يطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كل عام تقرير التنمية البشرية والذي يحظى بتغطية دولية واسعة تتضمن آراء الخبراء والمتخصصين باعتبار الإنسان هو محور هذا التقرير.
ويقدم البرنامج معلومات متنوعة عن مجمل النشاط البشري في الدول الأعضاء بالمنظمة من خلال شبكة واسعة من الخبراء المنتشرين في 132 دولة، وتعتمد الإحصائيات المستخدمة في التقرير على مجموعة متنوعة من البيانات المتوافرة لدى المؤسسات الدولية مثل منظمة العمل الدولية والاتحاد البرلماني الدولي ومعهد استوكهولم الدولي وإدارة الشؤون الاقتصادية بالأمم المتحدة ومعهد الإحصاء التابع للمنظمة والبنك الدولي وصندوق النقد وغيرها.
النتائج التي تنشرها الجهات الحكومية في المملكة عن التقرير حول تراتبية المملكة السنوية في هذا التقرير تدور حول المقياس المركب الذي يدخل ضمنه الدخل فقط، لكنها تتجاهل تماماً بقية المؤشرات الأساسية الأخرى كالصحة والتعليم والتمكين وعادة لا تذكر تراتبية المملكة في هذه المؤشرات على الإطلاق.
ورغم أن التقرير يشير بوضوح إلى أن الدخل المرتفع لا يعني بالضرورة القدرة على تحويل الدخل إلى مستوى لائق فإن بعض الدول ذات الدخول المتدنية قد تفوقت فعلا على المملكة في كل من محاور التعليم والصحة والتمكين.
ولكي أكون أكثر وضوحا في استعراض هذه المسألة وأكثر تحديدا، يلزمني طرح تراتبية المملكة في مؤشر دليل التنمية البشرية غير المرتبطة بالدخل كالصحة والتعليم في مقال آخر، وهما الأكثر أهمية ومحورية في قضايا التنمية البشرية التي يعتمدها التقرير.
نقلا عن عكاظ