تعقد الأوبك اجتماعها الدوري رقم 164 في فيينا اليوم الاربعاء؛ لمناقشة أوضاع سوق النفط العالمية فى ضوء الأسعار الحالية، والتى تراوحت ما بين 105-110 دولارات للبرميل.
لاشك أن هذه الأسعار مريحة لدول المنظمة، ولذلك فانه من المتوقع أن يكون الاجتماع اعتياديا وبدون ضغوط،ويتوقع أن تتم مناقشة سياسة الانتاج المتبعة للمنظمة، والتى تتراوح ما بين 29.5-30 مليون برميل يومياً, مع التطورات العالمية الحالية مثل حالة الامدادات وتناسقها مع الطلب العالمى, ومدى تأثر الأسعار بحالة الاضطرابات التى تعيشها ليبيا، والتى كان لها اثر بالغ على تراجع انتاج البلاد من النفط، وانخفاض التوتر بين ايران والغرب مع الاتفاق النووى والذى سيسمح لايران بموجبه تصدير المزيد من النفط الخام.
ولكن يجمع الكثير من الخبراء أن موضوع انتاج النفط الصخرى، هو من أكثر المواضيع الساخنة والمبهمة التى تواجه المنظمة، لان مستقبل هذا النفط غير التقليدى يبقى غامضاً، مع تزايد الشكوك على الاستمرار فى الانتاج مع ارتفاع التكاليف، والاصوات المنددة بالتأثير السلبي على البيئة واستقرار التربة.
وفى الجهة المقابلة هناك كثير من التقارير العالمية تصف الزيت الصخرى بالعامل الرئيس الذى سيحدد أسعار النفط المستقبلية.
ولقد حصلت تطورات كبيرة في أمريكا في السنوات الخمس الاخيرة، أدت لتغيير كثير من البديهيات فى أمور النفط. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مستهلك وأكبر مستورد للنفط فى العالم، إذ انها تستهلك حوالي 22% من الانتاج العالمي للنفط؛ لذلك من المفيد فهم حاجة الولايات المتحدة لاستيراد النفط، وتغيرها مع الوقت حتى نستطيع رسم صورة منطقية لتفسير ماذا يحدث أو التنبؤ بما سيحدث فى عالم النفط.
لقد ارتفع انتاج الولايات المتحدة من السوائل البترولية هذا العام بحوالي 0.9 مليون برميل يومياً، ولقد تعدى انتاج امريكا من النفط في شهر نوفمبر المنصرم حاجز 8 ملايين برميل باليوم، بعد أن كان فى عام 2005م حوالى 5 ملايين برميل، واستمر على ذلك حتى شهر اغسطس 2009م، ومنذ ذلك الوقت ارتفع بحوالى 3 ملايين برميل يومياً فى فترة ثلاث سنوات أى بمعدل مليون برميل سنوياً.
لاشك أن تأثير ارتفاع انتاج الزيت الصخري قد تمت معادلته حالياً بانخفاض انتاج كل من ايران وليبيا، ولكن ماذا لو رجعت ايران وليبيا إلى انتاجهما الاعتيادى؟ ومن هنا تأتي حالة عدم اليقين، هل يستمر التصاعد والتسارع فى انتاج الزيت الصخري؟ أم أن الانتاج الأمريكى وصل للذروة؟ كل هذه اسئلة تهم الاوبك، لان لها علاقة مباشرة بالطلب الامريكى على النفط المستورد وبالتالى على الاسعار.
ولقد استوردت أمريكا في الفترة من مايو 2006م الى سبتمبر 2006م ما معدله 15 مليون برميل يومياً، وبينما وصل استيرادها في اواخر نوفمبر المنصرم الى أقل من 9.5 مليون برميل يومياً، اى ان الفرق أكثر من 5 ملايين برميل باليوم (حوالى 17% من انتاج الاوبك).
وهذا يدل على ان حاجة امريكا لاستيراد البترول تتضاءل وتتوقع كثير من التقارير ألا يتعدى استيراد امريكا من النفط حاجز 5-6 ملايين برميل باليوم، وذلك بفضل تطور التقنيات الخاصة بانتاج الزيت الصخري، الذى وصل معدل انتاجه هذا العام الى حوالى 2.4 مليون برميل يومياً، والتى جاءت كنتيجة للاموال الطائلة التى انفقت على البحث العلمي لتطوير تقنيات تفيد المجتمع الامريكى.
