قمت في المقال السابق بالإشارة للعوامل الرئيسية التي تؤثر في دورية منتجات البتروكيماويات وللمزيد من إلقاء الضوء على هذا الجانب سأقوم بالإشارة إلى بعض التطورات في السنوات الـ 15 الأخيرة وكيف ألقت العوامل الثلاثة الموضحة في مقالي السابق بآثارها على حركة الطلب والعرض والاسعار للمنتجات البتروكيماوية...
لا بأس في البداية من إعادة سرد العوامل الثلاثة وهي، 1. الأوضاع الاقتصادية العالمية، 2. الطاقات الإنتاجية، 3. أسعار اللقيم ....
يتضمن هذا الجدول نظرة تاريخية للأثر الذي تحدثه هذه العوامل على الصناعة، واذكر القراء اني أعتمدت على الذاكرة في إنشاء هذا الجدول وذلك لفقدي ارشيف المعلومات الذي كنت احتفظ به ويحتمل ان تكون قد خانتني الذاكرة قليلا في بعض الأحداث:
من السرد التاريخي أعلاه يتضح أن عملية ربط دورة البتروكيماويات بعامل واحد فقط من العوامل المؤثرة يبقى قاصرا عن ايضاح الصورة الكبيرة للدورات ويجب الربط بين العوامل الثلاثة كلها..
كذلك يمكن القول أن الدورات لاتتشابه (يمكن أن نعود لتواريخ اقدم لتوضيح ذلك لولا الاختصار) حيث أن الدورة الأخيرة للصناعة بموجتيها الركود والصعود استغرقت زهاء 10 سنوات كاملة منذ 1998 وحتى 2008 نصفها ركود ونصفها انتعاش وليس من المتوقع تكرار ذلك بسبب الأحداث الاستثنائية التي حدثت خلال تلك الفترة من الأزمة الاسيوية ثم انهيار فقاعة الأسهم الامريكية ثم احداث سبتمبر إلى صعود الاقتصاد الصيني وسوق العقارات الامريكي ثم أخيرا الازمة المالية العالمية..
كما تلاحظون فإني اوقفت هذا السرد التاريخي عند تاريخ يونيو 2009 أي قبل 8 أشهر من الآن وخلال الأشهر الثمانية الماضية حصل تحسن معتبر في الاسعار والطلب ولكن هذه الفترة لا تعد كافية للحكم على الإتجاهات المستقبلية بسبب الظروف الاستثنائية التي اكتنفت الصناعة خلال العامين الماضيين وسرعة التغيرات المصاحبة لها ..
ممتاز .. هنا لا يوجد للنفط أي عامل مؤثر سلبا ً أو ايجابا على اسعار البتروكمياويات وهذا اللغط الذي يجب أن ينتهي وللأبد في المقارنة بين اسعار النفط والبتروكمياويات سواء في المنتديات أو الجرائد او أي وسيلة اعلامية أخرى وعجبتني النقطة الأخيرة التي تكلمت عنها وهي " كما تلاحظون فإني اوقفت هذا السرد التاريخي عند تاريخ يونيو 2009 أي قبل 8 أشهر من الآن وخلال الأشهر الثمانية الماضية حصل تحسن معتبر في الاسعار والطلب ولكن هذه الفترة لا تعد كافية للحكم على الإتجاهات المستقبلية بسبب الظروف الاستثنائية التي اكتنفت الصناعة خلال العامين الماضيين وسرعة التغيرات المصاحبة لها .. " وكأنك تلمح أن هذا الارتفاع لايعد فيه ويجب الانتباه لعاملين : 1- وضع الاقتصاد العالمي 2- الطاقات الانتاجية المتوقع دخولها السوق خلال ال 3 سنوات القادمة اتمنى تعلق وتعطينا رأيك في هذه النقطة .. ؟؟ --------------------------------------------------------------------------------- سؤالين .. خارج الموضوع ^ _ ^ - هل اشتريت اسهم أمريكية منتصف التسعينات ( سيسكو - مايكرسوفت او غيرهم ) ..؟؟ - هل لديك اهتمام بالأسهم الخليجية سواء في الامارات - قطر - البحرين - الكويت ؟؟؟ ولك جزيل الشكر وخالص التقدير
د.أحمد..السلام عليكم... عرض ممتاز ، موفق وشيق ، ولكن يبدو لي بأن السنوات العجاف هي أكثر من السمان...فسؤالي،لماذا تكالب شركاتنا على هذه التوسعات والإستحواذات الهائلة؟ أليس الأجدى لهذه الشركات التركيزعلى تسويق الموجود ؟؟ وشكرا...
