القيمة الإجمالية السنوية لرواتب موظفي الدولة

19/02/2014 19
عبد العزيز الجميعة

يتداول العامة وكتاب الرأي "مقالات وأحاديث وأخبار عن الرواتب والزيادة...إلخ"، وإشاعة يسعى البعض لترسيخها ومفادها "ضخامة قيمة إجمالي رواتب موظفي الدولة" وإستحواذها على نسبة كبيرة من إجمالي الإيرادات الحكومية السنوية -ورغم أني لست موظف في إحدى قطاعات الدولة- ولكن هذا غير صحيح إطلاقاً.

وفعلاً حدث ما خُطط له وترسخت تلك الإشاعة لتتحول إلى حاجز قوي يحيل ويستحيل معه رفع الأجور.

إلا أن الحقيقة المغيبة بفعل فاعل أن القيمة الإجمالية للأجور في الوقت الراهن ((ومن مصادر مؤكدة))، وخصوصا مع طفرة إرتفاع أسعار النفط خلال السنوات العشر الماضية أصبحت تبلغ قيمة "بند رواتب موظفي الدولة" ما نحو 50 مليار دولار سنوياً، من إصل إيرادات إجمالية حكومية والتي تبلغ حوالي 330 مليار دولار في عام 2013م.

وحيث أن عدد الموظفين في الدولة لا يتجاوز المليون موظف، وأن مصاريف الدولة السنوية على أجور موظفيها يقارب إنفاقها على الأمن والدفاع - وهنا أتحدث عن الإنفاق على شراء المعدات وبنود الصيانة والتطوير فقط- فإننا نحتاج إلى تحفيز نمو الرفاهية الإجتماعية، وإستدامة نمو التجارة، وقطاع الصيرفة والخدمات المالية، والقوة الشرائية المحلية.

أي نحتاج إلى إستخدام آلية رفع الرواتب إلى نسب غير ضعيفة، ولكن يجب قبل ذلك، وضع خطة إستراتيجية تستند على بنية تحتية علمية حديثة وقوية ذات كفاءة وفاعلية عالية.

تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، والإستثمار المكثف "بالرأس المال البشري"، وتدعيم ثبات رخاء الإقتصاد، والمالية العامة، والإنفاق الحكومي على تطوير البنية التحتية.

والأهم من ذلك، رفع معدلات إنتاجية موظفي الدولة إلى نسب مرتفعة، وتعزيز مستوى جودة الخدمات العامة، وايضا تنمية القطاع الخاص، وتقزيم نمو القطاع العام عبر التوجه نحو الخصخصة، وكبح تسارع معدلات نمو إستهلاك الطاقة الشاذ محلياً، وتصحيح أسعار الأراضي المبالغة، والقضاء على الفساد الإداري والمالي، وإنهاء البيروقراطية الحكومية.