نشهد في هذه الأيام - ونحن على أعتاب عام 2015 - ظروفاً شبه مثالية فيما يتعلق بحركة التعاملات والاستثمار في الأسهم.
حيث تراجعت نسبة التضخم إلى أدنى مستوى لها منذ الثمانينات، وتبعتها كذلك أسعار الفائدة بينما ظلت الطاقة مستقرة نسبياً.
وهناك تصحيح بسيط على معدل التضخم، فالنفط اليوم بسعر 80 دولاراً للبرميل يعادل الأسعار من 20 إلى 40 دولاراً للبرميل في السبعينات.
ولقد تكون لدى المستثمرين شعور زائف بالأمان بسبب مستويات التقلب المنخفضة مما قد يؤدي إلى حدوث أكبر ارتباك في عام 2015.
فلقد أصبح محافظو البنوك المركزية أنفسهم قادة الحرب الاقتصادية التي بات الحل الوحيد فيها، الذي تمثل في عمليات تخفيض لقيمة العملة التنافسية، – عبارة عن مجرد تصدير للمشاكل إلى الخارج.
وليس هذا أفضل من حال اليابان بأي حال من الأحوال التي هُددت بالخروج عن السيطرة بعد إطلاق شينزو آبي لآخر قذيفة التي تمثلت في القذيفة المشعلة للتضخم.
قد يبدو أن اليابان اشترت الأسواق العالمية لنفسها لربع سنة أخرى أو ربعين من الحماية من هذا التضخم ولكن سيكون للعالم الحقيقي كلمته.
ولقد شاهدنا هذا بأنفسنا في أسبوع من الفوضى في شهر تشرين الأول/أكتوبر. وما لم تخدعني توقعاتي، فسنواجه صعوداً وهبوطاً متكرراً في عام 2015.
بينما ستظل الأصول الملموسة والإنتاج في انخفاض دائم طوال الوقت. وقد ساهم الاستثمار في النقود الورقية في إحداث زخم في رأس المال الإنتاجي خلال الفترة التي سيطر فيها مصففو الشعر والمصرفيون على المجتمعات. فنحن في طريقنا لخسارة فن التصنيع.
وفي الوقت ذاته يحدث تضاؤل لقوة الولايات المتحدة في المقام الأول بتعاظم قوة الصين، مما يتسبب في تصاعد التقلبات والحروب نتيجة لتغيير الترتيب الهرمي للقوى العُظمى.
لم تحدث مستجدات على الساحة مطلقاً، ولا تزال "التوقعات المثيرة" ممارسة تساعد في معرفة عشرات الأفكار المثيرة للجدل نسبياً والتي ليس لها صلة بفحوى المشكلة، وبالتالي فقد تقلب عالم استثماراتك رأساً على عقب. فمن خلال تخيل السيناريوهات والأحداث الأكثر سلبية، تُتاح لك فرصة أفضل لتخطي حالة الاضطراب، سواء كان إعساراً روسياً أو براكين تنشر الدمار، أو يتعلق بمعركة شبكة الإنترنت الفاصلة.
ولا نزال نحن فريق "ساكسو بنك" على قناعة بوجود مستويات تقلب عالية، وأنه يجب علينا التقدم خطوة نحو التغيير، في حين يرتكز تفكيرنا الكلي على خوض المعركة النهائية الفاصلة قبل أن نتمكن من الثقة في الأشخاص والأفكار والتعليم والتغيير مرة أخرى بدلاً من مجرد تقديم الوعود الجوفاء.
من المتوقع أن يكون عام 2015 صعباً إلا أنه من المحتمل أيضاً أن يكون العام الذي ننظر إليه فيما بعد على أنه أحلك الأوقات. ونتذكر في هذا الموقف مقولة ونستون تشرشل الشهيرة: “إذا كنت في وسط الجحيم فواصل التقدم حتى النهاية”.
1. انهيار قطاع الإسكان في المملكة المتحدة (مادس كوفود)
بينما كانت أسواق العقارات السكنية تنهار من جميع الجوانب في جميع أنحاء العالم في الفترة التي سبقت الركود العالمي، كان قطاع الإسكان في المملكة المتحدة متماسكًا نسبيًا.
