خسائر بعضها فوق بعض!

25/12/2014 8
محمد أحمد الحساني

عندما حصلت كارثة سوق الأسهم في نهاية شهر يناير من عام 2006م حيث بلغت خسائر المساهمين مئات المليارات وتدهورت نقاط الأسهم إلى الحضيض بعد أن تجاوزت 21 ألف نقطة وأخذ بعض محللي الأسهم يبشرون بإمكانية وصولها إلى 30 ألف نقطة فإذا بها تصل إلى قاع الأرض، عندما حصل ذلك قال فصحاء سوق الأسهم والمال إن أسباب الانهيار تعود لعدة عوامل منها الإفراط في منح القروض البنكية للمواطنين المضاربين في السوق، وعدم وجود بنية تحتية لسوق الأسهم وأنظمة وضوابط محددة واضحة المعالم وإن وراء النقاط إلى ما يزيد على 21 ألف نقطة مضاربين كبارا وهوامير وسواطير ونواعير، وعدم وجود صناديق توازن صانع للسوق، مع أن صناديق التأمينات والتقاعد المدني والعسكري كانت تقوم بذلك الدور في حينه، وقد تقبل المساهمون ما لحق بهم من خسائر فادحة تعرض لها نحو ثلاثة ملايين مساهم دخلوا السوق وضاربوا فيه فمُني كل واحد منهم بخسائر ذهبت بـ80 في المائة من رأس ماله الذي دخل به السوق ولم يخرج سليماً أو كاسباً إلا أقل من خمسة في المائة من أولئك المساهمين الذين وصل بعضهم إلى فقدان عقله بسبب صدمته النفسية لاسيما الذين فقدوا كل رأس مالهم وتحملوا ديون بنوك قدمت لهم تسهيلات لمحافظ سُيِّلت من قبل تلك البنوك في اللحظة المناسبة عند حصول ذلك الانهيار العظيم الكبير.

وبعد سنوات من تلك الكارثة عاد مئات الآلاف من المساهمين ومعظمهم من «الصغار» الذين لديهم أموال بسيطة لا تكفي لتشغيلها في مجال العقار فرأوا في سوق الأسهم مجالا لتنمية أموالهم بعد أن قيل لهم عبر تصريحات المسؤولين في السوق والمحللين إن الأوضاع والأسواق أصبحت آمنة وإن عملية المساهمة تتم وفق ضوابط صارمة ومراقبة دقيقة لا تسمح بالتلاعب في أدنى صورة فكان أن صعد المؤشر إلى فوق 11 ألف نقطة وسط تفاؤل من المحللين بوصوله إلى 15 ألف نقطة فإذا بالسوق «تنهار» في يوم الثلاثاء الأسود حسب وصف من مُنوا بخسائر فادحة وبدأ «الهرج» وكان انخفاض سعر النفط هو الشماعة التي علقت عليها أخطاء السوق مع أن الانهيار حصل لأسهم شركات قوية ذات قواعد اقتصادية صلبة، كما أن قيام بعض البنوك بتسييل محافظها زاد من نسبة الهلع وحدة المضاربة حتى زادت الخسائر في يوم واحد على 100 مليار ريال، وكل ذلك جرى في ظل صمت مطبق من هيئة سوق المال ووزارة المالية حيث وجد المساهمون أنفسهم مكشوفين بلا حماية أو رعاية ولا أدري كيف سيقبل الأجانب على دخول سوق الأسهم مع بداية عام 2015م إذا كانت أحوال سوقنا بهذا المستوى من الفوضى والسوء؟

نقلا عن عكاظ