يعطيك العافية ..
القطاع غير مغري للاستثمار على المدى الطويل يوجد قطاعات افضل ثباتا في الربحيه ولا يخضع لدورات اقتصاديه كالقطاع الغذاءي مثلا خصوصا تلك التي يصاحبها نمو وتوسع سنوي .
مشكور د.احمد على هذه التوضيحات والتفسيرات واتمنى لك التوفيق
الأخ محمد ... هناك اربع حالات: الحالة الأولى: أن تكون الطاقات الانتاجية محدودة ولا تفي بالطلب كما حدث في منتصف التسعينات (وكما حدث لمواد محدودة في السنوات الخمس الماضية) فهنا سترتفع أسعار منتجات البتروكيماويات بشكل كبير حتى لو كان سعر النفط دولار واحد أو 100 دولار... الحالة الثانية: أن يكون هناك طاقات انتاجية تفوق الطلب (عادة بسبب ركود اقتصاد حاد) فإن حرب الأسعار ستؤدي الى انخفاض أسعار البتروكيماويات حتى لو كان النفط بـ 200 دولار ويمكن الاستشهاد بما حصل اثناء الصدمة النفطية الأولى (1973 - 1977) حين ارتفعت اسعار النفط بحوالي 5 مرات في الوقت الذي انهارت فيه اسعار البتروكيماويات الحالة الثالثة: أن يكون الطلب والعرض متوازنين ففي هذه الحالة يكون العامل المرجح لاتجاه الاسعار هو أسعار الغاز الطبيعي بالدرجة الأولى واسعار النافتا التي تتبع أسعار النفط بالدرجة الثانية في مناطق مثل أمريكا الشمالية... وأسعار النافتا بالدرجة الأولى والغاز بالدرجة الثانية في مناطق مثل شرق آسيا.. وخلال الأعوام السبعة الماضية كان الطلب والعرض لمعظم المواد متوازنا (مع استثناءات قليلة مثل البنزين في عام 2005 والميثانول في عام 2007 والجلايكول في عام 2008 ...الخ) ... وفي نفس الوقت كانت اسعار الغاز الطبيعي واسعار النفط مترابطة إلى حد كبير (كلها ترتفع في نفس الوقت) .. لذلك ومن باب المجاز وتبسيط الامور نقول انه اذا ارتفع النفط ترتفع البتروكيماويات ورغم ان ذلك غير دقيق لكنه يفي بالغرض بالنسبة للمستثمر.. الحالة الرابعة: أن تكون العوامل التي تدفع أسعار البتروكيماويات والسلع عموما هي نفس العوامل التي تدفع اسعار النفط وهنا لايهم كثيرا مدى الترابط والمهم انه نفس العوامل التي تدفعهما... مثلا اسعار الحديد والنحاس والبتروكيماويات والنفط كانت ترتفع في الاعوام 2006 - 2008 بسبب الطلب الصيني القوي على جميع السلع المعادن والبتروكيماويات والنفط ولذلك كانت أسعار السلع وكأنها منظومة واحدة لا فرق بينها...