وبالرغم من انخفاض الأسعار بنحو 20٪، فقد ساعد هذا الانخفاض في تعويض هذه الخسارة على المستوى الوطني، إلا أن الأسعار في لندن كانت ترتفع بمعدل جديد في كل مرة خلال هذا العام حتى وصلت إلى زيادة أكثر من 30٪ عما كانت عليه في ذروة فترة ما قبل الركود في عام 2007.
وبشكل عام، انتعش اقتصاد المملكة المتحدة بشكل أكثر روعة بسبب الركود العالمي عن الاقتصادات الرئيسية الأخرى، وكان ذلك ملحوظًا في القارة الأوروبية حيث لا تزال منطقة اليورو تسعى بقوة لتحقيق النمو. وبالمقارنة، توقف الناتج الاقتصادي في المملكة المتحدة عند نسبة 3.4٪ متجاوزًا فترة الذروة في 2007، وذلك بفضل ارتفاع أسعار العقارات السكنية.
ربما تكون المشكلة على وشك الانتهاء، ولكن هذا بالنسبة لملاك العقارات السكنية في المملكة المتحدة فقط. فليست مؤشرات تتبع أسعار العقارات السكنية هي التي تبدو في حالة أضعف مما كانت عليها في السنتين الماضيتين، بما فيها "ما تحقق من نجاح كبير" في لندن، ولكن هناك أسباب أخرى تدعو للخوف من انهيار وشيك في سوق العقارات السكنية في المملكة المتحدة.
يقترب بنك إنجلترا من أول معدل ارتفاع له منذ عام 2007، مما سيتسبب في إحداث ضغط متزايد على معدلات الرهن العقاري مما سيؤدي بدوره إلى تقويض تمويل قطاع الإسكان نتيجة لمعدل الأجور الضعيف.
وعلاوة على ذلك، قد يدفع الانتعاش السريع في أسعار العقارات السكنية إلى حدوث موجة بيع لها من قبل الأسر العادية التي لا تزال تكافح من أجل توفير نفقاتها، وخصوصًا في الأحياء المرتفعة الأسعار في لندن حيث تقل قدرة الأسر على تحمل التكاليف في ظل ارتفاع الأسعار، وحيث إنه نتيجة لتواصل ارتفاع الدين الخاص والعام فبالتالي تقل القدرة على المناورة التجارية في حالة انخفاض الأسعار.
ولذلك لدينا توقعات مثيرة تشير إلى احتمالية معاناة المملكة المتحدة من انهيار في قطاع الإسكان وهبوط في الأسعار يصل إلى 25٪ في عام 2015.
2. ارتفاع معدل التضخم في اليابان إلى 5% (مادس كوفود)
لا يحظى أي شخص بمزيد من الخبرة في التعامل مع مختلف خطط التيسير النقدي أكثر من الخبرة التي يتمتع بها بنك اليابان؛ ولكن برغم العقود العديدة التي مر بها البنك من تحقيق القليل من النجاح وصولاً إلى عدم تحقيق أي نجاح تمامًا، إلا أن البنك المركزي لا يزال يقاوم هذه المرحلة كالمدمن الذي يحتاج لمن يرعاه. فهو كالمدمن تمامًا يحتاج إلى المزيد للحفاظ على التأثير ذاته.
وكما هو متوقع بعد ذلك، فشلت خطة رئيس الوزراء "آبي" المالية المكونة من ثلاثة محاور في توفير كثير من متطلبات إنعاش الاقتصاد، حيث انخفضت توقعات النمو في الأعوام من 2014 إلى 2016 وبدأ التضخم في الانحدار مرة أخرى.
وفي الواقع سيتلقى رئيس الوزراء ضربة أخرى مع حلول الذكرى السنوية الأولى لارتفاع قيمة الضريبة المضافة في عام 2014، إضافة إلى التركيبة السكانية المتفاقمة والضغوط الانكماشية، والدخل الواقعي للأسر الذي يهبط تمامًا بالرغم من محدودية سوق العمل.
ووفقًا لتلك الظروف، تظهر لنا فرصة خارجية لارتفاع معدلات التضخم إلى 5٪ على الأقل في العام التالي في اليابان، وهذه النسبة دون ضم الارتفاع الثاني لضريبة القيمة المضافة إلى هذا السيناريو.
