يعادل حجم الصين الاقتصادي أربعة أضعاف حجم الاقتصاد الهندي مع العلم أن الهند يتجاوز تعدادها السكاني مليار نسمة، وهو ما يشير إلى كفاءة الإدارة الصينية للإصلاح بدءاً منذ ثلاثينيات القرن ومع ذلك تذهل لتواضع أغلب الحارات والأحياء داخل الصين وفي المدن الرئيسية مثل بكين والضعف للغات الأجنبية بالإضافة لشعور قوي لمن يزور البلاد بأن المجتمع معزول عن العالم.
في دراسة بأن حوالي 30% من ضحايا الحرب العالمية الثانية هم من الصين، وذلك بسبب الاجتياح الياباني الذي لاتزال اليابان تعاني منه إلى الآن بسبب ما وجّه لها من تهم عنصرية تمس الشخصية اليابانية، ألاحظ الصحف الصينية من فترة لأخرى توجه اللمز لليابان حول هذا الشأن، عموما الصين تتهم بأنها تخلو من حرية الرأي حتى إني لاحظت هناك عدم وجود صحف أجنبية وضعف الإنترنت، أيضاً الصين لا تقبل أنصاف الحلول حول جزيرة (تايوان) وتعتبرها جزءاً من أراضيها، ومع ذلك علاقة الصين التجارية مع تايوان واليابان ممتازة وأساسية لهم.
عموما يحسب للقيادة الصينية الحكمة في رؤيتها؛ مثلا مفهومها للأفكار الشيوعية غير مرتبط أبدا بالأفكار التقليدية التي ظهر بها كارل ماركس وامتداده من فلاسفة التيار مثل (لينين) و(تروتسكي)، ومن ينظر لأسواق بكين وشنغهاي وكذلك مصارفها لا يصدق بأن هذه البلاد شهدت ثورة الجيش الأحمر بقيادة (ماو تسي تونج).. لماذا؟.. الجواب في نظرهم بأن جميع النظريات المادية هي من أجل تحقيق التنمية (سواء شيوعية أو غيرها) فإذا لم تحدث فلابد من مراجعة النظرية وتطويرها، وإذا تحققت التنمية عبر عقيدة أخرى فلا داعي لتغيرها بدليل مقولة القيادة الصينية حول تسلم جزيرة هوكونغ وهي نموذج رأسمالي ناجح فكان الجواب الصيني: (لا يهم أن تكون القطة سوداء أو بيضاء.. المهم أنها تلد أصحاء) وبالتالي بقيت جزيرة رأسمالية.
سؤال: هل النظام الصيني مثالي؟.. بالطبع لا.. هناك عيوب كثيرة من انغلاق وتنامي التلوث، حتى إنك تجد الكثير من الصينيين يتجولون وهم مكممون، وتوجد المبالغة بالعقاب تجاه الفساد؛ ورغم ذلك لم يقضَ عليه كما يرى المراقبون.. منذ عامين تم الحكم بالسجن على أحد مديري السجون لمدى الحياة بسبب رشوة تقدر بمليوني دولار، وكذلك حدود الحرية المحدودة، لكن الميزة في القيادة الصينية عدم التصادم في الخلافات السياسية وتحويل العدو السياسي إلى شريك تجاري وعدم الوقوف أمام النصوص النظرية في حكم الدولة بل تطويرها ومحاسبة الفاسدين حتى لو لم تقضِ على الفساد فذلك خير من تركه.
نظام قوي لكن بأيادٍ ناعمة، للمعلومية آخر أباطرة الصين برغم عمالته لليابانيين خلال الحرب العالمية إلا أنه لم يعدم، مجرد سجن بعض سنوات وأخرجه (ماو) وعاش سنوات بعد ذلك ومات على سريره، بينما في المقابل سحلت الأسرة المالكة في العراق وجر الأمير عبدالإله عارياً في شوارع بغداد، ذلك بأن الدم يورث الدم وأن التنمية خير معين للاستقرار.
نقلا عن جريدة الرياض
المعلومات عن الصين جيدة وليست جديدة ويتداولها الكثيرين ..المقارنة مع الهند مبتورة وليست مكتملة ..المقالة عائمة في نظري والهدف والعبرة يجب ان تكون اكثر وضوحا لتحقيق الفائدة اليس كذلك ؟
فاجأتنا يا مازن في مرات قليلة سابقة بمقالات رصينة دفعنا للاستنتاج المؤدب. هذا هو اسلوبك .... عودا حميدا للشتات.
كعادتك رائع استاذ مازن، بالجامعة يدرس معي طلاب صينيين واندهشت من شدة ظحالتهم الثقافية، لايعرفون شيء عن العالم ابداً.
مقال جيد شكرا مازن وسوف نتابعك