أزمة حقيقية قادمة في دول النفط

11/12/2014 12
سامي صيدم

العلم في تطور دائم ولله الحمد, والاساليب الرياضية والاحصائية لا تنتهي واخر ما توصل له العلم هو تحليل سلوك اسعار المنتج التاريخية لمعرفة وتوقع الاسعار القادمة قدر الامكان وهنا استعرض عليكم مختصر ما توصل اليه العلم الحديث في توقع اسعار النفط القادمة بناءا على ما لدينا من اسعار تاريخية قديمة شكلت سلوك هذا المنحنى السعري لهذه السلعة واي سلعة وتهمنا هنا معرفة اتجاه سلعة النفط ومعرفة مستقبلها رياضيا واحصائيا بناءا على ما سبق من السلوك عبر التاريخ وهذا العلم يسمى تحليل سلاسل الوقت الزمنية او Time series analysis
       
وهو علم عميق مازالت نسبة الخطأ في توقعه كبيرة نوعا ما لكن الابحاث المستمرة تبقى جارية لتقليل نسبة الخطأ قدر الامكان وهناك محاولات خاصة لدى بعض الناظرين لعلم المنحنيات يستطيع من خلالها معرفة وتقدير المتشابهات من اجزاء من المنحنى التاريخي ومقارنة مقاطع منه لمعرفة حقيقة القادم من كل جزئية زمنية وساختصر عليكم المعادلات واريكم التحليل الجزئي المتشابه في هذا المنحنى التاريخي الشامل لاسعار النفط منذ فترة قديمة لنشأة السلعة وحتى يومنا هذا والمنحنى هو التالي.
      

وهو يمثل سلوك الاسعار لسلعة النفط من عام ال1970 وحتى الان.

وقمت باجتهادي الشخصي وحسم ما امتلك به من علم المقارنات الجزئية الزمنية في جسم المنحنى الام عبر الفترات او السلاسل الزمنية لكل حقبة وتوزيعها كالتالي رغم تفاوت بالابعاد والفترة الزمنية لكل حقبة.

وكما ترون قسمنا الاجزاء المتشابهة في المنحنى الى اقسام متشابهة الالوان وهي الاقرب للتشابه الموجي فالملاحظ ان الحقبة التاريخية للعام 1985 الى العام 1993 كانت فترة انعكاسية وبالذات عند خط المنطقة أر الوسطى وهي المنطقة التحولية في الاسعار لينعكس ما سبق ويتكرر الى ما بعدها لكن بابعاد وازمنة مختلفة متشابهة السلوك وهذا ما نراه في تشابه المنطتقتين باء الصفراء والمنطقتين ألف الخضراء ولدينا المنطقة سي الحمراء موجودة في اول التاريخ فمن البديهي ان نتوقع المشابه لها في القادم الخفي المستقبلي من التاريخ وهي ما سنراه مستقبلا بشكله المرسوم سابقا لكن بابعاد وازمنة مختلفة عن ما سبق لكن بسلوك واحد فيمكن رسم مشابه للمنطقة سي ولكن ليس بالضرورة ان تكون مطابقة مائة بالمائة لكنها الاقرب للمشابهة والصواب.

ومن الجميل انني اكتشفت الحاجز الرئيس المفصلي المهم بين انهيار اسعار النفط وبين ارتدادها وهو عند حاجز ال60 دولار تقريبا فاذا تم كسر هذا الحاجز والبقاء لفترة الاسبوعين تحته فان القاع الهدف الاقرب سيكون الى ال20 دولارا للاسف ولمدة طويلة يصعب عودة الاسعار الى ما فوق ال60 دولار ولسنوات طويلة لانها متكررة هذه الحالة في المنطقة سي بداية التاريخ للاسف.

فلندعو الله تعالى بان لا تكسر هذه المستويات نزولا الايام القادمة ولا سيما ان المؤشرات والاحصائيات الامريكية قد تخرج علينا ايجابية كالعادة وترفع سعر الدولار والطلب عليه والطامة الكبرى اذا ما تم رفع معدل الفائدة الامريكية على الدولار من قبل البنك الفدرالي يوم ال16 ديسمبر 2014 في اجتماعه ما قبل اقفال السوق الامريكية في ذلك اليوم فاذا حدث ورفعت الفائدة فلا شك في ان اسعار النفط ستكسر هذا الحاجز نزولا ويصعب عوتها فوق ال60 دولارا لفترة سنوات قادمة (لا أعلمها) وسيبقى نزولا حتى يلامس مستويات ال18 دولار فما دون وهو القاع التاريخي في اول الرسم.

