من أساسيات الاستثمار في كل مكان و زمان كانت العبارة الشهيرة «لا تضع بيضك في سلة واحدة» على اعتبار أن تنويع الاستثمار إن كان على مستوى نوعية الأصول أو الصناعة أو المناطق الجغرافية أو العملات أو الفترات الزمنية أو غيره سيؤدي حتماً إلى تخفيض المخاطر سواء كانت هذه المخاطر مخاطر منتظمة (المخاطر العامة التي تؤثر بشكل شامل) أم كانت مخاطر غير منتظمة (المخاطر الخاصة التي يكون تأثيرها محدد)، وأعتقد أننا جميعاً كنا نؤمن بصحة هذه العبارة لفترة طويلة.
لهذا السبب، كنا نجد كبريات المؤسسات الاستثمارية حول العالم و أكثرها احترافية تحرص دائماً على تنويع محافظ عملائها بحسب أهدافهم الاستثمارية للعائد المتوقع و درجة المخاطرة من خلال أخذ مراكز في الأسهم و أدوات الدخل الثابت و الودائع الإدخارية و النقد إلى جانب الاستثمارات البديلة المكونة من عقارات و أسهم الملكية الخاصة و صناديق التحوط و السلع و الاستثمارات المركبة إلخ، بحيث يكون معامل ارتباط الأداء بين هذه الاستثمارات جميعاً عند أدنى نقطة ممكنة أو ربما بالسالب و هذه نتيجة طبيعية لأن هذا هو جوهر عملية «تنويع المخاطر» في أي محفظة استثمارية.
إلا أن الأزمة المالية العالمية التي ضربت الأسواق المالية حول العالم عام 2008م كشفت لنا مع الأسف الشديد «خطأ» هذه العبارة التي كنا نتعامل معها على أنها إحدى المسلمات في عالم الاستثمار مع انهيار الأسعار في مختلف الأصول الاستثمارية دفعة واحدة كما لو أنها «كتلة واحدة» كما يعلم الجميع، حيث لعبت المخاطر المنتظمة دوراً رئيسياً في التأثير على المخاطر غير المنتظمة (التي لم يعد لها قيمة في ذلك الوقت) بينما فشل معامل الارتباط فشلاً ذريعاً في تخفيض المخاطر لأنه و ببساطة كان يعتمد على أرقام تاريخية لا تفيد في أوقات الأزمات.
الآن، أستطيع القول و بكل أسف إن «تنويع الاستثمار» ليس بالضرورة أن يخفض من المخاطر دائماً (و أرجو أن تضعوا أكثر من خط على كلمة دائماً) بينما برز كل من «التحوط» و «التنبؤ» على أنهم الأدوات الأكثر موثوقية في الأسواق المالية لتخفيض المخاطر بالمقارنة مع «تنويع الاستثمار» و بشهادة الأزمة المالية العالمية نفسها بإعتبار أنها كانت اختباراً حقيقياً، و في رأيي المتواضع أرى أن «التنبؤ» الذي يعتمد على متابعة مؤشرات استباقية للأزمات سيكون له دوراً أكبر في اتخاذ القرارات الاستثمارية مستقبلاً بهدف تعظيم العائد على الاستثمار و إن كان «البيض كله في سلة واحدة» و الله أعلم.
نقلا عن جريدة الجزيرة
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
مع احترامي للكاتب، لا تتوافق وجهة نظر الكاتب مع نظريات الاقتصاد والتمويل. من المعروف أن المخاطر المتعلقة بالنظام الاقتصادي أو صناعة (systematic risk) ما ككل لا يمكن التخلص منها أو التخفيف من حدتها بالتنويع، لذلك يطلق عليها مصطلح المخاطر الغير قابلة للتنويع (undiversifiable risk). أما المخاطر المتعلقة بأصل من الأصول (unsystematic risk)، أي المخاطر الغير متعلقة بالنظام الاقتصادي أو الصناعة ككل، فيمكن التخفيف من آثارها (وليس التخلص منها مطلقاً) عن طريق التنويع، لذلك تسمي (diversifiable risks).
صحيح كلامك ، لكن مقدار الundiversifable risk يزيد مع الأزمات. ذكرت دراسة أعدها د. جون هال من جامعة تورنتو أجريت بعد الأزمة العالمية أن إدارة المخاطر ينبغي أن تتضمن حكم وإشراف الإدارة وأن تعتمد بشكل أقل على ميكانيكيات نماذج حساب القيمة تحت الخطر "Risk management should involve more managerial judgment and rely less on the mechanistic application of value-at-risk models" هذا يدل على أن المخاطر تزيد وقت الأزمات وترتبط معاملاتها بشكل أكبر.
كلام سليم. حكم وإشراف الإدارة مطلب ضروري. وهنا يتضح دور الإدارة أو فطنة المستثمر. فعلى سبيل المثال، لو أن مدير محفظة استثمر في قطاع البتروكيماويات في السعودية خلال السنوات الخمس الماضية -فرضاً- وهو قطاع مرتبط بالاقتصاد العالمي إلى حد كبير، لكان لزاماً عليه أن يستثمر في قطاع دفاعي (defensive sector) مثل الغذاء أو الصناعات الصيدلانية أو قطاع مرتبط بشكل كبير بالاقتصاد المحلي كالأسمنت. بهذا يكون قد تحوط في استثماراته المرتبطة بالاقتصاد العالمي الذي يعاني من الكساد بالاستثمار في قطاع نامي وحيوي مثل الأسمنت نظراً للطفرة العمرانية واستثمار الدولة في البنية التحتية بشكل كبير خلال نفس الفتر. بمعنى آخر، أن معامل الارتباط (correlation) هنا سالب. عملية التنويع بالتأكيد يجب أن تكون مدروسة من قبل الإدارة كما في المثال السابق وليست عشوائية.
عزيزي : لو قمت بتنويع استثماراتك في سوق الاسهم السعودي لوجدت الفرق .. والكثير من الناس نوع محفظته ب ٢٠١٣ من بنوك وتجزئه وفنادق واسمنتات : وبالاخير الارباح كانت مجزيه
الاستثمارات طويلة المدة يكون التنويع اساسي في تقليل اي مخاطر محتملة اما على على المدى القصير سنة واقل يكون التنويع تأثيره محدود على المحفظة الاستثمارية
أؤيد ماطرحت استاذ محمد .. بارك الله فيك وجزاك الله خير
وين يأبو الشباب . ما هذا الهذيان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الناس تكبر ويتعمق فهمها وناس تكبر ويضمحل عقلها ....
الاستاذ محمد .. اعتقد بان نظريه التنويع الاستثماري وتخفيف المخاطر تتلاشى في حالة حصول الانهيارات الاقتصاديه واعتقد بان الابحاث اظهرت النقطه هذه. وارجوا الوضع بالاعتبار بان اجمالي المخاطر عباره systematic risk + unsystematic risk = total risk السيتيماتيك ريسك يعكس مخاطر السوق وتقاس بالبيتا وهذا لايمكن الابتعاد عنه بالتنويع .. اما الاون سيستيماتيك ريسك فيمكن تخفيفه عن طريق تنويع اوجه الاستثمار وبعض الابحاث لمحت بان عدد الشركات يجب ان يتجاوز 3- سهم تقريبا.
30 سهم