وستؤجج طباعة البنك المركزي الياباني المستمرة للأوراق المالية على نحو ودي، حيث ستصل نسبة الشراء وفقًا للمعدلات الحالية بواقع ما يقرب من 60٪ من أي إصدارات للسندات الحكومية الجديدة، ناهيك عن الأسهم والأصول الأخرى، أسعار الأصول وبالتالي ستزيد من ضغوط الأسعار.
يدفع التراجع المستمر للينّ مقابل العملات الرئيسية الأخرى، وخاصة الدولار الأمريكي واليورو، إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات الواردة من الدول الأجنبية، الأمر الذي سيزيد من معدلات التضخم خلال أرباع السنة المقبلة.
ولا يبدو أن هذا التراجع سينتهي نتيجة لعزوف المستثمرين الأجانب عن الأصول اليابانية في انتظار الحصول على مزيد من الحوافز النقدية، مما يمثل خطرًا متزايدًا آخر يسبب حدوث التضخم. ولذلك، فلدينا توقعات مثيرة تشير إلى ارتفاع معدل التضخم ليصل إلى 5٪ في اليابان في السنة المقبلة.
3. الصين تخفض قيمة اليوان بنسبة 20% (جون جي هاردي)
في ظل محاولات الصين الأخيرة لاحتواء الوضع الحالي لقطاع الإسكان المحلي وفقاعة الائتمان، ما لم تكن قد انفجرت بعد، فإنها ستبحث عن أي وسيلة ممكنة لتخفيف ضغوط الانكماش الهائلة التي يتسم بها هبوط أي دورة ائتمان.
كما تتفاقم الضغوط على الصين بشكل يتطلب منها العمل لما يقرب من ثلاث سنوات متتالية على معالجة الانكماش في أسعار المنتجين المدفوع بالطاقة الزائدة والمكثفة.
ولا تعني الارتفاعات القياسية في اليوان الصيني (من حيث قواعد التضخم المعدلة) شيئًا في هذه البيئة، خاصة في ظل ما تسجله جارتها اليابان في الوقت ذاته من أسعار صرف منخفضة (أيضا من حيث قواعد التضخم المعدلة اعتبارًا من منتصف تشرين الثاني/نوفمبر).
ولذلك فمن المتوقع تحرك الصين بسرعة وثبات في عام 2015 نحو خفض قيمة عملتها على مدار العام لتنضم إلى اليابان ودول أخرى في الكفاح العالمي لاستيراد التضخم. ويمثل ذلك بدايةً لسلسلة من عمليات تخفيض قيمة العملات الآسيوية والتعرض لخطر التجارة المعادية والعقوبات المالية مع اليابان.
4. انتهاء ولاية دراجي على البنك المركزي الأوروبي (ستين جاكوبسن)
لم يقترب أجل انتهاء رئاسة ماريو دراجي للبنك المركزي الأوروبي ولكن قد تكون فترة بقائه في منصبه كرئيسٍ للبنك المركزي الأوروبي محدودة إذا أصبحت موجة الضجيج والتسريبات الأخيرة هي الواقع الجديد في البنك المركزي. وربما بذل دراجي كل ما في وسعه، وهو ما اقتصر على مجرد "التحدث إلى السوق".
ويفترض بشكل عام أن الاقتصاد الأوروبي في الوقت الحالي قد أصبح ضعيفًا للغاية بحيث لا تتعدى التسهيلات الكمية التي يقدمها البنك المركزي الأوروبي كونها منحة. ولكن قد يضطر دراجي لترك الساحة بغية إنجاح هذا البرنامج من بدايته.
وإليكم النظرية المتوقعة في الغالب: انتهت فترة رئاسة دراجي، وبينما هو عائد إلى وطنه في إيطاليا، أراد الرئيس نابوليتانو أن يترك منصبه في موعد أقصاه حزيران/يونيو 2015. ويحتاج رئيس الوزراء رينزي الذي يدير حكومة الأقلية إلى شخصية مقبولة على نطاق أكثر اتساعًا لتحل محل الرئيس الطاعن في العمر حيث يحتاج البرلمان الإيطالي لدعم مرشح يحصل على أغلبية الثلثين.
