الرياض منطقة غنية وواعده بالإكتشافات النفطية والغازية

21/01/2014 1
عبد العزيز الجميعة

يتميز إقليم العروض عن غيره في شبة الجزيرة العربية وعلى مستوى العالم في إمتلاكه أكبر إحتياطي مؤكد من النفط، وتمثل نسبة الإحتياطات فيه 40% من إجمالي الإحتياط العالمي المؤكد، وهنا نشير فقط  إلى الإحتياطات التقليدية النفطية المؤكدة. 

وإن العروض جغرافياً هو إقليم يضم كل من منطقتي الرياض والشرقية بالمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي بإستثناء عمان، وكما عرف هذا الإقليم تاريخياً بإسم بلاد اليمامة والبحرين.

وإن هذا القسم الجغرافي المميز والذي يقع في وسط وشرق الجزيرة يعد من أغنى وأهم الأقاليم على مر العصور في جزيرة العرب وذا أهمية جيو إستراتيجيه عالمية، وكما أن اليمامة على مر سالف الأزمان مرتبطه بالبحرين إجتماعياً، وإقتصادياً، وسياسياً. والمعلومات الآتية تخص اليمامة أو مايعرف اليوم بالرياض. 

الرياض تتميز في أنها منطقة رسوبية وتشير كافة الدلائل الجيولوجية إلى وجود إحتمالات كبيرة بإكتشاف كميات وفيرة بمشيئة الله من النفط والغاز التقليدي والغير التقليدي. ولا يغيب عن ذهن أي جيولوجي بأنه وفي  عام 1948م  تم إكتشاف حقل الغوار في محافظة الأحساء - محافظة الخير- الذي يقع بالقرب من جنوب شرق العاصمة السعودية، وكما أنه يضم أكبر مخزون نفطي بري على مستوى العالم،  ويمثل إنتاجه اليوم نحو 50% من إنتاج النفط السعودي الخام الكلي.

وعندما قررت شركة أرامكو في التمشيط خارج منطقتها الرئيسية نظرت أولاً إلى الرياض ذلك أنها بمقدورها جيولوجياً على إحتواء ثروات هيدروكربونية غير أنها تقع بجانب إحدى أكبر المكامن النفطية العالمية كالغوار، والخريص.

وكان أول إكتشاف حقل نفطي بمنطقة الرياض - حقل الحوطة- في أواخر الثمانينات بعد جهد بسيط من أعمال البحث والتنقيب بالقرب من أعمالها التقليدية - المنطقة الشرقية- وتحديداً في جنوب شرق منطقة الرياض، ومن ثم تلت إكتشافات أخرى من عام 1989م حتى إلى عام 1997م.

أي خلال 8 سنوات فقط تم ولله الحمد إكتشاف مايقارب 18 حقل في نفس الموقع وبإحتياطات وفيرة من النفط والغاز، وكان 17 منها حقول بترولية حلوه ومصاحبة بغاز حلو، وحقل غاز حلو واحد. ويعد نوع الزيت فيها هو الأفضل على الإطلاق عن غيره من الزيوت المكتشفة في المملكة، كما يعد أفضل أنواع الزيوت عالمياً حيث يتم تفضيله دولياً وبشدة، وذلك في تغذية المصافي أو كلقيم للصناعات البتروكيماوية، كما أنه يتميز في إرتفاع سعره عند بيعه كخام عن غيره نحو 10%.

وقد صرح معالي وزير البترول آبان إفتتاح مرافق الإنتاج بمنطقة الرياض في عام 1997م، تحت رعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - آنذاك عندما كان ولياً للعهد، وقال معالي وزير البترول بأن "هذه الإكتشافات هي أول إكتشافات تحققها أرامكو خارج منطقة أعمالها التقليدية بعد توجيه من الملك فهد بن عبدالعزيز في أن تتوسع شركة أرامكو في أعمال التنقيب لكل موقع يحتمل العثور على الزيت والغاز فيه". وصرح معاليه كذلك في أن "نوع الزيت المكتشف في منطقة الرياض متميزاً عن الزيوت التي سبق إكتشافها، وذلك لخلوها من الشوائب والغازات السامة، وإنخفاض نسبة الكبريت فيه.

كما أن نسبة المكرارات الخفيفة فيه عالية قياساً على كثير من أنواع الزيوت الخام المعروفة في العالم، مما يجعله أكثر مرغوبية في السوق العالمية". وقال كذلك "أن نوعية الزيت المكتشف في الرياض ممتازة إلى حد دفعنا إلى تسميته عن جدارة الزيت العربي الخفيف الممتاز، ولجودته العالية فأننا الآن ندرس إمكانية معالجته محلياً وذلك عن طريق تكريره وتحويلة إلى لقيم للصناعات البتروكيميائية".

الحقول المكتشفة من عام 1989م  حتى عام 1997م، من منظمة أوبك العالمية:



صورة تعبر عن حقول منطقة الشرقية، وكما حقول منطقة الرياض:



أما الحقول التي تم إكتشافها والإعلان عنها من قبل أرامكو في عامي 2004م، و 2005م، هما حقل أبو سدر، وحقل دعيبان 1، وكلاهما من النوع الزيت الحلو والمصاحب بغاز حلو، وحقول أخرى تم إكتشافها ! بعد حقلي أبو سدر، ودعيبـان1.

والجدير بذكره أن أرامكو لم تهتم كثيراً بالرياض على الرغم من ضخامة مساحة المنطقة المناسبه لتكوين النفط والغاز فيها والفرص الواعدة بها من حيث علم الجيولوجيا، وكما أن خريطة الرياض تقع ضمن فيما يسمى بالحوض الترسيب العربي الكبير، وهو أكبر خزان طبيعي للنفط والغاز في العالم وكان في العصور الغابرة بحر. 

وفي العام الماضي صرحت أرامكو أنها تعتزم بتصوير ثلاث مناطق في المملكة وهي كالأتي: الشرقية، والرياض، ومكة المكرمة. لتحديد مواقع الثروات النفطية فيها قبل مرحلة التنقيب والإكتشاف.

وتعد الرياض حالياً ثاني أكبر منطقة بالمملكة وفق المصادر الموثوقة من حيث عدد الحقول المكتشفة، والإنتاج، والإحتياطات الهيدروكربونية المؤكدة بعد منطقة الخير،  والأولى من حيث نوع الزيت المكتشف.

وكما أن الإنتاج بدا من حقل النعيم ((الصغير من نوعه)) في عام  2009م  بـ 100 ألف برميل يومياً من النفط العربي الخفيف، و90 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الحلو المصاحب، وإنتاج غاز النعيم الحلو المصاحب أعلى من الإنتاج المستهدف من حقل مدين الغازي المتواجد بتبوك والمطور موخراً. وتهدف أرامكو برفع إنتاج حقل النعيم إلى 350 ألف برميل يومياً من الزيت المصاحب بالغاز.

وإنتاج حقل الحوطة، والدلم، والرغيب... إلخ يتخطى إنتاج النعيم.

وفي الختام إني متفائل بالله بشكل كبير في أن الفترة القادمة سوف يتم الإفصاح عن إكتشافات جديدة ونوعية من النفط والغاز في منطلق تأسيس الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة.