اقتصادنا المعرفي

07/05/2014 0
شعاع الدحيلان

«لا يمكن التحول إلى مجتمع المعرفة دون التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة»، إلا بتوسيع التعليم والتدريب والتعليم العالي والعمل على نقل المعرفة ونشرها وتطوير المناهج والتدريب.

فتحويل المعرفة إلى ثروة، يكون بوضع برامج لتوظيف الخريجين الشباب، ونقل نتائج البحث والتطوير إلى منتجات وشركات، وهذا عن طريق تبني آليات مثل حاضنات التقنية وريادة الأعمال، ومكاتب الربط بين الجامعات ومعاهد البحوث من جهة وفعاليات الإنتاج والخدمات من جهة أخرى.

أهمية زيادة الاهتمام بالأبعاد والنشاطات الإنتاجية لتقنية المعلومات والاتصالات وليس فقط الاستهلاكية منها رافد رئيسي لدعم الاقتصاد المعرفي، شريطة أن يكون وفق برامج تعتمد لذلك من قبل القطاعين العام والخاص، مع تطوير قدرات إدارة المعرفة لدى كافة الجهات والمؤسسات.

كثيرا ما نحتاج إلى متطلبات من أجل إستراتيجية وطنية للتحول إلى مجتمع معرفي، فالإستراتيجية التي أطلقت قبل فترة تتطلب أعواما من أجل تحقيق الأهداف، وغالبيتها تتعلق في التوسع في الفرص التعليمية وزيادة إمكانات التأهيل، فالمعرفة تقوم على أسس، أبرزها رفع جودة التعليم من حيث مواءمته لآخر المعارف والتقنيات الإستراتيجية الهامة للمملكة، ومواءمته لسوق العمل، واعتماد برامج وطنية لذلك، فالهدف هو اقتصاد قائم على معرفة وثروات فكرية وليست ثروات مادية، والاهم هو اهتمام الجامعات بتمكين الطلاب من قدرات الابتكار والمهارات المعرفية العملية وروح المبادرة.

مجتمع المعرفة يتميز باعتماد النمو فيه على عامل المعرفة أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية، فاستثمار المعرفة في جميع قطاعات الاقتصاد يُعد مفتاحا للتنمية وتوليد فرص العمل والتنويع الاقتصادي. 

الاهتمام بالتقدم والتنمية في هذا العصر يقضي بضرورة الاهتمام بتفعيل المعارف التي نحتاجها لبناء إمكانات جديدة ومتجددة، والاستفادة من تقنيات المعلومات والاتصالات على أكمل وجه مُمكن، وصولاً إلى بناء اقتصاد معرفي يُحقق التنمية المُستدامة المنشودة، بوسائل جديدة، تخفض من الاعتماد على الموارد القابلة للنضوب وتضمن مُستقبلاً قابلاً للاستدامة لهذه الأمة.

وكثيرا ما تلجأ المؤسسات في سعيها لتنمية اقتصادها إلى وضع إستراتيجية تعليمية ضمن إطار ما يسمى باقتصاد المعرفة لنشر المعرفة داخلياً على كل المستويات الفردية والجماعية، وعلى مستوى المؤسسة ككل وذلك بهدف توليد قدرات لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للمؤسسة وتحسين أدائها وضمان استمرارها.

فمجتمع المعرفة هو عملية مستمرة والمهم به هو تكوين الزخم والحراك الذي يؤدي لتسريع هذا التحول.

نقلا عن اليوم