واقولها صراحتا ان انخفاض اسعار النفط سببها الرئيسي هو بداية دورة قوة الدولار مقابل باقي العملات الرئيسية والسلع حيث ان هذه الدورة تاتي كل 12 سنة تقريبا اذا ما نراى هذا في منحنى عملة اليورو مع الدولار حيث ان اليورو وبناءا على المنحنى التاريخي له استطعت ان اقسمه الى مناطق زمنية كذلك مكنتني من توقع ارتفاع الدولار مقابل عملة اليورو المرشحة هبوطا الى 1.096 العام 2016 كقاع محسوب بهذا المنحنى التالي والذي تم استنتاج مستقبل اليورو دولار بنفس التقنية التي ابتكرتها لنفسي بشكل مختصر.

المهم ان لليورو دولار مازال له هبوطا كما بالرسم وهذا الهبوط سيعزز من انخفاض اسعار السلع بالعموم ومنها النفط وباقي المشتقات البترولية وعليه فان توقع هبوط سعر النفط تحت ال60 دولار هي حقيقة قريبة جدا جدا حسب ما في الرسمين اعلاه واسفله حيث سيرتفع سعر الدولار ويبقى مرتفعا لفترة طويلة وكذلك سينخفض سعر النفط لفترة طويلة.

وهنا يجب رفع حالة الطوارئ لدى الدول المنتجة للنفط والتي تعتمد انتعاشاتها الاقتصادية بنسبة عالية على مبيعات واسعار النفط والبدء بعمل الخطط التقشفية الطويلة الاجل والبدء بها فورا وعدم الانتظار الى ما بعد الهبوط.

تقليل المصروفات اصبحت رؤيا قومية لتبطيئ عجلة المصروفات وكسب الزمن. واعلم ان ريع اسعار النفط المنخفضة مؤخرا ستستلمه الدول البائعة خلال اربعة اشهر قادمة وبعدها ستظهر بوادر الانحسارات في الانفاق والتسريحات في العمالة وايقاف او تجميد مشاريع كبرى مما سيؤثر على المشاريع المساندة المتوسطة والصغرى وكله يحتاج الى خطط هيكلية جديدة.

وهذا رسم يوضح توقع حركة سوق الاسهم في دبي بناءا على علم المقارنة الزمني لسلوكه منذ البداية فاذا ما هبطت اسعار النفط فان المستثمرين والمتداولين سيتأثرون سلبا بهذا الهبوط وتستمر البيوع طيلة 2015 رغم ان الاقتصاد الاماراتي قوي ومتمكن ولديه فوائض بالودائع واقتصاد امارة دبي لايعتمد بشكل كبير على ريع النفط كغيره من اقتصادات الخليج ورغم هذا فان البيوع المتوقعة بالرسم تنم عن نفسية ونظرة المستثمرين السلبية وربطها بانخفاض اسعار النفط ولاسيما ان السوق حرة ومفتوحة للاجانب وهنا نعود مرة اخرى لنواجه الحقيقة المؤلمة ان سقوطات الاسواق المالية هي نتيجة الخوف وبيوع القطيع بلا وعي فقط وهو ما يؤثر على اي سوق مهما كانت قوة اقتصاد دولته. هذا هو التوقع لسوق دبي.

فعلى الدول المصدرة للنفط اعتماد ميزانيات ونفقات السنة القادمة بناءا على سعر برميل دون ال35 دولارا بدل ال70 وال90 دولارا لاننا اذا كسرنا سعر ال60 دولار قريبا واستقرت الاسعار تحتها فلا مجال لعودتها الى فوقها الا بعد سنين وهذا خطر اقتصادي صعب التعامل معه. رسم توقع اليورو دولار متناغم مع توقع سقوط النفط.

توقع مستقبل حركة عملة اليورو دولار هي الاسهل والاكثر شفافية كما نراه في الرسم مع الاخذ بالاعتبار ان هذا التوقع يحوي نسبة خطأ لا اعلمها لكنها موجودة ومع الايام نستطيع ان نصحح المنتهي كل اسبوع ونبني عليه القادم.

الرسم هو لنطاق الحركة الاسبوعية وهو منذ 2003 تقريبا وحتى الان . اتمنى ان اكون قد اظهرت الفائدة والدقة والصواب في مقالي هذا والله ولي التوفيق.