسرعين فى دخول السوق سيزداد قيمة التداول الى اكثر من خمسين مليار ريال تقريبا اى سيزيد التداول بمعدل اكثر من سته مرات معدلات التداول الحاليه خاصه اذا سمح بان يزداد هامش الاقراض مثل الاسواق العالميه وهو تصرف يجب ان يدرسه المسئولين عن  الانظمه الماليه والمصرفيه فى دول الخليج سواء كانت بنوك مركزيه او هيئات الاسواق الماليه .