شكرا د. احمد من الذاكره كذلك, ان سابك حققت اعلى أرباح في تاريخها وذلك في عام 1996. وكانت أكثر من 6 مليارات ريال,ثم بدأت الارباح في التراجع لتصل الى حدود 1300 مليون ريال, في عام 2002, ثم بدأت في الصعود مره أخرى لتصل الى حوالي 27 مليار ريال في عام 2007, ثم بدأت مره أخرى في التراجع لتصل الى 9 مليار ريال في عام 2009, والبوادر لعام 2010 ان تتجاوز المحقق في العام الماضي(( ولو انه من المبكر الجزم بذلك والسنه لم يمض منها الا اقل من شهرين ))
بالنسبة للجملة الأخيرة: "كما تلاحظون فإني اوقفت هذا السرد التاريخي عند تاريخ يونيو 2009 أي قبل 8 أشهر من الآن وخلال الأشهر الثمانية الماضية حصل تحسن معتبر في الاسعار والطلب ولكن هذه الفترة لا تعد كافية للحكم على الإتجاهات المستقبلية بسبب الظروف الاستثنائية التي اكتنفت الصناعة خلال العامين الماضيين وسرعة التغيرات المصاحبة لها .. ” فما اقصده هو أن صناعة البتروكيماويات على وشك ان تدخل عصر جديد مختلف لم يعد فيه التنبؤء سهلا كما كان الحال عليه خلال الـ 20 سنة الماضية والسبب هو انتقال مركز الثقل للصناعة تدريجيا ألى مناطق جديدة من ضمنها الخليج وايران والشرق الاوسط، كما ينتقل مركز الاستهلاك تدريجيا الى الصين وآسيا ولذلك فإن موضوع التنبؤ أصبح أكثر تعقيدا من ذي قبل... وساضرب مثالا واحدا فقط ففي عام 1990 مثلا (غزو الكويت) لم تعير صناعة البتروكيماويات هذا الحدث اي اهتمام بسبب ان انتاج المنطقة كان محدودا آنذاك ولكن خلال السنوات الخمس القادمة سيتغير الوضع بالكلية فالمنطقة أصبحت وستصبح مركزا هاما للصناعة وحدث مثل ذلك سيغير الأمور راسا على عقب... أيضا أصبحت الصين اكبر مستورد للبتروكيماويات في العالم وهي لم تكن كذلك قبل 10 سنوات مثلا... لذلك فإن اي تراجع للنمو هناك أو اضطراب سياسي سيغير المعادلات التي تعودنا عليها سابقا...
الاخ محمد بالنسبة للسؤالين خارج الموضوع ... نعم
الأخ ابن الشيخ... بالنسبة لماذا تتكالب شركاتنا على التوسعات... فالمثل يقول شئ بلاش ربحه بين ... أسعار اللقيم وخصوصا الغاز الطبيعي منخفض ولذلك فإن العائد من الاستثمار جيد وحتى في السنوات العجاف يمكنها تحقيق أرباح أو على الأقل خسارة محدودة فما بالك بالسنوات السمان.. أما بالنسبة للاستحواذات فكلها استحواذين سابك على بلاستيك جنرال الكتريك والتصنيع على ميلينيوم وكلها تمت في نهاية عام 2007 ... استحواذ التصنيع يبدو منطقيا وكان سعر الشراء معقولا وان كان توقيت الشراء غير مناسب شيئا ما..... أما استحواذ سابك فلا أجد له تفسيرا حيث ان الشركة ليست مضطرة لدخول سوق البلاستيك الصناعي الشديد المنافسة وكان يمكن أن تنفق قيمة الصفقة في استثمارات في المواد الاساسية والاسمدة والبوليمرز وهي مجال عملها الأصلي في مناطق التكلفة المنخفضة كمصر والجزائر وغيرها ...
