نصائح في التخطيط المالي للفرد والاسرة ( 1 )

18/09/2013 5
سهل حجازي

يعتبر التخطيط المالي الشخصي احد المكونات الاساسية في التمويل الشخصي والذي لا يستطيع  الفرد الاستغناء عنه ، بالاضافة الى اهمية الانفاق المتزن (أو ما يعرف الان " بـ جودة الانفاق ") والادارة الفعالة للاموال والمدخرات ، والذي يضمن مصلحة الفرد والاسرة والمجتمع بشكل عام. وفي عصرنا هذا ومع كثرة المتطلبات والتداخل الكبير في حياتنا اليومية بين الاساسيات والكماليات ، اصبح التخطيط المالي جزء اساسي وضروري للوقاية من المتاعب المـــالية الغير متوقعة ومعـــالجتها في حــينها  (العجز ، والتقاعد البعيد عن الحسابات ...الخ ).

ان المال بحد ذاته ليس غاية وانما وسيلة للسعادة في الحياة  والعبرة الحقيقية في كيفية التخطيط وادارة المال واستطيع القول بأن الانسياق الى نظرية الفوضى المالية ( اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) هي افضل تطبيق لقاعدة الفشل المالي – والذي بدوره يؤدي الى عدم الاستقرار المالي للفرد والاسرة معاً والذي بالضرورة سينعكس على المجتمع ككل في مراحل لاحقة  .

* وفي هذه العجالة استطيع تقديم بعض النصائح الشخصية للتخطيط المالي القابلة للتطبيق على مستوى الفرد والاسرة :


. تقسيم الميزانية : يختلف مصروف كل عائلة عن الأخرى بحسب البيئة والمجتمع الحاضنين .. فما هو ضروري بالنسبة لعائلة قد يكون كمالياً بالنسبة للأخرى. بشكل عام، يمكن تقسيم الميزانية بحسب الضروريات والكماليات والطوارئ: (هناك برامج خاصة للمساعدة في حساب الميزانية - فأنت تقوم بعملية ادخال الارقام فقط

– شخصياً استخدم برنامج Free Budget – طبعاً هناك الكثير من البرامج موجودة على الاجهزة الذكية ) :

أ- طعام وشراب يمكن تقسيمها أسبوعياً أو شهرياً( حسب نوعية الصنف وطريقة ومدة الحفظ ) .. ويمكن تحديد نسبتها بــــ 17 - 20% من الميزانية الشهرية.

ب- كسوة ( ملابس ) يتمّ تحديد مواعيد صرف ربع سنوية أو نصف سنوية أو سنوية … حسب حاجة العائلة ومدخولها... ويمكن تحديد نسبتها ب 12- 15% من الميزانية الشهرية.

ج- مصاريف التعليم ( ومن ضمنها ألعاب الأطفال) سنوية أو نصف سنوية ويمكن تحديد نسبتها ب 7% من الميزانية الشهرية.

د- فواتير شهرية ( إيجار .. كهرباء .. هاتف .. ماء .. محروقات أو مواصلات ) ... يجب أن تحدّد كل فاتورة بمبلغ معيّن وأن لا تزيد عنه ..مثلاً، إذا تخطّت فاتورة الهاتف المبلغ المحدّد، اقتطعت هذه الزيادة من الكماليات .. ويمكن تحديد نسبتها ب 30% من الميزانية الشهرية .

2- الكماليات :

تختلف الكماليات بين الناس، ابتداءً من البلد مروراً بالمجتمع المحلي وصولاً إلى الفرد داخل العائلة الواحدة، ويمكن صرف الكماليات في العطل الصيفية أو الإجازات السنوية أو الهدايا العائلية (ولادة طفل، زواج أحد الأقارب، هدية المدرّس... وغيرها من الكماليات ) … كما يمكن وضع الجوال وفواتيره أو شراء التحف واللوحات ضمن الكماليات.

3- الطوارئ :

يمكن تعريف الطوارئ بالأمور التي تحصل بشكل مفاجئ، دون أن تكون العائلة قد استعدّت لها أو خصّصت مبلغاً معينّاً لذلك، ومنها: أعمال الصيانة المنزلية أو تصليح سيارة، أو شراء مستلزمات ضرورية للمنزل بسبب فقدان أحدها أو عطل طرأ على المكيّف أو الفرن أو الغسالة .. إشارة إلى أنه يمكن توفير هذه المصاريف إذا أحسن استخدام مقتنيات المنزل الضرورية، وحظيت بالاهتمام اللازم من جميع افراد الاسرة.

