هكذا كانت كلمات الرئيس التنفيذي لأكبر بنك في الولايات المتحدة "جيمي ديمون" –كما يشير العنوان- في مؤتمر استضافه معهد التمويل الدولي في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم أمس السبت، حيث التحذير المتواصل من تخلف أكبر اقتصاد عالمي عن سداد فواتير ديونه.
وبدا ان قلق البنوك حقيقي، خصوصا الكبرى منها، فهي عانت منذ سنوات قليلة مضت من تداعيات سقوط "ليمان براذرز"، وتحاول بلوغ متطلبات "بازل 3" لتجنب كارثة جديدة شبيهة أو مغايرة، أو على الأقل تقليص الخسائر المنتظرة جراء حدوثها.
لكن في ذات الوقت فإن تلك البنوك في حاجة إلى تذكير نفسها أولا بضرورة تجنب "المخاطرة" بالتلاعب أو دخول "عش الدبابير" التي لم ينج منها "جي بي مورجان" نفسه عندما تسبب "حوت لندن" في خسائر تجاوزت ستة مليارات دولار جراء التداول في مشتقات مالية غاية في التعقيد.
حدث ذلك العام الماضي، أى ان القواعد التنظيمية لا تزال بعد غير كافية سواءً داخل البنك نفسه،أو على مستوى الإدارة التي تحكم عمل جميع البنوك وهي المصرف المركزي.
تداعيات الأمر الممتدة منذ أزمة عام 2008 سواءً لتلك القضية أو مسألة الرهون العقارية اتضحت في مخصصات التفاضي المرتفعة لـ"جي بي مورجان"، والتي ناهزت 7.2 مليار دولار في الربع الثالث وكبدته أول خسارة فصلية منذ تولى " ديمون" المسؤولية، والذي يعد في حاجة إلى تذكير موظفيه ونفسه بألا يطلقوا النار على أقدامهم أولا، قبل ان يكون ذلك موجها للإدارة الأمريكية.
ولأن الأضواء مسلطة على واشنطن وتحركات مشرعيها للحيلولة دون تفاقم الأزمة ووضع العالم أمام تجربة غير مسبوقة، فإن مسؤولين آخرين من بنوك كبرى حضروا المؤتمر حذروا من فشل الولايات المتحدة في تجاوز أزمتها الراهنة.
حيث أشار رئيس "بي ان بي باريبا" الفرنسي "بودوان بروت" مع "جيمي ديمون"، والرئيس التنفيذي لـ"دويتشه بنك" ان العواقب ستكون وخيمة على ديون الولايات المتحدة وعملتها، مع ترجيح دخول العالم في ركود آخر.
وربما كان "جاين" صادقا-وهو يترجم بكلماته لسان حال آلاف المسؤولين أمثاله حول العالم- حين قال ان الوضع سيكون "كارثيا تماما"، وسيكون هذا بمثابة مرض سريع الإنتشار، "وليس لدى توصيات من أجل هذا للجمهور.."، وهو محق إلى حد كبير، فلا خبرة للعالم بالتعامل مع مثل تلك الخطوة.
المقلق ان السندات الأمريكية تستخدم كمعيار لتحديد الفائدة في أسواق تتعامل بتريليونات الدولارات، والبنوك المركزية حول العالم تضع جزءاً من احتياطيها النقدي كإستثمار "مضمون" في تلك السندات التي تعتبر "قبلة" كملاذ آمن عند حدوث مخاطر.
هذا يعني في النهاية ان الأمريكان لن يطلقوا النار –اذا قرروا ذلك- على أقدامهم فحسب، بل على العالم أجمع ربما كعقاب على عدم تمويل ميزانيتهم اذا طبقنا هنا نظرية المؤامرة المحببة لدى البعض.
لن يطلقوا النار على أقدامهم ... بل ستأتيهم رصاصة الرحمة ربما ليس الان ولكن بعد مزيد من التأجيل
العواقب ستكون وخيمة على ديون الولايات المتحدة وعملتها، مع ترجيح دخول العالم في ركود آخر. ربنا يستر !!