مع كتابة هذه الأسطر أصبح "ساند" من المشاهير عندنا رغم أنه ما زال يحبو؛ فقد ملأت التعليقات بشأنه قنوات الإعلام المحلي التقليدي والجديد، وأبدى وجهة النظر حوله أشخاص من كل الاتجاهات والتوجهات؛ منها ما سعى لقولبة "ساند" كونه أداة من أدوات استباحة مال الموظف. وبعيداً عن العواطف الجياشة، يمكن النظر له من جانبين، باعتبار وظيفة "ساند" ومهمته، وباعتبار مصادر تمويل "ساند".
الجانب الأول: ما أهمية "ساند" من حيث الوظيفة؟ المهمة الأساس لـ"ساند" هي حماية الموظف في حال التعرض للتعطل لأسباب تتعلق إجمالاً برب العمل، كأن تفلس المنشأة أو تقلص نشاطها.
حالياً، سيجد الموظف نفسه في الشارع وبدون دخل البتة، ومهمة "ساند" توفير دخل -راتب- لهذا المتعطل. هذه هي الوظيفة الأساس لـ"ساند".
وعلينا ملاحظة أن أهمية وجود "ساند" تتصاعد طرداً مع تصاعد عدد المواطنين والمواطنات العاملين والعاملات في القطاع الخاص، وخصوصاً في المنشآت الناشئة والصغيرة والمتوسطة، التي هي عرضة لمخاطر عديدة، بعضها يتصل بمخاطر التأسيس والإدارة والتمويل، ومنها ما يتصل بالمنافسة والسوق والدورة الاقتصادية التي تتراوح بين نمو وتقلص.
وعلى صلة بذلك فقد أظهرت مؤخراً بيانات صادرة عن وزارة العمل ارتفاع عدد العاملين السعوديين في منشآت القطاع الخاص بنهاية عام 2013 إلى 1.47 مليون موظف وموظفة بزيادة قدرها 332.2 ألف مقارنة بالعام 2012، الجزء الأهم من هذا النمو يعمل في منشآت ناشئة وصغيرة ومتوسطة، بمعنى أن إمكانية تعطل أحد العاملين في هذه المنشآت مرتفع مقارنة بمنشآت ضخمة تشترك وموظفوها في نظام التأمينات الاجتماعية مثل:
أرامكو السعودية وسابك والكهرباء والاتصالات ومعادن وكذلك التصنيع والدوائية والبنوك السعودية وسواها من الشركات الضخمة التي تملك الحكومة غالبية أسهمها أو تلك التي يملكها القطاع الخاص.
بمعنى، أن مقارنة ما مضى بما هو قادم من حيث الأمان الوظيفي أمر يطول فيه النظر، نظراً للتحول في الاقتصاد السعودي الذي يتعاظم فيه دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة كمولّد للفرص الوظيفية، مما يتطلب إيجاد غطاء -من نوع أو آخر- في حال تعرض الموظف المواطن للتعطل، فالعدد الأكبر للمنشآت التي تعرض أعمالاً ليست بضخامة سابك أو التصنيع أو الاتصالات ولا تجاريها في توفير الاستقرار الوظيفي، ليس لعيب في المنشآت الصغيرة بل بالنظر لطبيعتها ولاسيما وقت التأسيس والانطلاق.
أما الجانب الثاني، فهو تمويل "ساند"، وهذا الشق يستأثر بمعظم ما يدور من نقاش في القنوات الإعلامية لاسيما وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يمكن تلخيصه: لماذا يخصم من راتبي؟ ولماذا علي أن أمول تعطل موظف آخر؟ ولماذا لا يمول هذا البرنامج من الخزانة العامة أو من ريع استثمارات التأمينات الاجتماعية؟ أو لماذا لا يكون اختيارياً؟
أسئلة وجيهة وتستحق إجابات وافية من الجهات المعنية، لاسيما أن خيارات تمويل "ساند" متنوعة بالفعل، لكن لا يجب خلط جانب تمويل "ساند" مع أهمية وجوده كبرنامج للتحوط ضد التعطل؛ فهو يعني الأمان الوظيفي للمواطن وتوفير متطلبات الحياة الكريمة لمن يعولّ، فحتى عندما يتعطل فعليه دفع فواتير وتوفير طعام على مائدة الأسرة.
كما أن أهمية "ساند" حرجة لإضفاء المرونة اللازمة لسوق العمل السعودية، كما هي في الاقتصادات التي تسعى لتوسيع دور القطاع الخاص فيها، ولاسيما أن المؤمل أن يكون للمواطن والمواطنة النصيب الأهم من الوظائف في القطاع الخاص.
وفوق ذلك، فإن غياب شبكة أمان وظيفي لوظائف القطاع الخاص سيؤدي في المحصلة إلى عزوف السعوديين عن العمل في منشأته أو أنهم سيعملون ولكن برواتب أعلى، أو قد يقبلون على وظائف المنشآت الناشئة والصغيرة ريثما يجدون وظائف في المنشآت الضخمة (من وزن أرامكو وسابك) أو في الجهات الحكومية.
وهكذا، فالتدبر في تمويل "ساند" أمرّ تختص به الجهات الرسمية باعتباره شأناً سيادياً، أما الخدمة التي سيؤديها "ساند" لسوق العمل السعودية فهي ضرورية ولا غنى عنها، بمعنى أن إلغاء "ساند" ليس خياراً عملياً في ظل التحول الذي تمرّ به سوق العمل من استقطاب للمواطنين والمواطنات من جانب وزيادة أعداد من يعمل منهم لدى منشآت ناشئة ومتناهية الصغر وصغيرة، إذ أن إلغاء "ساند" سيعني أن يتعطل مواطن عن العمل ويهبط دخله إلى الصفر دون أن يكون له مصدر راتب للدخل.
نقلا عن اليوم
هل هذا المقال مبني على دراسات اكتوارية؟ ام على توقعات ؟ في تقديري ان افتراض ان سوق العمل يتجه نحو قطاع الاعمال الصغيرة والمتوسطة يستحق اعادة نظر طويلة ثم ان البطالة مهمة الحكومة وليست الافراد ولا القطاع الخاص.
فلسفه ﻻ أريكم اﻻ ما أرى يجب ان تنتهي هذا نظام اختياري ان لم أكن ارغب في كمستفيد فليت مسؤوﻻ عن غيري دعونا نعرف اﻻمور بمسمياتها الصحيحه وبدون تحريفات
د. إحسان، مقال جيد ولكن نقطتين غابتا عن الموضوع ففقد جزء كبير من قيمته كموضوع، أولها أن النظام يغطي الشخص فقط لمدة سنة كحد أقصى، وبضوابط صارمة معيقة، وبحد أقصى 9 آلاف ريال، حتى لو كان راتب الشخ 50 ألف ريال!!! ثانياً، نسبة الاستفادة منه ضئيلة بجميع المقاييس. لو أنك فكرت بهاتين النقطتين جيداً، لربما لنظرت للموضوع بشكل مغاير.
سنة يستطيع خلالها ان يتدبر امره القصد هو تأمينه من الانقطاع المفاجىء للدخل فهناك اشخاص لو فقدوا وظائفهم سيضطرون للسكن في الشارع خصوصا بعد التنظيمات الجديدة بخصوص الايجارات. ناهيك عن امور اخرى تتعلق بالصحة والقروض الخ
برنامج دعم لمدة سنة فقط يعني بعد السنة تستلم حافز ..... طيب خلينا على حافز والسلام
النظام في صورته العامة جيد ، ولكن الدخول في تفاصيله يؤدي الى الجزم ان الهدف منه تغطية العجز في فروع التامين الاخرى للتامينات الإجتماعية الاخرى واقصد ( فرع المعاشات ( التقاعد)/ وفرع الأخطار المهنية ). شروط الاستحقاق تعجيزية جداً.... فحق الاستقطاع لفرع (ساند ) بطبيعته هو اشتراك اجباري للموظف في هذا الفرع وبالتالي استحقاق الحصول على تعويضاته لا يجب ان ترتبط بالحالة المعيشية او حالة الاقامة للموظف . واذا كانت هذه الشروط طبيعية بالتالي يمكن للمؤسسة كذلك تطبيقها على فرع المعاشات فمثلاً لو كان الموظف المتقاعد غنياً وصاحب سجل تجاري وثروة مالية ويقيم معظم وقته خارج المملكة فيحق للمؤسسة عدم صرف استحقاقات التقاعد الخاصة به. أن ربط حقوق الاشتراك والتي يدفعها الموظف من راتبه شهرباً بحالة المعيشية لهو الاستغلال بعين فهل يحق اشتراط الحصول على تعويضات التأمين بحالة المؤمن له المعيشية في حالة كون هذا الاشتراك اجباري. كان من الافضل والاجدى ربط الاشتراك اختيارياً للموظفين او على الاقل إحالة ال 2% كاملة لرب العمل كما هو مطبق في فرع الاخطار المهنية. في الدول المحترمة يلزم اصحاب العمل بفتح برامج ادخارية داخل الشركة نفسها يتم ادارتها من جهات مستقلة وبنوك استثمارية تقوم الشركة سنوياً بالاشتراك بنفس نسبة اشتراك الموظف في البرنانج مع التزام الشركة بتقديم الدعم للبرنامج في حالة اظهرت الحسابات الاكتوراية وجود عجز في اصول البرنامج لمقابلة التزاماته المتوقعة .... وهذه البرامج الادخارية تضمن للموظف عائد مالياً جيداً في حالة افلاس الشركة او فصل الموظف لفترات تتجاوز السنة كما هو مطبق في ساند.
ببساطة يستطيعون رفع نسبة الاستقطاع ولن يلومهم عاقل لان المعاش التقاعدي هو تأمين تكافلي للدخل بعد التقاعد.
بالفعل اذا كان لديهم عجز في فرع المعاشات فاليرفعوا نسبة الاشتراك ، وانتهينا. قرأت النظام 4 مرات وكل مره اكتشف انه مطاط وان الصرف من عدمه خاضع لتفسيرات المؤسسة لا اكثر. ياليتهم استفادوا من تجربة حافز في صياغة نظام ساند. للامانة ايقنت ان الدعوة " ماشية بالبركة " وان المواطن " غلبان " في كل حالاته .
اعتقد بان المهم في الموضوع ان لا يكون مصدر الدخل لساند من المواطن
كأن النظام تأمين لموظفي الشركات المتوسطة والصغيرة، ومصدر المخاطرة الشركة نفسها! من يجب عليه التأمين (ان أراد قطاع حكومي جباية ذلك "التأمين")، الشركة أم الموظف؟؟
(((اذا المسألة صارت ضرورة ...ليش مايطبق على مشتركي التامينات من الاجانب!!!))) ليش محصور على السعوديين فقط ؟؟؟ ليش مصلحة الزكاة والدخل ما تدعم ساند .. حسبنا الله عليهم ونعم الوكيل ...حسبنا الله عليهم ونعم الوكيل .....حسبنا الله عليكم ونعم الوكيل الله لايسامحهم ولايحللهم لادنيا ولااخرة لو يخصمون مني