وهل تكون المفاجأة الحقيقية في العام التالي أن يطلب رينزي ونابوليتانو من دراجي العودة إلى موطنه مرة أخرى لإنقاذ عملية الإصلاح وتأمين ولاية لفترة طويلة ليدفع أخيرًا بإيطاليا إلى طريق التقدم، وعلى الجانب الآخر يتولى ينس ويدمان رئاسة البنك المركزي الأوروبي على سبيل المبادلة وفقًا لما يراه كل من البنك الاتحادي الألماني/ألمانيا من السماح لبرنامج QE-light للمضي قدمًا تحت إشراف الرئيس الألماني، لا تحت إشراف عضوٍ من أعضاء كلوب ميد؟
فالسياسة هي فن تسوية الخلافات، وقد تكون هذه التسوية هي ما تحتاجه أوروبا تمامًا لاحتضان برنامج QE ولكنها جاءت في وقت متأخر، بل متأخر جدًا، ولكن كما يقولون في الأوساط الكلية، تخيل لو أننا لم نكن قد فعلنا ذلك.
5. روسيا تتعثر مجددًا (ستين جاكوبسن)
لا يزال لدى "ساكسو بنك" إيمان عميق بالوضع المحتمل في روسيا أن يدوم على المدى الطويل المتمثل في انخفاض أسعار النفط بنسبة 25٪ والصراع الدائر مع أوكرانيا بينما يتجه اقتصاد البلاد نحو الركود والعجز في الحساب الجاري حتى قبل توقيع العقوبات عليها.
أصبحت هذه المشكلات بمثابة حالة طوارئ يجب التعامل معها في أقرب وقت ممكن، ولم تبرز خطورة هذه المشاكل في أي شيء أفضل مما برزت في انخفاض الروبل بنسبة 40٪ (مقابل الدولار الأمريكي) هذا العام.
يمر الاقتصاد الروسي بعاصفة حقيقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا يمكن تخطي هذا الوضع إلا بدفع الشركات المملوكة للحكومة أو بدفع الحكومة نفسها عجلة هذا الاقتصاد بشكل متقن ليصل إلى حالته الطبيعية. قد يكون هذا جزءًا من التصعيد بين روسيا والاتحاد الأوروبي/الولايات المتحدة، وربما يكون ناتجًا عن عدم الحصول على التمويلات اللازمة.
فالشركات الروسية بحاجة لسداد ديون بواقع 134 مليار بين عام 2014 و نهاية عام 2015. ويتم دعم ذلك بالطبع باحتياطيات من العملة تبلغ 400 مليار دولار.
ورغم أن هذا قد يكلف روسيا بعض الوقت، إلا أن قانون روتنبرغ من (سداد الأموال الضائعة بسبب العقوبات لأصحاب الأعمال الروسيين)، إضافة إلى تدخل الروبل، وعجز الحساب الجاري الوارد، والعجز الكبير في الميزانية (نقص عائدات الضرائب والنفط)، وزيادة احتمالية عدم الحصول على تمويل من أسواق رأس المال، كل ذلك يعني أن مبلغ 400 مليار دولار هذا قد يتحول إلى تغطية المصروفات النثرية فقط.
تعاني روسيا فعليًا على المدى الطويل من القيم المخفضة في كل من الطاقة والتعدين وشركاتها وشعبها. ونتيجة لذلك، فإن ما يحتاجه مستقبل الدولة هو بدء عهد جديد (كما في عام 1998)، وهي بحاجة أيضًا للوصول إلى حل دبلوماسي بشأن الأزمة مع أوكرانيا.
6. عمليات القرصنة الإلكترونية تُدمر التسوق الإلكتروني (جون هاردي)
شهد العامان الماضيان تزايد نشاط القرصنة العدوانية على الشركات الكبرى – بداية من الحالات غير المؤذية نسبيًا، كاستهداف ملف كبير للصور الشخصية المشهورة في نظام iCloud الأساسي من أبل وانتهاءً بالقرصنة التي تستهدف كبار تجار التجزئة مثل Target وHome Depot الذين تم الكشف عن معلومات الملايين من معلومات بطاقات ائتمان العملاء لديهما.
وفي عام 2014، شهدنا أيضًا الاختراق القوي التي عانت منه شبكة JP Morgan لعدة أشهر قبل أن تعرف الشركة أن أنظمتها مخترقة.
