أعزائي القراء عزيزاتي القارئات الأحياء منكم والأموات، ﻟﻥ ﺃدخل ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺩﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، وسوف أطرح عليكم مسألة الإصلاح ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ بغض ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺇيجابية ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺩﻻﺕ ﺃﻭ عن سلبياتها ﻭﻫﻨﺎ ﻻ تعوزني ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻷني أحفظﻬﺎ ﻋﻥ ﻅﻬﺭ ﻗﻠب.
لا شك في أن جميع أطياف المجتمع يدعون للإصلاح وقد يتفق الجميع في الإصلاح والقضاء على الفساد، وإن كانوا صادقين أو كاذبين في دعواتهم، إلا أنها دعوة تهدف إلى إقصاء أصحاب البطون الحمراء واستبدالهم بملائكة من السماء ..!
نتفق جميعاً على أن الإصلاح قيمة إنسانية عظيمة ومطلوبة شرعا وعقلا، لكن هل كل من نادى وهتف بالإصلاح يسعى إليه قولا وعملا ؟! كما قيل ( وكل يدعي وصلا بليلى .. وليلى لا تقر بذاكا ).
كما أن إطلاق مفهوم الإصلاح لكل عمل فاسد هو جريمة بحق الأرض والعباد ، وليس غريبا أن المفسد قد جرب جميع أساليب « البلع « المتاحة تحت مفهوم الإصلاح ولسان حاله يقول : « إن الإصلاح قد غلبني وسوف أبلع كما بلع الذي من قبلي» وهو طريق للصعود على أجساد الشرفاء وتدوس الرقاب وتشرب من دماء الوطن بحثا عن مزيد من الثراء.
إن الإصلاح الحقيقي والفعال يبدﺃ بإصلاﺡ ﺍﻟﺭﺅﻯ والأفكار ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭسات والمسؤولية الوطنية والقضاء على الفساد والمفسدين وتحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين، وهذه أمنيات نسعى إلى تحقيقها وطموحات تكبر معنا يوما بعد يوم ونحلق باحثين عما يحقق لنا هذا الهدف، لكي نبقى مجتمعا لا يوجد بيننا مسؤول سارق أو مماطل ولا يناصبنا العداء ولا من يلقي بنا وبآمالنا إلى الجحيم.
أيها السادة لا تجعلوا من مجتمعنا الطيب الأصيل أرجوحة بين كر وفر مع المفسدين.
استبدلوا هذه العقليات المتصلبة، استوردوا شرفاء من هذا الشعب بمن لا يغريهم بريق المنصب ولا متاع الدنيا ولا همهم تجميع أموال الشعب وملء البنوك بأرصدة خيالية وتبدي مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية.