ينتج عن التعاون التجاري، عقد تحالفات وشراكات مستقبلية، تحوي لاحقا استراتيجيات هامة، تؤثر على النمو الاقتصادي، لأن حدوث ثغرات في التعاون الاقتصادي يؤدي إلى خلل في هرم التركيبة الأساسية لأية دولة، وما يحفز من التعاون التجاري عقد اتفاقيات ماهيتها التأكيد على التنوع التجاري، وتبادل الخبرات لتطوير الأعمال في قطاع بحاجة إلى التطوير المستمر.
يؤثر التعاون التجاري على حركة مؤشر الاقتصاد بنسبة 35 في المائة، وفقا لدراسات حديثة، أفادت بأن تطوير العمل التجاري والنهوض به وتحويله من أفكار مبتدئة إلى مشاريع عملاقة، تعود إلى عمق العلاقات التجارية والتعاون بين العاملين في القطاع مع قطاعات أخرى، وأما الاحتكار والتنافسية فيؤديان إلى حركة شد وانكماش، تنعكس بصورة سلبية على المظهر العام للاقتصاد وعلى المنظومة التجارية بأكملها.
أهمية التعاون بين أصحابي الخبرة في أي مجال، يحدث فكرا ونمطا جديدا، يؤدي الى خلق مزيج فكري للقطاع، لا يكون التعاون التجاري في جوانب محددة، وإنما في جوانب متنوعة، ينتج عنها تقدم في القطاع التجاري، فإحداث أزمات بين المستثمرين أو القطاعات، يقلل من الكفاءة والجودة في الإنتاج.
في مجال صناعة الأقمشة، وصل حد الاستثمار إلى 40 مليارا خلال العام الجاري، وفي لقاء جمع بين اكبر التجار في هذا المجال تم التوصل إلى آلية للتعاون التجاري بين دول المنطقة، بهدف الحفاظ على مستوى الاستثمار وحجم الأرباح وتزايد التقدم، لاسيما أن حجم الاقتصاد السعودي في هذا المجال وصل لمعدلات مرتفعة، إلا أن تأكيد المستثمرين على التعاون التجاري، رسم وتحديد ملامح الخطة المستقبلية، خوفا من التدهور أو التراجع، فأهمية قطاع المنسوجات والأقمشة، لا تقل أهمية عن القطاعات الأخرى، وعقد اتفاقيات وشراكات مع الخبراء والمستثمرين في هذا المجال يرفع من قوة الطاقة الاستيعابية لاستهلاك المنتجات في السوق بسبب التنوع والجودة في الإنتاج.
هناك ما يسمى بالترابط الاقتصادي، وهو الأساس الذي يندرج منه التعاون الاقتصادي، وربما يكون الترابط أكثر عمقاً، من حيث الاشتراك في الخدمات للمشاريع المتوسطة والعملاقة، لاسيما المشاريع التي تكون على مستوى الدول وهي بمثابة نماذج يمكن الاستفادة منها في المشاريع الأخرى.
لا نريد هجرة الفكر التجاري من خلال خلق تعاون بعيدا عن الإطار المحلي، فالتعاون يبدأ على المستوى المحلي وينشط من خلاله القطاع الخاص ثم يتوسع بصورة ملموسة إلى الاقتصاد العام، لنصل إلى الهدف وهو التنوع وإيجاد منظومة متكاملة بعيدة عن التخبط والعمل المنفرد.
نقلا عن اليوم