لو تمعنت قليلا في الجدول المرفق ستجد انك تصف السلوك الطبيعي للموجه الدافعه لاليوت والانهيار الاخير ماهو الا الموجه A من تصحيح الاسعار والصعود في 2009 ماهو الا الموجه B وفي المستقبل القريب نحن ننتظر الموجه C ,, المنتجات مثل الاسهم تخضع لدورات طبيعيه جدا واذا كانت لديك قوائم بالاسعار التاريخه للمنتجات سيكون وضعها في شارتات والتعليق عليها اكثر سهوله لايصال الفكره ,, بارك الله فيك على هذه المقالات المفيده لنا جميعا
الأخ نيوترون... نعم حققت سابك أرباحا قياسية في عام 1996 اثناء فترة الازدهار منتصف التسعينات الموضحة اعلاه في الجدول ولم تتجاوز ارباحها في تلك السنة مرة أخرى إلا في عام 2004 على ما أظن اي بعد 8 سنوات...
يعطيك العافية دكتور وعندي سؤال: هل من الممكن ان يكون هناك خلل في اي دورة من دورات الاسعار للبتروكيماويات ؟ بمعنى ممكن الطلب يزيد مثلا وسعر اللقيم (الغاز) ثابت او يميل للانخفاض ؟ او مثلا سعر اللقيم يرتفع ولكن اسعار المنتجات ثابتة ؟ وإن حصل ارجو ذكر مثال والاسباب
الأخ elliot بالنسبة للمعلومات التاريخية فللأسف أضعتها وذكرت ذلك في المقال أعلاه حيث اني أعتمد على الذاكرة (الفقرة التي فوق الجدول مباشرة).... احب فقط أن أشير إلى فارق رئيسي بين المنتجات الصناعية (مثل البتروكيماويات) والأسهم وهي انه لا يوجد سوق عالمية منتظمة للبتروكيماويات وانما اسواق اقليمية وتتم عمليات الشراء والبيع بين عدد محدود من المنتجين والمستهلكين (لا يتعدى بضعة مئات) ودور المضاربين محدود جدا (لا يشكل المضاربون والتجار سوى 10 الى 15 % من اجمالي تجارة البتروكيماويات) وبالتالي فإن العوامل النفسية والمضاربية محدودة جدا ... او بمعنى آخر أنه لايمكنني بكرة كمستثمر أو كمضارب أروح أشتري طن ايثيلين لأني أتوقع صعود السعر... فمعظم العمليات تتم لأن المشتري يحتاج المادة فعليا أو أنه وسيط لجهة ترغب باستعمال المادة فعليا..... وهذا يختلف تماما عما يحدث في اسواق الأسهم وبعض السلع الأخرى مثل النفط حيث تلعب العوامل النفسية وتدفق الاموال وخروجها أدوارا رئيسية في تحركات الأسعار... لذلك فإني أعتقد ان تطبيق موجات اليوت يعد غير مناسب أو على الأقل غير فعال...
الأخ مالك لوا.. هناك مثالين على سؤالك بالجدول ففي منتصف التسعينات كان سعر اللقيم ثابتا بشكل عام وفي الحقيقة كان منخفضا في عام 1994 ومع ذلك ارتفعت اسعار البتروكيماويات بسبب شح المعروض وعدم كفايته.. أيضا هناك مثال عام 2000 و 2001 (مفصل بالجدول) عندما ارتفعت اسعار اللقيم وارتفع الطلب ولكن اسعار منتجات البتروكيماويات لم تتحسن والسبب أنه في تلك الفترة دخلت توسعات ضخمة حول العالم، ومن ضمنها توسعة كبير لسابك (الجبيل المتحدة وسافكو 3 وغيرها ... ايضا من الذاكرة) ...
الله ينور عليك يا د. أحمد مثل ما نورت علينا بهالمعلومات القيمة جدا في سلسلتك الرائعه. سؤالي هو .. هل تتوقع ان الطاقات الانتاجية الكبيرة التي ستدخل أو دخلت في الأشهر القليلة الماضية من الشرق الأوسط (من السعودية والامارات وايران وقطر وايضا من الصين) ستؤثر على اسعار البتروكيماويات خلال السنه الحالية والسنوات القادمة مع المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا الشمالية وتشدد الحكومة الصينية في مسآلة الائتمان؟؟