وظهرت خمسة ملايين كلمة مرور لحسابات على Gmail على أحد المواقع الالكترونية الروسية. تتطلب مثل هذه الهجمات تعقيد استثنائيًا، بل وربما تكون حالة مدعومة نتيجة لاستخدام الولايات المتحدة العدواني والمتزايد للعقوبات المالية في مواجهاتها الجغرافية السياسية في جميع أنحاء العالم.
وفي عام 2015، من المتوقع أن تصبح الهجمات المخادعة الجديدة على أكبر الأطراف المشاركة في مجال التجارة الإلكترونية هي الصورة الأكثر انتشارًا وعدوانية.
عانى موقع Amazon.com من انخفاض بمعدل 50٪ من مغالاة فاضحة موجودة فعليًا، إضافة إلى تحول في اتجاهاته حيث إنه عانى من انخفاض في معدلات النمو حتى ولو لم يكن بالضرورة أحد الضحايا المباشرين للقرصنة نفسها، وذلك بالرغم من كونه أكبر متاجر البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية وأكبر طرف مشارك مكافح في الخدمات المعتمدة على الإنترنت.
7. ثوران البراكين يدمر المحاصيل الزراعية (جون جي هاردي)
في عام 2015، سيثور بركان بارداربونجا النشط بالفعل في آيسلندا، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى انبعاث المزيد من غازات ثاني أكسيد الكبريت السامّة بشكل غير مسبوق، والتي يمكن أن تغطي سماء أوروبا.
إن ثوران ذلك البركان سيسبب تغيّر أحوال الطقس، وسيقلل الإنتاج العالمي من الحبوب، وسيؤدي إلى زيادة أسعار الحبوب إلى الضعف.
ولحسن الحظ، فإن هذه الزيادة الحادة تحدث بشكل جزئي فقط بسبب الانخفاض الفعلي في عمليات حصد الحبوب، تلك الزيادة التي تحدث بسبب المخاوف من تداعيات هذا الحدث، حيث تسرع البلدان الأقل تأمينًا للأغذية نحو تخزين المؤن.
ولا يتحدث أحد عن بركان بارداربونجا في آيسلندا، رغم أن أكبر ثوران بركاني حدث في آخر 10 آلاف عام كان بسبب هذا البركان. ظل بارداربونجا يثور "بشكل هادئ" بدون توقف منذ نهاية آب/أغسطس، ولم يلق هذا الأمر اهتمامًا كبيرًا باستثناء عمليات التحليق بطائرات بدون طيار فوق المكان المحمي، حيث إن الثوران لا يكون في صورة انفجارات لكنه عبارة عن صخور منصهرة.
وحتى الآن، ومع وجود أكثر من كيلو متر مكعب من الحمم البركانية المتطايرة في الهواء، فإنه يُعد بالفعل أكبر ثوران للحمم البركانية في آيسلندا منذ حدوث تصدع لاكي بين عامي 1783 و1784، حيث قذف البركان ما يُقدَر بقيمة 14 كيلو مترًا مكعبًا من الحمم البركانية، كما غطى سماء أوروبا الغربية بانبعاثات ثاني أكسيد الكبريت السامة.
ومن الجدير بالملاحظة أن هذه الانبعاثات ربما تكون قد أسهمت في ضعف ناتج محاصيل القمح عبر أوروبا، وبالتالي فهي السبب في نقص الخبز الفرنسي، وهو الأمر الذي أشعل الأحداث التي أدت إلى تفجّر الثورة الفرنسية.
وحتى الآن، ظل الثوران مقتصرًا على حدوث صدع طويل كبير أو شق في الأرض، وهو ما تسبب في خروج النيران منه بالقرب من بارداربونجا ذاته في منطقة "هولورون" وتسبب في تكوين بحيرة حمم بركانية غطت مساحة تزيد عن 70 كيلو مترًا مربعًا في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر. يسبب الثوران انبعاث ثاني أكسيد الكبريت بكميات تزيد عن الانبعاثات الناتجة من الصناعة في البلدان الأوروبية بأكملها.
وفي الوقت ذاته، يتم تسجيل الانتشار الواسع للزلازل بشكل مستمر عبر فوهة البركان تحت النهر الجليدي الهائل لبارداربونجا ذاته، والذي يبلغ حوالي 80 كيلو مترًا مربعًا وهو ما يعادل مساحة جزيرة مانهاتن تقريبًا.
