الشركات السعودية والمنافسة المستدامة (2-2)

25/11/2013 0
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

اكمل اليوم الحديث عن المنافسة المستدامة، التي تكسب الشركات القوة التنافسية عندما تستثمر، وتستمر في تطوير منتجاتها مما يكسبها رضا الزبون وولاءه، ويجعل من الصعوبة بمكان على الشركات المنافسة جذب الزبون لمنتجاتها على حساب المنتجات العالية الجودة.

وقد أكدت الدراسات، العلاقة القوية بين ولاء الزبون وجودة المنتجات وسعرها، فكلما كانت جودتها عالية فإن الزبون يستمر في شرائها، وبالتالي يزيد ويستمر ولاؤه لها.

ديمومة واستمرارية تطوير الشركة لجودة منتجاتها عن طريق البحث والتطوير، يجعل هذه الاستراتيجية صعبة المواكبة من قبل المنافسين، الذين يجدون عائقاً قوياً في تخصيص ميزانية مكلفة للبحث والتطوير.

وقد تجد الشركات السعودية الصغيرة والمتوسطة صعوبات مالية وفنية في إقامة مراكز البحث والتطوير المنافسة، وذلك لتطوير منتجات لتكون عالية الجودة.

ولهذا السبب فإن إنشاء مراكز بحثية متخصصة ومشتركة سيساهم في تقدم البحث والتطوير، بحيث تتقاسم هذه الشركات التكلفة؛ لتستفيد من المراكز البحثية بشكل أمثل.

ومما لا شك فيه، أن البحث والتطوير بحاجة لأفكار إبداعية من داخل الشركات؛ لتستطيع تقديم فرص عملية تنتهي بسلع أو خدمات مربحة، لذلك يجب التشجيع على الإبداع الخلاق والمبادرة. 

الإبداع والاختراع يطوران الميزات التنافسية لمنتجات الشركات السعودية، ويدفعانها للاستدامة عندما يلقى المفكرون والمبدعون داخلها الدعم والتشجيع المستمر المالي والمعنوي؛ لتقديم منتجات أو خدمات جديدة تساعد هذه الشركات على النمو والتميز، والبقاء بقوة في السوق بين المنافسين.

وعندما تطور الشركات السعودية منتجاتها، بعيداً عن حاجة ورغبة الزبون، فإنها ترتكب خطأً كبيراً لأن المنتج الناجح يأتي بعد تشخيص حاجة الزبون إليه في الوقت المناسب، وبالسعر المناسب، وفي المكان المناسب حسب خصائص معينة، يجب أن تتوافر فيه لينال رضا الزبون.

وقد تقوم الشركات بإنتاج سلع وخدمات لا يرغبها الزبون، ما يعني أنها غير حساسة تجاهه، وبالتالي تبور وتتكسد منتجاتها في السوق ما يكلفها الكثير، وبالتالي يؤدي في حالات كثيرة إلى خروجها من السوق خاسرة. 

الشركات الناجحة، هي تلك التي تطور وتنتج السلع والخدمات بناء على رغبات زبائنها وأنماط استهلاكهم وأساليب حياتهم.

قد يكون لدى المتخصصين في البحث والتطوير سعة خيال عالية تساعدهم على تطوير منتجات قد لا يحتاجها الزبون، ما يجعلهم يساهمون في فشلها في السوق.

وتشير الدراسات في التسويق إلى أن نسبة فشل المنتجات في السوق تقارب الـ 67% في السنة الأولى من تسويقها لأسباب عديدة منها: عدم تلبيتها لحاجة الزبون في حل مشكلته، أو تلبية حاجته.

والخلاصة، إننا نواجه منافسة شديدة، تفرض على شركاتنا السعودية العمل على تطوير مصادر المنافسة المستدامة، سواءً أكانت ترغب في تسويق منتجاتها في السوق المحلية، أو في الأسواق العالمية؛ لتوسيع قاعدة زبائنها الذين يرغبون شراء منتجاتها. 

المنافسة حتمية، ولا خيار أمام الشركات السعودية سوى مواكبة المنافسة محلياً وعالمياً؛ لتستمر في تحقيق أهدافها المرجوة.

نقلا عن جريدة اليوم