تحليل الاسواق بعد الضربة العسكرية على سوريا

01/09/2013 13
سامي صيدم

سمعت وسمع الكثير منكم عبر الاعلام وموقع ارقام ما يتوقعه المحللين الماليين بان الضربة العسكرية المزعومة على النظام القاتل للشعب في سوريا ستأثر على اسواق النفط بشكل تذبذبات كبيرة وقد ترفع اسعاره الى 125 دولار كما واوعزوا ذلك لاحتمال رد النظام عسكريا على اسرائيل والقواعد الامريكية في المنطقة واحتمال رد عسكري مساند للنظام من جهة ايران على دول الخليج العربي مما سيعيق تصدير النفط عبر النافذ البحرية!

واود ان ادلي بدلوي هنا كوني خبير في مستقبل اسواق المال سواء الاسهم المحلية في منطقة الخليج او الاسواق العالمية كالذهب والعملات والنفط واقولها لكل المستثمرين وبشكل مختصر ان تاريخ الضربات العسكرية السابقة من اسرائيل على الاراضي السورية واخرها كان هذا العام لم يرد النظام عليها بطلقة بحجة انه يؤجل الرد الى موعد اخر يراه مناسبأ وهذا ما نسمعه دوما من النظام على مر ال30 سنة الماضية ولم يجرأ على الرد ولن يجرأ على الرد حتى لو دمروه بالكامل وكما نعلم ان الحكومة الايرانية على مشاورات مع الادارة الامريكية ولم ترد سابقا على اي هجوم سواء ضربات اسرائيل على سوريا وغزة او على لبنان سابقا وعليه فلا نتوقع اي رد او عمل عسكري من الجانب السوري او الايراني بل مجرد تصريحات معادية وتهديد لا يجدي ولا يؤثر في الاسواق ولقد ظهر ذلك عبر تصريحات من هنا وهناك من مسؤولين ايرانيين بانهم يتوقعون ويتوقعون فقط اي مجرد كلام ولن يؤدي الى افعال.

 كما وسمعنا انسحاب روسي من مجمل المسرح العسكري اذا ما حصلت الضربة العسكرية على هذا النظام. كما وان النظام نفسه قد تجهز لاستقبال الضربات العسكرية المتوقعة حيث حدّث وغير مواقع تمركزه ومنصاته الخاصة بالصورايخ وحصنها يشكل شبه كامل مع علم الادارة العسكرية الامريكية باماكن تحركاتها ومع هذا فان الضربة المتوقعة ستكون مجرد ذر الرماد في العيون ولن تؤثر كثيرا على قوة النظام الكيميائية او الصاروخية بل على العكس ستتسبب بمزيد من القتلى السوريين سواء من المدنيين او العسكريين فهم جميعا من الشعب السوري.

كما وان السيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني سعى بقوة للحصول على اخذ رأي الشعب البريطاني من خلال البرلمان اليوم وفشل من الحصول على الموافقة وكانه عمل على ذلك ليعتذر للولايات المتحدة بان بلاده لن تشارك بهذه الضربة العسكرية. وها نحن نسمع بان العينات التي حصل عليها فريق التفتيش اليوم تحتاج الى اسبوعين كي تظهر نتائج تحليلها النهائي ليتمكن مجلس الامن من القول ان النظام الحاكم في سوريا قد استخدم الاسلحة الكيميائية ضد المدنيين العزل في الغوطة وقد تتلاشى اصلا عزيمة ضربة عسكرية احادية على هذا النظام وتنتهي بادانة دولية وان حدث ان انفردت الولايات المتحدة وحدها بقرار الضربة العسكرية وقامت بتنفيذها لكي تحافظ على مصداقيتها امام المجتمع الدولي على حسب افادة جون كيري اليوم فهي ستبقى ضربة محدودة ونوعية لمواقع يعتقد ان فيها مخزون اسلحة كيميائية او انها لاماكن تستخدم كمنصات لاطلاق السلاح الكيميائي صاروخيا وبين هذا وذاك تبقى ضربة صغيرة محدودة متفق عليها مسبقا بين الاطراف المعنية بحيث لن توجع ولن تغير مستقبل هذا النزيف اليومي من القتل والتشريد لشعب سوريا الاعزل.

 وستبقى ضربة لذر الرماد في العيون ليس اكثر كما اسلفت. وهذا كله سيؤثر على اسعار النفط بان تهوي بشكل كبير وغير متوقع بعد انتهاء الضربة ومعرفة خفة ردة فعلها على المنطقة فالمؤشرات المالية الفنية لاسعار النفط توضح باننا على شفى سقوط حاد قادم من قمة وليس على صعود وان هناك حدث ما لا نعرفه سيكون هو السبب في هذا الانخفاض. قد نشاهد ال80 دولارا على مدار اسابيع قادمة بعد الضربة العسكرية المزعومة ان حدثت.

كما واتوقع ارتفاع الدولار في المقابل نتيجة البيوع الكبيرة المتوقعة في السلع والمعادن والسندات الامريكية وبعض العملات الرئيسية وستمرار في هبوط بعض عملات الدول النامية مثل الهند وتركيا ومصر امام الدولار فاذا فحصنا مؤشر معامل الدولار او ما يطلق عليه الدولار اندكس فاننا نجده فنيا يستعد لارتفاعات كبيرة وهذا يعزز من توقع ارتفاع سعر الدولار ليس للطلب عليه الغير مبرر بل بسبب البيوع الكبيرة المتوقعة في السلع والعملات والنفط وغيره من المعادن والسلع الاستهلاكية التي ارتفعت مؤخرا بلا سبب مبرر سوى عامل الخوف من انتهاء عمليات التيسير الكمي الامريكية كما ويدعم توقعي بارتفاع الدولار القادم هو احتمال بيع السندات الامريكية التي وصلت الى قيم كبيرة الكل متخوف من ان تصحح في اي فترة زمنية قادمة.

طبعا سيتبع هذا الهبوط في السلع والنفط والمعادن استقرار وارتياح مؤقت في اسواق الاسهم والعقار مما سيؤدي الى عودة موجة شراء في الاسهم سواء المحلية الخليجية لكنها ستكون بشكل خجول والاسهم العالمية سيكون عودتها بشكل واضح كما في الداو جونز الذي اتوقع عودته الى القمة التاريخية الاخيرة مرة اخرى اي اننا سنشاهد ارتفاعات في اسواق الاسهم العالمية مرة اخرى بعد انتهاء وامتصاص هذه الضربىة العسكرية التي اتوقعها ان تكون خجولة.

ولكن هناك سيناريو قاسي جدا قادم في اسواق المال يتخوف منه معظم المستثمرون وهو تخفيض الفدرالي الامريكي من عمليات التيسير الكمي وتخفيض في شراء سنداته الامريكية بل البدء في بيعها من قبل المستثمرين فيها وهذا التخفيض سبدأ في شهر سبتمبر القادم وهذا سيناريو سيئ على اسواق الاسهم بشكل خاص وعلى ما اعتقد ان القمم التي حدثت مؤخرا في اسواق الاسهم سواء العالمية او المحلية لن نتعداها بعد الان وان عادت الفترة القادمة خلال هذه السنة فاني ارى انها فرصة جيدة للتخارج من الاسواق المالية باعلى الاسعار حسب رأئي وتوقعي الشخصي والله اعلم وبالتوفيق,,,,,