إن فوهة البركان تهدأ بشكل سريع وتهدد بحدوث انهيارات حيث تخرج الصخور البركانية المنصهرة خارج الشق الأرضي المجاور في منطقة "هولورون". يمكن أن يتسبب حدوث انهيار ما في حدوث مرحلة ثوران أكثر شدة وربما تحدث تغيرات مناخية خلال العام التالي أو خلال مدة تزيد عن ذلك.
8. عقود شراء الكاكاو المستقبلية تبلغ 5000 دولار أمريكي للطن (أولي إس هانسن)
الرهبة من الشوكولاته – من أكل جميع الشوكولاته؟
يتزايد الطلب العالمي على الشوكولاته حيث تتحول الاهتمامات الغربية نحو الشوكولاته وتزيد شهية الآسيويين إلى الشوكولاته التي بها بعض الزيادات حلوة الطعم وذلك في ظل النمو الاقتصادي الذي ينتقل بالكثير منهم إلى مصاف الطبقات المتوسطة.
تستمر الشهية للشوكولاته بين المستهلكين الصينيين في التزايد لكن الاستهلاك المقدّر لكل نسمة لا يزال عند نسبة 5% فقط مقارنة بالمستهلكين في أوروبا الغربية - وهي دلالة واضحة على أن الطلب لن يحيد عن التزايد خلال الأعوام القادمة.
فقد ساعد الإقبال المتزايد على الشوكولاته الداكنة بين المستهلكين العاديين في الولايات المتحدة وأوروبا في حدوث زيادة في الطلب. تحتوي الشوكولاته الداكنة على تركيز كاكاو بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بنسبة 10% فقط في قطعة الشوكولاته بالحليب في المتوسط.
يتطلب الطلب المتزايد زيادة الإنتاج، خصوصًا من أكبر المناطق نموًا في الإنتاج في العالم في غرب إفريقيا حيث تنتج غانا وساحل العاج ما يصل إلى 70% من الإنتاج العالمي. ومن الممكن زيادة إنتاج ساحل العاج، الذي حقق رقما قياسيًا العام الماضي، هذا العام؛ لكن على الرغم من هذه التوقعات، فإن عقود الكاكاو التجارية المستقبلية تدوم لمدة تقترب من خمس سنوات في المتوسط.
يعني ذلك أن تغيير هذا الوضع لا يتطلب الكثير من الجهد، وهي حقيقة تم تذكيرنا بها بقوة عندما تعرض المعروض من الكاكاو لاضطرابات في وقت سابق هذا العام بسبب المخاوف من انتشار فيروس الإيبولا.
ولكي تتم تلبية الطلب المتزايد ووقف عدم التوازن الآخذ في التنامي بين العرض والطلب، فإن منتجي الكاكاو يشترطون توفير أجواء مثالية تقريبًا لزيادة الإنتاج عامًا بعد عام.
وقد أدى ضعف الاستثمار في إفريقيا إلى شيخوخة الأشجار وعدم استبدالها بسرعة كافية وهذا الأمر، بالإضافة إلى الموقف المالي غير المستقر للعديد من صغار المزارعين، مما يجعل مكافحة الانتشار المنتظم لمرض القرن الأسود أمرًا صعبًا بسبب نقص المال اللازم للرش الدوري.
إننا نرى خطورة العقود المستقبلية الشهرية من الكاكاو والتي قد تبلغ 5000 دولار أمريكي للطن في بعض الأوقات خلال عام 2015. وهذا يمثل رقمًا قياسيًا جديدًا حيث قد يتجاوز الرقم القياسي السابق الذي يعادل 3775 دولارًا أمريكيًا للطن والذي كان في عام آذار/مارس 2011 إثر اندلاع الحرب الأهلية في ساحل العاج وهو ما تسبب في انقطاع الإمدادات.
9. انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي في عام 2017
من المحتمل فوز حزب الاستقلال في المملكة المتحدة بنسبة 25٪ من الأصوات في الانتخابات العامة البريطانية التي ستنعقد في 7 أيار/مايو 2015، ليصبح ثالث أكبر حزب في البرلمان بشكل استثنائي.
