هل نحتاج للفوز بمعرض اكسبو القادم؟

06/01/2014 6
محمد عبدالله السويد

أسعدنا جداً أن نشاهد فرحة الأشقاء في دبي لحظة فوزهم باستضافة معرض اكسبو القادم فقد عملوا بجد للفوز به خاصة وأن طبيعة هيكل دبي الاقتصادي يحتاج إليه بشدة لكي يستمر ازدهار المدينة للسنوات المقبلة بإذن الله، هذا الانجاز الذي حققته دبي يجعلنا نطرح تساؤلات عدة وأهمها هو هل من المفترض أن نقتدي بنموذج دبي الاقتصادي؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال دعونا نتفحص طبيعة دبي الاقتصادية والأحداث التي مرت بها خلال السنوات الماضية، نظام دبي، او حتى الإمارات الاقتصادي لا يعتمد على صناعات ذات اضافة نوعية تعتمد على الاستهلاك المحلي، فعدد السكان محدود جدا مقارنة بدول المنطقة بالإضافة إلى أن اكثر من 80% من السكان يعتبرون أجانب مستقدمين.

هذه التشكيلة السكانية جعلت من غير المنطقي خلق صناعات تتطلب استهلاكاً محلياً كبيراً نسبياً كصناعة السيارات أو ماشابه، لذا اتجه قادة البلد إلى دعم صناعة الطيران الدولي وقطاع العقار الداخلي قبل عدة سنوات، صناعة الطيران الدولي ممثلة بطيران الإمارات اثبتت نجاحها خلال السنوات الماضية، ولكن دعم القطاع العقاري المحلي كان سيعرض مشروع المدينة للفشل التام، فبعد انهيار العقار خلال سنة 2008 لم تتمكن المدينة من اكمال بناء الجزر الأخرى وقامت ابو ظبي بدعم دبي ب 30 مليار دولار بشكل متتال على شكل سندات، وهو السبب الذي أدى لتغيير مسمى برج دبي إلى برج خليفة لحظة افتتاح البرج.

يجدر بالذكر أن دبي سعت بشكل حثيث لدعم قطاعات أخرى في المدينة كالقطاع المالي المحلي والدولي، وقطاع الشحن، وقطاعات اخرى ولكن معدل نمو هذه القطاعات كان محدود جداً وكان فقط انعكاساً للفقاعة العقارية السابقة، فالاستهلاك المحلي لا ينمو بشكل مستقر، بعد انفجار الفقاعة العقارية سنة 2008 انخفض التضخم بشكل كبير جدا ومعه الاستهلاك المحلي وذلك بفعل انفجار الفقاعة العقارية وهروب الوافدين من المدينة بسبب فقدهم لوظائفهم. إضافة إلى ذلك، انخفضت أجور الوافدين بشكل مستمر ولعدة سنوات إلى أقل 50% من مستوياتها خلال الطفرة العقارية.

عندما تقارن السعودية بدبي ستجد أن أهمية معرض اكسبو لدبي أكبر بكثير من أهميته لنا في السعودية، فليس لدينا صناعة طيران دولية تساهم في الناتج المحلي وليس لدينا أيضا قطاع سياحي يستحق الدعم بخلاف الحج والعمرة. المثير في الأمر أنه مع ان مقوماتنا الاقتصادية أكبر من دبي بشكل كبير جدا وتحديدا حجم الاستهلاك المحلي ولكننا نتشارك معهم ومع دول الخليج الأخرى أن حجم استهلاكنا المحلي لا يرقى لأن يجعلنا نبني أو ندعم صناعات محلية تعتمد على استهلاك محلي كبير نسبيا كصناعة السيارات أو أي صناعة مشابهة.

بغض النظر عن ذلك، فلدينا عنصر من الموارد متاح بوفرة ويعتبر ميزة نسبية بالاضافة إلى النفط ولكننا تقاعسنا عن استغلاله لعقود من الزمن، هذا المورد هو المال والثروات المحلية الناتجة من النفط والتي تعتبر كافية جدا لأن نبني صناعة مالية دولية بخبرات محلية، فمهارات ادارة الاستثمارات وتقنياته يمكن نقلها بسهولة إلى السعودية واستخدامها لبناء صناعة مالية متقدمة بسهولة لتخدم المستثمر المحلي والدولي معا.

ربما تأخرنا كثيرا في استغلال هذه الفرصة ولكنها مازالت قائمة فمركز الملك عبدالله المالي يمكنه ان يكون نواة لمشروع نظام مالي حر منفصل عن النظام المحلي، ويمكن استغلاله لبناء نظام مالي مستقل بمقاييس دولية تحتوي على معظم عناصر القطاع الفاعلة ليعود علينا بالنفع ويحقق هدف تنويع دخل البلد.

نقلا عن جريدة الرياض