تراجع الطلب على المنتجات البتروكيماوية

15/02/2024 0
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

- تباينت التحاليل والتوقعات المالية والاقتصادية بخصوص قطاع البتروكيماويات في المملكة التي تعتمد على نمو الطلب في الأسواق العالمية مثل الأسواق الآسيوية في الصين وكوريا الجنوبية والهند وغيرها من الدول التي تعتمد على سوق البتروكيماويات السعودية.

- لقد أظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية أن نسبة الانكماش كانت 3.4% على أساس سنوي أما الجزيرة كابيتال فتوقعت تحسن ملحوظ في أداء قطاع البتروكيماويات في عام 2024، والحقيقة أن عدة عوامل ساهمت في تراجع أسعار المنتجات البتروكيماوية في الربع الأول من 2023 ومنها ارتفاع سعر الفائدة عالمياً والضغوط العالمية على أسواق البتروكيماويات في العديد من الدول. ولا استبعد أن يكون للأوضاع السياسية المقلقة دور في كبير ومباشر في تذبذب الطلب على البتروكيماويات، خاصة في الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان.

- من المحتمل أن يكون لحماية البيئة دور في تراجع تدريجي في الطلب على منتجات قطاع البتروكيماويات فقد بدأت بعض الدول في المحاذير الاحترازية لتقليل الطلب والتوجه إلى خيارات أخرى أقل خطراً على البيئة والإنسان والنبات والحيوان والماء والهواء.

-الجانب السياسي واضح للضغط على الصين في الأسواق الأفريقية من قبل الولايات المتحدة والدول الحليفة للحد من تمدد الصين في القارة الأفريقية الواعدة، والتضييق الاقتصادي على الصين يجعل الدول المصدرة للمنتجات الكيماوية وغيرها إلى الصين تتأثر سلبياً.

- تعتمد بعض المنتجات الدوائية على المنتجات البتروكيماوية بنسبة كبيرة إضافة إلى المنتجات البلاستيكية المنتجة منها، وعندما يكون المعروض من المنتجات البتروكيماوية أكثر من الطلب تتراجع الأسعار فهذه نظرية اقتصادية تقليدية معروفة، لكن لماذا تراجع الطلب؟ هل الأسباب السياسية ضد الصين مخيفة الى درجة كبيرة ما يؤثر في تراجع الطلب؟.

-الملاحظ تراجع أسعار شركات بتروكيماوية سعودية بنسبة كبيرة بسبب تراجع الطلب على البتروكيماويات عالمياً، وتعد الصين من أكبر الدول المنتجة للبتروكيماويات والمصنعة للمنتجات المصنعة منها منذ بروزها منافساً لبعض الدول في هذا المجال التنافسي القوي.

- أتوقع أن الهند برزت منافساً قوياً في مجال الكيماويات والبتروكيماويات في السنوات العشر الأخيرة، حيث ارتفعت إيراداتها من هذه الصناعة من 178 مليار دولار أمريكي إلى المتوقع 300 مليار أمريكي بحلول 2025 ما يقلل من استيرادها من الدول الأخرى، والهند دولة منافسة في مجال البتروكيماويات في العقد الأخير، خاصة أنها منافس وخصم تقليدي للصين.

-الأجدر بناء صناعات مختلفة من البتروكيماويات لسد حاجة السوق المحلية وتصدير نسبة منها إلى الدول، تصدير المنتجات النهائية من البتروكيماويات سيقلل من تأثير التذبذب على قطاع البتروكيماويات بنسبة عالية، ولا بد من قيام صناعات دوائية تعتمد على قطاع البتروكيماويات، وبإمكان المملكة فتح مجال الشركات الدوائية العالمية لصناعة الأدوية من البتروكيماويات السعودية بالتعاون مع الشركات الدوائية السعودية.

 

 

 

 

نقلا عن اليوم