تحدثنا في السابق كثيراً عن أهمية الخدمات اللوجستية، التي تقدم في المملكة، وأهميتها في دعم مسيرة القطاعات الاقتصادية ذات العلاقة؛ وذلك لارتباطها الكبير بالعديد من القطاعات، وفي نفس الوقت الاعتماد الشديد لهذه القطاعات على المراحل والجودة المتبعة في إدارة الخدمات اللوجستية التي تدعمها، وأشرنا إلى أهمية تطوير المناطق القريبة من الموانئ السعودية؛ لأهميتها الكبيرة في أعمال الشحن والتفريغ من وإلى الميناء، عبر هذه المناطق والتي تجعل من الحركة داخل الموانئ أكثر سهولة.
ومع مرور الوقت، يزيد اعتقادي أننا تأخرنا كثير بالاهتمام بهذا الموضوع الهام؛ نتيجة الزيادة المطردة في استيراد السلع او الخدمات، مع تباطؤ في اتخاذ القرارات المطلوبة بشأن التوسع وتهيئة هذه المناطق، وهذا يؤثر حاليا على عدد كبير من المستوردين؛ نتيجة النقص الحاد في المناطق اللوجستية، وخاصة مناطق التخزين بكافة أنواعها، إذا ما أخذنا في الاعتبار تباعد بعض المناطق أو المناطق غير المرخصة أو غير المؤهلة والتي تستخدم بطريقة نظامية أو غير نظامية لمثل هذه الأغراض.
بكل تأكيد، أصبح من الملاحظ -بشكل كبير- انتشار الناقلات الكبيرة في غالبية شوارع مدن المملكة، وهذا أمر مزعج ويؤثر على حركة السير اليومية، ولم نر أي حلول ناجعة حتى الآن، سوى أن هذه المركبات في ازدياد سواء من ناحية العدد أو الانتشار، وهو الأمر غير الملاحظ عند زيارتنا للكثير من الدول، والذي قد يفقد بعضها توافر الأراضي التي قد تستخدم لهذا الغرض.
لذا، أصبح من الضروري، وقبل أن يتفاقم هذا الموضوع، إعادة التخطيط بشكل جدي وعاجل والقيام بدراسته والوصول الى حلول سريعة وطويلة الأمد في نفس الوقت، تسهم في الارتقاء بهذه الخدمات المؤثرة.
وقد يكون من اللافت في نفس السياق، الزيادة العالية في المركبات الثقيلة على الخطوط السريعة، وخاصة طريق الدمام - الرياض السريع، وأصبح درجة من الخطورة العالية القيادة بهذا الطريق؛ نتيجة ازدحام هذه المركبات على مدار الساعة!
والسؤال المطروح هنا، إلى أين تتجه هذه الزيادة وهذا الازدحام؟ ولن أتحدث على مداخل مدن المنطقة الشرقية من
جميع الاتجاهات، فالثابت الوحيد هو ازدحام هذه المركبات وتعطيل حركة السير، في أوقات كثيرة خلال اليوم. وعليه، الكثير يتساءل لماذا ولماذا وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة؟
علينا أن نعلم أن سير الحركة التجارية لن يتوقف، وفي نفس الوقت -بإذن الله- لن يتباطأ أو يتراجع، وبالتالي.. على المسئولين أن يستوعبوا هذه المشكلة، ويدركوها قبل أن تتفاقم وتمثل أزمة تحتاج الى معالجات، قد تكون تكاليفها باهظة.
كلي أمنيات ويساندني الكثير، في أن نرى وجها آخر للتعامل مع هذه القضية المهمة، وأن نرى مقترحات وحلولا مؤثرة تدعم الخدمات اللوجستية المقدمة حاليا، والتي ستنعكس تبعيا على غالبية القطاعات الاقتصادية نحو شكل إيجابي مطلوب عاجلا.
نقلا عن اليوم