منذ العام ٢٠٠٢ ومنذ إطلاق شركة الزامل للخدمات البحرية، وهي شركة متخصصة في صناعة السفن، والكثير يساوره الشكوك عن قدرة هذه الشركة ومدى فرص نجاحها في السوق المحلي مقارنة بمثيلاتها الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، ومنذ ذلك الوقت وعبر تلك السنوات تثبت هذه الشركة للجميع ان لديها قدرة هائلة في تلبية متطلبات عملائها والتوسع محلياً وإقليميا، وقريبا بإذن الله ستكون دوليا في ظل الخطوات الإيجابية المتواصلة لهذه الشركة.
الأسبوع الماضي أعلنت شركة الزامل للخدمات البحرية عن تدشين سفينتها الثانية لهذا العام بعد أربعين يوما من تدشين السفينة الاولى من العام الحالي، وقد يكون هذا الامر طبيعيا في ظل خبرة الشركة المتراكمة منذ تأسيسها وسعيها لتحسين كفاءة وقدرة الانتاج، ولكن ما لفت انتباهي في الخبر المنشور عن هذه المناسبة ان الشركة وقعت عقدا مع حكومة الكويت في تصنيع سفن لإدارة حرس الحدود الكويتية والحديث على لسان رئيس الشركة، وفي هذا الخبر وهذا الإنجاز دلالات ومعان أهمها ان أبناء الوطن لديهم قدرة لإنجاز اعمال كبيرة، ويتلو ذلك ان الشركة أصبحت قوة قومية وإضافية للاقتصاد المحلي عبر قدرتها على تخطي الحدود والحصول على مشاريع خارج الدولة، وهذا ما كنا نطالب به منذ سنوات عبر دعوة الشركات السعودية لتطوير نموذج العمل الخاص بها والاعتماد على محور التنافسية الذي من خلاله يتيح الفرصة للعمل داخل الاسواق المحلية وخارجها.
كثيراً ما تحدثنا عن التوطين وأهمية نقل التقنية والمعرفة عبر المصادر المتاحة، وها هي شركة الزامل للخدمات البحرية تضرب لنا أروع التجارب والأمثال في سلاسة نقل التقنية، عبر انتاج الشركة انواع عدة من السفن البحرية ولأغراض متعددة، وإذا كانت الشركة تجاوز عمرها العشر سنوات وهي تعمل بثبات فيعتبر هذا الرصيد من سنوات الخبرة هو ركيزة وقاعدة لأعمال اكثر تميز وأكثر نجاحا لهذه الشركة نتوقعها مستقبلا، وفي هذا النجاح مثال للكثير من الصناعيين الطامحين في توطين التقنية والمعرفة عبر الصناعات التي يشرفون عليها، وقد يكون هذا العمل تأكيدا على تجاوز مفهوم المستحيل وانه بالفعل بالإمكان اكثر مما كان.
شخصيا أتوقع لهذه الشركة مكانة عالمية وليس محلية وإقليمية فقط، حيث تسلسل نجاحات هذه الشركة يشير الى اننا سنقف يوما امام شركة عملاقة في هذا المجال، لذا أتمنى من الكثير ممن لديه الكفاءة المالية والمهنية ان يستفيد من تجربة نجاح هذه الشركة ليس في أداء أعمالها فقط ولكن لمساهمتها في خلق قيمة مضافة للاقتصاد المحلي للمملكة، فكلي أمنية أن أشاهد عشرات بل مئات الشركات السعودية التي تعمل بأيد وطنية ولها هذه المساهمة الكبيرة في التأثير على شكل ومفهوم الصناعة والاقتصاد بشكل عام.
نقلا عن جريدة اليوم