قبل أيام قليلة تناقلت بعض وسائل الإعلام المختلفة، خبرًا مفاده أن شركة المراعي تدرس توسعات استثماراتها بالسوق المصرية من خلال ضخ استثمارات جديدة لامتلاك مزارع لإنتاج منتجات الألبان، ويأتي هذا بعد أن حققت شركة المراعي نجاحا ملفتا في السوق المصرية، من خلال إنتاجها لمنتجات الألبان بالتعاون مع شركة بيبسيكو العالمية منذ العام ( ٢٠٠٩ م )، وفي واقع الأمر لم يكن هذا مستغربا من شركة المراعي، حيث اتخذت ومنذ زمن الاعتماد على توسعاتها الاستثمارية على ما تمتلكه من ميزة تنافسية في تحويل قدراتها المادية وخبراتها المعرفية إلى توسعات في أسواق خارج المملكة، والذي يعتبر ويمثل وسام فخر لجميع السعوديين على ما تحققه هذه الشركة من نجاحات متواصلة ولافتة.
كثيراً ما ندعو الشركات السعودية بأهمية الإنتاج، والقدرة على التصدير خارج أسواق المملكة وخاصة المنتجات غير النفطية، مما يدعم توسيع قاعدة التنوع الاقتصادي، وزيادة في حجم الناتج القومي ودعم للاقتصاد الوطني، وقد يكون قطاع الألبان في المملكة من أميز القطاعات التي اتخذت مسار التصدير منهجًا أساسيًا في توسيع قاعدتها الاستثمارية، وقد يكون ذلك لحساسية صناعة منتجات الألبان من ناحية الوقتية، والتي تتطلب استهلاكا في فترة محددة، مما يستدعي توسيع قاعدة التوزيع لتفادي أي خسائر محتملة، والحمد لله فإن غالبية الشركات السعودية استطاعوا -بحمد الله- التعامل مع هذه المخاطر وأصبح مسار التصدير خيارًا إستراتيجيا لغالبية الشركات وخاصة الأسواق الغريبة من المملكة، وأعني بذلك الأسواق المستهدفة من دول مجلس التعاون الخليجي.
ولكن عندما نشاهد شركة المراعي السعودية تتجه إلى أسواق أبعد من ذلك، علينا أن نتوقف ونتأمل، خاصة إنها حققت نجاحًا ملفتًا وتستحق الإشادة، وقد يكون الظاهر للبعض هو تواجد الشركة في هذه الأسواق من خلال عملية الانتاج، ولكن هذه الشركة لها سابق خبرة في تعاملاتها الدولية وقدرتها على تلبية الأسواق وعملائها من خلال إستراتيجيات متنوعة ومتعددة، وقد يكون أكثر ما لفت انتباهي التعامل مع أزمة الأعلاف عندما اتجهت هذه الشركة لشراء مزارع أعلاف مميزة في إحدى الدول اللاتينية لضمان مواردها من الأعلاف، من خلال أملاكها الخاصة عبر القارات ومن خلال سلسلة إمدادات مرنة ودقيقة.
لا شك أن النجاح لا يأتي وليد الصدفة، خاصة عندما يكون النجاح مرتبطا بمنافسة شرسة، ولكن الجميل عندما نتحدث عن هده الشركة فإننا نتحدث عن منتج وطني وضع لبنات أساسية لتجاوز الحدود الجغرافية، مما يعزز ممارسة هذا التوجه من خلال شركات سعودية أخرى وفي مجال آخر قادرة بعون الله أن تحقق نجاحا مماثلا مطلوبا، خلال الفترة القادمة من عمر الاقتصاد السعودي الذي ندعو الله العلي القدير أن يديم علينا نعمة الاستقرار والازدهار.
نقلا عن اليوم