وبالرغم من ذلك، فبسبب تخلي المملكة المتحدة في المقام الأول عن النظام السابق، حيث كان يجب على أحد الأحزاب تصدر نتيجة الدائرة الانتخابية للفوز بالمقعد البرلماني الوحيد، جنى حزب الاستقلال فقط ثلث المقاعد على مستوى كل من المحافظين والعمال.
وبالرغم من ذلك فحزب الاستقلال في المملكة المتحدة، الذي كانت حملاته الانتخابية بشأن السياسة الحزبية المناهضة للاتحاد الأوروبي والمناهضة للهجرة، كان قد عادل ميزان القوى وسمح بانضمام ديفيد كاميرون من حزب المحافظين إلى حكومة ائتلافية.
لقد أصبح رئيس الحزب نايجل فاراجي نائب رئيس الوزراء، كما أن كاميرون يدعو إلى عقد الاستفتاء المخطط له حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في عام 2017. كما ارتفعت عوائد الذهب ارتفاعًا حادًا وذلك وفقًا لما أشارت إليه استطلاعات الرأي إلى أن غالبية الشعب البريطاني سيصوت على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي تمامًا في ظل وجود تلك الفرصة.
وهذا ما يعزز صحة توقعاتنا المثيرة بشأن مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي في عام 2017.
10. زيادة سندات الشركات إلى الضعف (بيتر جارني)
لم يكن هذا النمو في أوروبا بنفس قدر إجراءات البنك المركزي الأوروبي التي دفعت إلى انخفاض عائدات سندات الشركات في أوروبا. فلقد انخفض العائد على مستوى سندات الشركات غير الاستثمارية بشكل ملحوظ منذ فترة الأوج الذي بلغه في الربع الرابع من عام 2011.
وكمثال على ذلك، انخفضت عائدات البنك الملكي الأسكتلندي على قسيمته الثانوية المقومة باليورو بنسبة 6.934٪ والمستحقة في نيسان/إبريل 2018 من 13.6٪ في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 إلى 2.2٪ في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2014. ونتيجة لذلك، زادت سندات الشركات غير الاستثمارية بنسبة 46٪ على أساس إجمالي العائد عن أدنى نسبة وصلت إليها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2011 أو نسبة 13٪ على أساس سنوي.
ومع ذلك، توشك فترة تمتع الحزب بمعدلات الائتمان العالية على الانتهاء حيث فشلت سياسات البنك المركزي الأوروبي الجديدة في تحقيق النمو لاستحالة تعويض السياسات النقدية لنقص النمو في القطاع الخاص.
ومن المتوقع أن يتسبب النمو الاقتصادي في التقليل من دفع المستثمرين بشكل متكرر للتساؤل عن السياسات العامة. فبينما تحافظ البنوك المركزية على سيادتها وعدم السماح بعوائد "الأوراق المالية المدعومة بأصول"، فلن يكون البنك المركزي الأوروبي المنقذ في سندات الشركات الأوروبية غير الاستثمارية حيث لا يدخل هذا في اختصاصاته، وبالتالي لن يسمح له البنك الاتحادي الألماني بكل بساطة بذلك.
وفي ضوء هذه الاتجاهات من التخبط في مؤشرات العوائد العالية في عام 2015، فسيُترك المستثمرون بمفردهم لمواجهة انخفاض السيولة وغلو الأسعار للخروج من هذه المواقف.
ونتيجة للفشل في نهاية المطاف في الائتمانات ذات العائد المرتفع فستضرب موجات الأزمات مرة أخرى أسس الاقتصاد الأوروبي الضعيف.
وبينما يعد اشتمال "مؤشر ماركِت آي تراكس أوروبا كروس أوفر" على 75 مقايضة عجز ائتماني متساوية بشأن كيانات الشركات الأوروبية غير الاستثمارية الأكثر سيولة أفضل ما يعكس صحة قطاع سندات الشركات الأوروبية. وبالتالي فسيكون هذا المؤشر المقياس الذي نعتمد عليه لقياس التنمية في سندات الشركات الأوروبية غير الاستثمارية.
يتداول المؤشر فيما يقرب من حوالي 350 نقطة أساسية وتشير توقعاتنا المثيرة إلى انفجار المؤشر إلى 700 نقطة أساس على الأقل حيث يسعى المستثمرون للخروج منه.