وخلال الفترة من 2003م والى 2008م ارتفعت أسعار النفط سنوياً بمعدل 11.5 دولار للبرميل، ثم انخفضت بعد الازمة الاقتصادية العالمية فى عام 2008م، وعادت وارتفعت من جديد لتستقر عند 110دولارات للبرميل منذ 2011م وحتى الان.
ولقد وصل الاعتماد الامريكى على النفط المستورد الى القمة فى الفترة المذكورة من عام 2006م نظراً لتوفر النفط التقليدى بأسعار معقولة، ولكن بعد 2006م بدأت تنخفض قليلاً الكميات المستوردة مع ارتفاع اسعار النفط العالمية، الا ان هذه الارتفاعات الكبيرة وغير المسبوقة لأسعار النفط جعلت من البدائل سلعا منافسة ومجدية تجارياً، وبدأت الشركات الصغيرة تؤسس للمرحلة الحالية من الانتاج للسوائل البترولية غير التقليدية بواسطة تقنيات الحفر الافقى للزيت والغاز الصخرى، التى اذهلت العالم وغيرت عالم الطاقة.
وصل معدل سعر برنت فى 2009م الى 61.7 دولار للبرميل وارتفع الى 80 دولارا فى 2010م، ومن ثم استقر عند مستويات 111 دولارا من 2011م وحتى 2013م.
وفى الأعوام 2005-2007م حين كان استيراد امريكا للنفط على اشده كان عندئذ سعر الخام اقل من 60 دولارا للبرميل.
إذاً رافق ارتفاع أسعار النفط من 60 الى 111 دولارا للبرميل ارتفاع غير مسبوق فى انتاج الولايات المتحدة من النفط غير التقليدى، والذى عادة ما يكون عالي التكلفة مقارنة بالتقليدى.
ويجب ألا ننسى ان زيادة الانتاج الامريكى من السوائل البترولية قد خفض فاتورة استيراد امريكا للنفط بحوالى 200 بليون دولار سنوياً، حيث من المتوقع ان ينخفض استيراد امريكا للنفط الخام الى 5 ملايين برميل فقط فى عام 2014م.
ولو استمر انتاج امريكا بالارتفاع بأكثر مما هو متوقع من سوائل الوقود غير التقليدية مع تقليص الاستهلاك الامريكى، فقد ينخفض استيراد امريكا للنفط فى الاعوام القليلة القادمة الى حوالى 3.1 مليون برميل يومياً فقط، وهذا الاحتمال قد يسبب ارباكاً للاسواق العالمية، خاصة اذا بدأت الصين بانتاج الزيت الصخري.
من ينظر بعين عادلة يقدر الموقف الحكيم للمملكة الرافض لارتفاع اسعار النفط لمستويات غير منطقية، لان هذا الارتفاع غير المبرر له عواقب سلبية، والتى من اهمها ظهور البدائل المجدية ومنافستها للنفط التقليدى، وهذا قد يؤثر على كل دول الاوبك مستقبلياً.
نقلا عن جريدة اليوم
في قادم الايام سيدخل انتاج جديد من ايران وليبيا والعراق وسيزيد الانتاج الامريكي من النفط الصخري ...لامفر من تخفيض الانتاج للمحافظة على سعر فوق المئة دولار والا ستهبط الأسعار الى الحد الذي يكون معه من غير المربح انتاج النفط الصخري ... هي دورة سعرية لامفر منها... المهم هو كيف نتعامل معها ونحن بفضل الله المنتج الاول للزيت عالميا
انخفاض سعر النفط لاقل من ٦٥ دولار سيوقف انتاج النفط الصخري لانه سيكون غير مجدي حيث ان تكلفت انتاج البرميل الوحد تتجلوز ٦٠ دولار ولذلك امريكا حريصة على بقاء اسعار النفط مرتفعة ... عندما كانت امريكا لاتنتج النفط الصخري كانت الأسعار متدنية لان امريكا تستورد كميات اكبر .... اما سياستنا نحن فتدور في فلك مصلحة امريكا فقط للاسف .
ظهورالنفط الصخرى بديلا للوقود الحيوي الذى تسبب فى ارتفاع اسعار الحبوب قبل الازمه العالميه دليلا على رحمة الله بعباده