الزكاة كركن من اركان الاسلام وشروطها وواجباتها هي مجال للمتخصصين في الشريعة، وانا من المؤمنين بالتخصص ولذا اترك هذا المجال، ولكن من ناحية اقتصادية هناك خصائص تميز الزكاة وتجعلها تختلف اختلافا جوهريا عن الضريبة بالرغم من الاعتقاد بانهما متشابهتان او وجهان لعملة واحدة، وهذا غير صحيح بتاتا فالزكاة تختلف في الشكل والمضمون والتأثير عن الضريبة.
ولنوضح هذا الاختلاف بمثال لاخوين ورث كل منهما مليون ريال، وقام الاخ الاول ولنسمه (احمد) بالعمل على تنمية ماله واجتهد ليلا نهارا لتشغيل هذا المال وبذلك حصل على مردود بنصف مليون كدخل.
اما الاخ الثاني ولنسمه (سعيد) اكتفى بايداع ارثه او حفظه في خزنة منزله ولم يحصل على أي عائد يذكر من هذا المال، والان تأتي مصلحة الضرائب لتأخذ من احمد مالا يقل عن ثلاثين بالمئة من دخله او تأخذ مئة وخمسين الف ريال من النصف مليون التي جناها، بينما سعيد لن يدفع شيئا، فليس لديه دخل يذكر لانه اساسا لم يعمل وبالتالي لن يدفع ضرائب على الدخل، وهكذا فإن نظام الضرائب كافأ سعيدا على عدم عمله وغرم احمد على اجتهاده، وللعلم فإن هذه الغرامة على العمل والاجتهاد هي غرامة تصاعدية، ففي معظم دول العالم تزداد نسبة الضريبة كلما زاد الدخل، وهكذا كلما عمل المرء اكثر ونجح اكثر دفع جزءا اكبر من دخله للضرائب، بل ان في بعض الدول الاوروبية وصلت نسبة ضريبة الدخل الى اكثر من تسعين في المئة، بمعنى انه لكل مئة ريال اضافية من الدخل يدفع المواطن اكثر من تسعين ريالا للدولة ويحتفظ باقل من عشرة ريالات، فكيف يقبل أي شخص ان يجتهد ويعمل وهو يعلم ان معظم نتيجة عمله يذهب لغيره ؟
اما الزكاة فانها تجب بنفس النسبة والمقدار على احمد وسعيد، فكلاهما ورث مليون ريال وكلاهما يجب عليه دفع (2 ونصف في المائة) او 25 الف ريال سنويا سواء عملا على تشغيل هذه الاموال والاستفادة منها او قاما بتخزينها دون فائدة، بالتالي الذي يترك الثروة كما هي سوف يشاهدها تتآكل بالزكاة سنويا اما الذي يعمل على تنميتها فانه لن يدفع شيئا من ايرادها، واذا ما زاد الايراد عن حاجته وبالتالي نمت الثروة فإن هذا في صالحه، لانه عند نمو ثروته سوف يحتفظ بسبعة وتسعين ونصف في المئة من هذه الزيادة في الاموال ولن يدفع الا نسبة (2 ونصف %) للزكاة.
وهكذا فإن الزكاة تشجع العمل والانتاج وتعاقب الخمول والكساد، بينما الضريبة تعمل بعكس ذلك، وهذا الاختلاف الجذري ما بين الزكاة والضريبة لا ينعكس فقط على الفرد المنتج وانما له اثار قوية على الاقتصاد ككل، فكلما تم تشجيع الانتاج زاد المعروض من السلع مما يؤدي الى توفرها ويضغط على تخفيض اسعارها، بينما للضريبة اثر عكسي، فهي تزيد من تكاليف الانتاج وتقلص المعروض مما يخفض من توفير السلع ويساهم في زيادة اسعارها، وهكذا في الزكاة يستفيد المجتمع من توفر المعروض ورخص الاسعار ويستفيد الفرد من احتفاظه بدخله ويستفيد الاقتصاد من تشجيع الانتاج، وكذلك تستفيد الدولة ايضا، فالذي يعتقد ان الدولة تحصل من الزكاة اقل مما تحصل من الضريبة لم يحسبها بدقة، فالزكاة هي على كل الثروة وبالتالي حتى ولو كانت نسبة بسيطة كاثنين ونصف في المئة، فإن حصيلتها أعلى من فرض ضرائب حتى ولو كانت نسبتها على خمسة وعشرين بالمئة، ولهذا ولاسباب اخرى فان مصلحة الزكاة اكبر من حصيلة الضرائب ولذلك فإن الدولة ايضا تستفيد من الزكاة اكثر مما تستفيده من الضرائب على الدخل.
نقلا عن جريدة عكاظ
بافتراض ان الشركة راس مالها ٥٠ مليون واربحها ٥٠ مليون الزكاة = ٢.٥ مليون اما الضريبه ٣٠ ٪ = ١٥ مليون كيف الزكاه اعلي مردود من الضريبه
الضريبة حسب تعبير الكاتب غرامة على جهده وهذا خطأ جسيم.. هي ثقافة العطاء ومنع التضخم وتحسين الخدمات الأمنية وهي كما وتخفيف من الطبقية الاجتماعية التي تتكاثر عندنا وتغيب عند الغرب وهي سبب تضخم العقار عندنا حيث أن الأرض لها قيمة وتاجر العقار لا يزكي مما سبب طبقتين عندنا واحدة قوية تأكل الضعيفة وتحتكر السلعة حيث أن الأسلام لم يجعل للأرض قيمة سابقا بل تركها لمن يقيم عليها منافع الحجر والشجر وجعل الزكاة على المنافع منها أما الآن فأصبحت الأراضي سلعة لذا يجب فيها الزكاة أو أن يفسح لها المجال بشرع الله لمن أراد أن يقيم عليها منافعه .. أو أن يطبق القانون الغربي بفرض عوائد دخل على تجار العقار
المشكلة أننا لا إلى الزكاة ولا إلى الضريبة في العقار
خير دليل على أن الضريبة لا تعاقب .. عدم وجود تضخم عقاري في الغرب و هو موجود عندنا لو قسته على مدخول المواطن
لكن على الجانب الآخر الغني عندما يربح قد لا يكون هذا مكافأة على "اجتهاده" فكلما زاد المبالغ زادت العلاقات والقدرة على الكسب بدون جهد. ولذلك الضرائب بالغرب تصاعدية. النظام الاقتصادي الآن به corperations وهم يربحون باقل جهد وليس كما كانت الحياة قبل عالم الشركات بشكلها الحالي. ثم ان الضرائب تتغير لعمل حساب للتضخم... اما الزكاة فلا. فيجب ان نكون غير منحازين او عاطفيين ان اردنا الحق.وموضوع التضخم ايضا تغير بالنظام المالي الجديد بسبب التوجه الكينزي بالاقتصاد. باختصار الزكاة كانت نظام ضريبي بشكل معين, والاشكال تختلف. لكل شكل مزاياه وعيوبه.