تحدث معالي وزراء اوبك برساله واحده خلال الايام الماضية مفادها انه لن يتم الدعوة لمؤتمر طارئ، وان اسعار النفط تشهد تعافياً تدريجياً خلال النصف الثاني من عام 2015، وانطلق في هذه السطور من هذه التصريحات لتكون المسارات واضحه خلال الاشهر القادمة على اسس مهنيه، خصوصاً مع كسر نفط خام برنت حاجز الخمسين وكثر الحديث حول امكانية اقتراب الاسعار من 40 دولار للبرميل.
وفي هذا الصعيد، تتوقع دراسة جديده للبيت الاستشاري سيرا، تعافي اسعار نفط خام برنت من 61 دولار للبرميل خلال الربع الثاني من عام 2015، الي 67 دولار للبرميل خلال الربع الثالث من عام 2015 شريطه اجواء تساعد على ذلك وهي الآتي؛ (1) الزيادة في انتاج النفط الامريكي تنخفض من 1.2 مليون برميل يومياً في عام 2014، الي 600 الف برميل يومياً في عام 2015، ثم 400 الف برميل يومياً، (2) اوبك تستمر في سياستها في ترك السعر يعيد التوازن في سوق النفط، (3) تعافي في معدل تنامي الطلب العالمي على النفط من 900 الف برميل يومياً في عام 2014، 1 مليون برميل يومياً في عام 2015، و 1.3 مليون برميل يومياً في عام 2016.
كما تبرز اهميه دراسة جديده لبنك مورغان ستانلي، والتي تتوقع اسعار النفط حول 53 دولار للبرميل لنفط خام برنت مع تعافي بطئ مع نهاية الربع الثاني من عام 2015، وسط اجواء تساعد على ذلك وهي الآتي؛ (1) تأثر محدود لهبوط اسعار النفط على معدل ارتفاع انتاج النفط الخام الامريكي، (2) تأثر مخيب للآمال في تحفيز الطلب العالمي نتيجة هبوط اسعار النفط، (3) يستمر اختلال ميزان الطلب والعرض في سوق النفط من دون توفر آليات لإعادة التوازن في سوق النفط، (4) استمرار تعزيز قيمة الدولار مقابل العملات، (5) ارتفاع انتاج النفط في كلاً من ليبيا، العراق، وايران، (6) استمرار دور غير فاعل لأوبك في السوق، وعموماً فإن ضعف اسعار النفط عند مستويات متدنية لا يمكن الا ان يكون لفتره قصيره ولكن تأثيراته على السوق على المدى الطويل تحمل مجازفة خطيره لأنها تعني تأخر مشاريع تطوير انتاج جديد للنفط تحتاجه السوق .
كذلك تتوقع دراسة جديده للبيت الاستشاري فاكتس غلوبل انرجي ، هبوط اسعار النفط في اتجاه الخمسين وادنى من ذلك خصوصاً في الاشهر الاولى من عام 2015 وسط اجواء تساعد على ذلك وهي الآتي؛ (1) امكانيه ارتفاع الفائض في سوق النفط ليفوق عن 2 مليون برميل يومياً خلال الربع الاول من عام 2015 ، (2) تزايد احتمالات بلوغ بناء المخزون النفطي الذروة في الربع الثاني من عام 2015، (3) الاستجابة لهبوط اسعار النفط لا تكون كافيه سواء من جهة الانتاج من خارج اوبك خصوصا خفض في الزيادة في انتاج النفط الصخري، ومن جهة الطلب على النفط فإن الزيادة في استهلاك الجازولين في الولايات المتحده الامريكيه.
وتشير الدراسة ان اجواء يبرز معها توقع اسعار باتجاه 80 دولار للبرميل تشمل؛ انتاج ليبيا يقل عن 200 الف برميل يوميا طوال عام 2015، تنامي انتاج النفط الامريكي يتوقف بل ويبدأ الانتاج بالانخفاض، عمليات تخريبيه في شمال العراق تؤدي الي تاثر انتاج النفط الخام من اقليم كردستان، ارتفاع الطلب العالمي على النفط ب 500 الف برميل يومياً اضافيه، التزام اوبك بشكل كامل بإنتاج السقف الانتاجي للنفط عند 30 مليون برميل يوميا من دون زياده خلال عام 2015.
ويتساءل العديد هل هناك من عوده لأسعار النفط الخام عند المائة دولار للبرميل، ولعل المراقب للتوقعات يخرج بنتيجة ان استمرار ضعف الطلب على نفط الاوبك بحيث لا يتجاوز 29 دولار للبرميل، في غياب أي تأثير لهبوط الاسعار، يعني اننا امام واقع جديد لأسعار النفط عند مستويات على الاقل حول 80 دولار للبرميل هي هنا، لتبقى لسنوات عديده في المستقبل، وهذا يعني ان الوقت مناسب جدا لتبني سياسات تنويع مصادر الاقتصاد لا بد من استغلالها واستثمارها.
هناك من يعتقد أنّ تشغيل مصافي في السعودية والامارات المتحده منذ النصف الثاني من عام 2014 وخلال النصف الثاني من عام 2015 بطاقه اجماليه 1.6 مليون برميل يومياً، يعني تحويل تلك الكميات الي منتجات بترولية، وهو ما يعني سحب تلك الكميه من السوق كنفط خام، ويرى البعض ان هذه اخبار جيده لتسويق النفط الخام، ولكن يجب ان لا نغفل ان انتاج المنتجات البترولية، له تأثير على السوق وعلى هوامش ارباح المصافي وعلى اسعار النفط الخام، وبالتالي تحويل النفط الخام الي منتجات بترولية لا يعني انفصال الارتباط بينهما.
مقال ثري بالمعلومات والتحليلات يعكس خبرات صاحبه الكبيرة