ليست المملكة.. بل مصر

05/11/2014 1
مازن السديري

لم: ماذا يدور بين تكتل مجموعة الدول النامية (brics) - والمكونة من الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا - والذين يعزمون تأسيس بنك استثماري بينهم يكون مركزه شنجهاي في الصين؟ ما سر هذه الخطوة؟ ولماذا لا تنضم دولة نامية ذات تسارع اقتصادي مثل المملكة لهم؟

هذه الدول تجمعها الظروف الاقتصادية وليست الأهداف السياسية المشتركة، فمثلاً هذه الدول لم تدعم روسيا في أزمة (القرم) من خلال مجلس الأمن ولجان هيئة الأمم المتحدة، وبالنظر لهذه الدول تجد الصين من تقودها بوتيرة نمو متواصلة وخطة تنمية واضحة، روسيا تعيش أزمة سياسية حالية؛ ولكن وجودها في أي تكتل سيكون محل ترحيب؛ لعدة اعتبارات سواء لقدراتها العسكرية أو لثرواتها الطبيعية.. الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا يعانون من تباطؤ اقتصادي وتآكل سعر الصرف وبحاجة لصندوق دولي جديد للتموين، ودولة ثرية مثل الصين مستعدة للاستثمار حول العالم.. أكرر الصين ليست فقط دولة العمالة الرخيصة؛ بل تمتلك قدرات الاستهلاك الداخلي والاستثمار حول العالم، لكن من جهة أخرى معطيات المملكة مختلفة وتمتلك احتياطات ضخمة ويوجد إنفاق حكومي عالٍ، وأي استثمار خارجي يدر قيمة مضافة فهو محل ترحيب دون الحاجة للانضمام لتحالفات دولية.

أما مصر فهي بحاجة للدخول في هذه التحالفات، والكثير من المسؤولين الاقتصاديين بالدول النامية يشتكون من سلبية صندوق النقد الدولي؛ وأولهم مهاتير محمد.

مصر موقع جغرافي يتوسط مجموعة هذه الدول بامتياز، وتمتلك قاعدة علاقات جيدة معهم وموارد اقتصادية متعددة؛ من قاعدة سياحية لا مثيل لها بالعالم، وموارد خام، وثروات مائية وزراعية، مصر تجاوزت المرحلة الماضية وتحدي اليوم هو التنمية، وهذا التكتل يمكن أن يشكل لها مساراً جديداً في عالم الدول النامية.

كنت أتحدث مع اقتصادي مصري وكان متجاوباً معي جداً حتى قال: ليه وزيرا الخارجية والاقتصاد (لا يأخذون بعضهم) ويزورون عواصم هذا التكتل؟!

نقلا عن الرياض