الأزمة الاقتصاديه الحاليه ليست وليدة السنوات الثلاث السابقه فحسب وان كانت تفاقمت فى هذه السنوات الثلاث فالإقتصاد المصرى يعانى أساس من التشوه الهيكلى فى قطاعاته حيث يعانى من ضيق القاعدة الإنتاجيه و الإعتماد على القطاعات الخدميه والريعيه فقد أنتشرت ظاهرة الإستيراد للسلع الكماليه وأحيانا المستفزه والتى لا تفيد الإ طبقه صغيره من الشعب لا تزيد عن 5% وأزدهر فى نهاية التسعينات نمط بناء المنتجعات والإسكان الفاخر وأنتشرت ظاهرة الإقتصاد الريعى سواء على مستوى الافراد تملك الإراضى والمبانى وتسقيعها او على مستوى الدوله بأعتمادنا المتزايد على دخل قناة السويس و القطاع السياحى وتحويلات العاملين فى الخارج وبالتأكيد جميع هذه القطاعات تخلق وظائف ودخول وتساعد فى رفع معدلات النمو الإقتصادى وهو ما ظهر فى أخر عشر سنوات فى عصر الرئيس مبارك و لكن نمو مؤقت محفوف بالمخاطر حيث أن أحتياجاتنا الرئيسه كلها مرتبطه بالخارج مما يجعلنا عرضه للموجات التضخميه التى يعانى منها العالم فترتفع الأسعار و تقل الدخول الحقيقيه للفئه الأكبر من طبقات الشعب ومع هذا التشوه الواضح فى خريطة توزيع ناتج النمو ظهرت الإحتجاجات العماليه و الذى نتج عنها وعن مجموعه أخرى من المشاكل الأمنيه ثورة 25 يناير ومع التوقف شبه الكامل لهذه القطاعات الرئيسيه المكونه للدخل القومى ظهرت مزيد من المشاكل وتوقف أنتاج العديد من الصناعات التى تعانى أساسا من التقادم التكنولوجى ومن مشاكل الإداره الفعاله التى تتناسب مع عصر أقتصاد المعرفه مما جعل من الضروى البحث عن حلول لمعالجة الأزمه تتميز بوجود جزء منها سريع التأثير لتحريك عجلت الإقتصاد وتقليل عجز الموازنه وتقليل الأقتراض الذى أصبح أزمه كارثيه على حاضرنا بالفوائد المتراكمه على الدين العام وعلى مستقبلنا عند سداده ومن هنا ظهرت الحاجه الى خريطه واضحه للإستثمار فى مصر بعيدا عن الصراعات الحزبيه أو الأحلام الخارجه عن واقع أمكانياتنا فى الوقت الحاضر.
خريطه أستثماريه مبنيه على أسس علميه وقواعد دراسات الجدوى الفعاله لترشيد الإنفاق وتوجيه القرار الإستثمارى الى الإستغلال الإمثل لمواردنا بدون أهدار للموارد والوقت وبوضوح رؤيتنا الإستثماريه سوف نكون أكثر جذبا للإستثمار المحلى أو الإجنبى وتوجيه فنحقق معدلات نمو بصوره متوازنه للوصول الى علاج التشوهات الهيكله فى أقتصادنا والوصول الى التنميه الشامله
بالعمل يتولد الأمل و مع الأمل بمستقبل جيد فى ظل خطه مدروسه سيتولد مزيد من العمل مما يشجع مزيد من الإستثمار و الموضوع أصبح مسألة حياه من ثلاثين عاما كتب الرائع جمال حمدان موسوعة شخصية مصر دراسه فى عبقرية المكان ليترجم أمكانيات مصر فى موقع حباها الله به وثروات وامكانيات بشريه ومزيج حضارى وآن الأون لنترجم ذلك الى أرقام.