أعلنت هيئة السوق المالية عبر موقع تداول عن تطبيق آلية احتساب سعر إغلاق السهم على أساس «المعدل السعري» وليس حسب سعر آخر صفقة عادية (الصفقة العادية هي التي تزيد قيمتها عن 15 ألف ريال)، كان هذا الإعلان بعد إغلاق تداولات السوق في آخر الأسبوع الماضي، على أن يتم تطبيق هذه الآلية في بداية الأسبوع ما بعد القادم، حيث سيتم احتساب سعر إغلاق السهم عن طريق قسمة قيم الصفقات على كميات الأسهم المتداولة والتي تمت آخر 15 دقيقة قبل الإغلاق، فمثلا لو كانت قيم صفقات سهم «س» خلال آخر 15 دقيقة تساوي 200 ألف ريال، وكمية الأسهم المتداولة في نفس الفترة تساوي 10 آلاف سهم، فإن سعر الإغلاق للسهم «س» سيكون 20 ريالا، وهي ناتج قسمة 200 ألف ريال على 10 آلاف سهم.
وأما الهدف من تطبيق هذه الآلية، هو الحد من سيطرة البعض «أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة غالبا» على إغلاقات الكثير من الأسهم، لأهداف كثيراً ما تكون تضليلية لإيهام المتعاملين عن وجود إقبال شرائي (أو بيعي) للسهم في اليوم التالي.
وعن نفسي، فأنا من المتحمسين جدا لتطبيق مثل هذه الآلية في احتساب سعر الإغلاق، خصوصاً وأن سوقنا تسيطر عليه قلة من الصناديق، كما أنه يفتقد للعمق الذي يجعله في مأمن عن سيطرة صندوق أو «هامور» حسب ما اصطلح عليه بيننا في السوق، ولكنني من جانب آخر انتقد توقيت الإعلان عنه، حيث إنه جاء متأخراً قليلا خصوصاً بعد صعود السوق الى مستويات لم نرها منذ 5 أعوام في نكسة 2008، وفي كل الأحوال يبقى اقراره متأخراً خيرٌ من عدمِ اقراره.
والتساؤل الآن الذي يدور في أذهان الكثير من المتعاملين بالسوق، «ماهو تأثير هذه الآلية في احتساب سعر الإغلاق على أسعار الأسهم بالسوق؟».
من وجهه نظري، فإن الإجابة على هذا السؤال نجدها في مضمون هدف اقرار هذه الآلية، والتي تم اعلانها بكل وضوح وهي «التقليل من احتمالية التأثير على أسعار إغلاق أسهم الشركات المدرجة»، ونحن نعلم أن هذه الاحتمالية تزداد في الشركات ذات الأسهم القليلة والتي يسهل السيطرة عليها من شخص أو مجموعة قليلة من الأشخاص أو حتى صندوق وبالتالي فإن هذه الشركات هي المستهدف الأكبر من هذه الآلية، وهو الحد من استخدام سعر الإغلاق كأداة تضليلية للمتعاملين بالسوق.
لكن في اعتقادي فإن التأثير لن يكون طويلا، ربما يحتاج لصوص السوق فترة بسيطة لايجاد ثغره لهذه الآلية للعودة مجددا لاستخدام أداة الإغلاق من ضمن عدة أدوات تضليلية حسب احترافية هؤلاء اللصوص.
نعود لسوقنا، وما حدث في طياته خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث أغلق السوق تعامله الأسبوعي مجددا على ارتفاع اسبوعي قدره 135 نقطة ( 1.4% )، أي أن أدائه هذا الأسبوع أفضل من أداء الأسبوع الماضي حيث كان ارتفاع الأسبوع الماضي بنسبة 1.3%.
إلا أن كميات التداول استمرت في الانخفاض للأسبوع الثالث على التوالي، حيث انخفضت بنسبة 4.6% عن الأسبوع السابق لتبلغ 1,343,113,728 سهماً.
وقد تجاوز المؤشر العام بهذا الارتفاع نقطة المقاومة المهمة عند 9,490 نقطة وقد جاء أغلب الارتفاع من سهم الراجحي يليه سهم سابك ثم سهم اتحاد الاتصالات.
يبقى أن أقول إن القاعدة الفنية تقول إن «الخبر يقتل التشارت» لذا فالاعتبارات الفنية قد تتغير؛ نظرا لحاجة السوق لتغيير قواعد «اللعبة» في الفترة المقبلة لتتماشى مع آلية جديدة قد تغير سياسات التداول لدى الكثير من المتعاملين بالسوق.
وأعتقد أننا خلال الاسبوع القادم سنرى ايجابية مضاربية في بدايته؛ للاستفادة من الفرصة المتاحة للتحكم بإغلاق السهم خلال اسبوع واحد ثم نرى السلبية اخر الاسبوع.
ومن الطبيعي خلال هذه الفترة أن نرى اختلافات للرأي حول وضع السوق على اعتبار أن لكل شخص قراءته الخاصة لتأثيرات آلية الاغلاق الجديدة.
نقلا عن جريدة اليوم
ستكون ( تكلفة ) التأثير على سعر الإغلاق ( أعلى ) مع تطبيق " المعدل السعري "
ممكن توضيح أكثر
السلام عليكم السوق يسيطر عليه قلة من ((الافراد)) وليس الصناديق. الاغلاق وبصورته الحالية عادي وبعض التلاعب فيه ايضا ويتشابه مع غيره من الاسواق العالمية ولا يدعو للأيهام لا بالشراء ولا بالبيع. هل الاختلاف بخمس او عشرة هلالات(25/50 في الكبيرة) هو ايهام للمتداولين؟ لصوص الاسواق المالية الذين تتحدث عنهم في مقالك موجودين فيها جميعا ولكن بدرجات مختلفة وفي السوق السعودية كذلك ولكنهم كثار جدا ولديهم تراخيص رسمية للقيام بذلك واحد الجهات التي تعطيهم تلك التراخيص هي هيئة السوق ويشجعها امثالك بالتصفيق لقرارات عقيمة غير مدروسة مثل هذا القرار الأخير والذي ذكرنا انه كذلك من اللحظة الاولى وقبل عدة أشهر . واضح انك وامثالك لا تعرفون معنى تداول 15 دقيقة في الاسواق المالية. لنعطيك مثال وحدث امس مثلا في سهم انعام حيث تحرك السهم في 15 دقيقة ريال و10 هلالات وما يقارب المليون سهم 37.20الى 38.10 فماهو السعر لو حدث هذا في نهاية التداول ؟ وعادي جدا طالما هناك اخبار وبالامكان التذبذب بما يلائم المتداولين جميعا....الموضوع شائك وطويل ولكن هناك من يسمع ويكتب أمثالك وآخرين يسمعوا ويشاهدوا ويتابعوا ويسجلوا ويناقشوا للوصول الى ما يكتبون وهم قراء واعضاء ارقام الذين ينبهون امثالكم الى حقائق الامور ومن داخلها وليس من المدرجات.