. التروي وعدم الاندفاع في شراء الحاجيات : اذكر قول جميل – لـ غاندي عن قتل الرغبة ( وهي السعادة الحقيقية للفرد ) – ان المتتبع لسياسة الترويج الهائلة للمنتجات والسلع ( والتي تعمل على خلق الرغبة في الشراء لدى الفرد )– تجعلنا نقوم بشراء ما يلزم وما لا يلزم – لذا فأنني انصح بالتروي عند الرغبة الحقيقية بالشراء بأن يقوم الفرد بالذهاب الى السوق لمعرفة الاسعار والبدائل اولاً الامر الذي يقلل نوعاً ما من التأثير الهائل للدعايات التسويقية لهذا المنتج او ذلك . 

.تكليف احد افراد الاسرة بالمتابعة :

لابدّ من أن يكلّف الزوجان احد افراد الاسرة تكون مهمته مراقبة المصروفات ومتابعة إيرادات الأسرة، قد يكون أحدهما أو أيّ شخص آخر. المهم ألا تكون المسألة عائمة وضائعة.

. تقديم الافكار :  تقديم بعض الأفكار والحلول التي قد تساعد الزوجين في المحافظة على الميزانية العائلية وادّخار المال، أو بالحدّ الأدنى، ضبط المصروف لكي يتلاءم والمدخول، وألا نحتاج إلى مدّ اليد طلباً لقرض أو دين ما – وهذا المسئلة تكون بشكل يومي .

. التدوين اليومي :

لابدّ من كتابة كل إيرادات الأسرة سواء كانت من راتب شهري أو مكافأة سنوية أو ميراث أو وصية أو عائد استثماري، وكذلك كتابة ما يصرفه الزوجان يوماً بيوم من أكل ومشرب وملبس وتعليم وأدوية ووسائل اتصال ونقل وأثاث وخدم وغير ذلك - شخصياً استخدم برنامج Free Budget – طبعاً هناك الكثير من البرامج موجودة على الاجهوة الذكية – تستطيع تحميلها مجاناً .

.الاستعداد لأي طارئ :

لا بدّ أن يكون من يتعامل مع التخطيط والميزانيات مرناً ؛تحسّباً للظروف التي قد تطرأ على الأسرة من غير حساب  فيكون مستعداً لذلك، بحيث يجعل الميزانية تستوعب أي مستجدات طارئة .

.اشراك الابناء :

لا بدّ أن يجلس الزوجان مع أبنائهما للتحدّث بخصوص الميزانية ، وكتابة الحسابات كي يدرك الابن أنّ الوالدين يخطّطان للأسرة ويقدّران المصاريف، فليس كل ما يشتهيه يشتريه، إلا إذا سمحت الميزانية بذلك،كما أنّه يتعلّم كيفية إدارة حياته المستقبلية .

.خطط للمستقبل :

إنّ المحافظة على الميزانية تتطلّب معرفة الوالدين بالخطط المستقبلية للعائلة ،والأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها، كي يستطيعا أن يدّخرا من المصروف ما يلبّي حاجات الأسرة المستقبلية من بناء البيت وزواج الأولاد والمصاريف الصحية عند الكبر وغير ذلك .

. التعليم المبكر لاهمية الادخار للاولاد :

يجدر بالوالدين الاهتمام بتوفير مبلغ من المال يخصّص لأولادهما، إذ لا بدّ من وضع هذا البند نصب أعيننا وأن لا نعيش يومنا فقط ، على الزوجين أن يتبنّيا أسلوباً مبتكراً للتوفير من الإيرادات ، فمثلاً: يسمّيان أسبوعاً معيناً (طوارئ )  ويحاولان التقليل من المصاريف قدر الإمكان. أو أن يقتطعا مبلغاً من الإيراد ليدخلاه في حساب خاص وكأنه مصروف ثابت شهري يوضع جانباً على سبيل التوفير .

وفي النهاية، يجب ان يدرك الفرد كيفية ادارة امواله بطريقة سلسة ومنظمة وبجودة عالية  تلاءم الرغبات والقدرات بما يكفل التوازن الحقيقي للفرد والاسرة معاً، والذي بدوره سينعكس ايجابياً على النمو الحقيقي للامة بعيداً عن ثقافة الاستهلاك والبذخ الغير مبرر، وعلى جميع مناحي الحياة الاقتصادية في الدولة والذي سوف يكون موضوع السلسلة القادمة بأذن الله .